في سنة 1972 كان عمّال الهاتف في مدينة سامرّاء يقومون بأعمال الحفر لمدّ الأسلاك، وفجأة ظهرت لهم لوحة مربّعة من الرّخام المعروف في العراق، وأُصيبت ببعض التهشّم عند استخراجها ثمّ جُلبت إلى المتحف الوطني في بغداد، فتمّت معالجتها مخبرياًّ وترميمها فكانت المفاجأة، إذ أنها تمثّل ساعة شمسيّة.
اللوحة مربّعة الشكل تقريباً، طولها 80 سنتم وعرضها 76 سنتم، وفي أعلى اللّوحة مكتوب ( صنعه علي بن عيسى ).
وما ورد في هذه الساعة من تقسيمات يُختَصر باثنتي عشرة ساعة من ساعات النهار. ففي أقصى جهة اليسار تبدأ الساعة الواحدة صباحاً وتنتهي في وسط النهار الذي هو وقت الظهر في الساعة السادسة، ثمّ ابتداء الشمس بالزوال ويزداد الظلّ تدريجاً حتّى يأتي وقت العصر، وعندما تغيب الشمس ينتهي النهار، وتكون الساعة حينئذٍ هي الثانية عشرة عندما يحلّ وقت المغرب. وما يزال هذا الأسلوب متَّبعاً حتّى الوقت الحاضر في تحديد أوقات الصلوات اليوميّة عند المسلمين..
أمّا تاريخ صناعة ساعة سامرّاء، فيُستَدلّ عليه من صانع الساعة عليّ بن عيسى الذي عاش في سامراء أواسط القرن التاسع الميلادي. وعلى هذا فهي أقدم ساعة من نوعها !
التعليقات مغلقة.