ما هي الجراثيم وما هي الأمراض المعدية او الوبائية؟

0

ولكن أكثرهم لا يعلمون

أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ (٢) وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَـٰذِبِینَ (٣) أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلسَّیِّـَٔاتِ أَن یَسۡبِقُونَاۚ سَاۤءَ مَا یَحۡكُمُونَ (٤) مَن كَانَ یَرۡجُوا۟ لِقَاۤءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَـَٔاتࣲۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (٥) …

الايات واضحات ولا تحتاج لتفسير، فالمؤمنين بالله أشكال وأنواع، وتراكمات شتى، ودرجات، فيهم القوي وفيهم الضعيف، وفيهم المتفلسف وفيهم المقلد وفيهم المجرد، وأغلبهم كغثاء السيل، وفيهم وفيهم، ولأن الله ليس بظلام للعبيد، قالها في آيات أُخر،

__ (( لِیَمِیزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِیثَ مِنَ ٱلطَّیِّبِ )) (( وَیَجۡعَلَ ٱلۡخَبِیثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضࣲ فَیَرۡكُمَهُۥ جَمِیعࣰا)) فَیَجۡعَلَهُۥ فِی جَهَنَّمَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ.

_ إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِینَةࣰ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَیُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰا
_ وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ
_ وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِینَ وَنَبۡلُوَا۟ أَخۡبَارَكُمۡ (٣١) إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ وَشَاۤقُّوا۟ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن یَضُرُّوا۟ ٱللَّهَ شَیۡـࣰٔا وَسَیُحۡبِطُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ (٣٢)
_ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفُورُ (٢)

مرتبة الإيمان أعلى من مرتبة الإسلام، والمؤمن والمسلم يتفرقان، فالمؤمن بما جاء به محمد

(( لا عدوى)) يقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير،،، هذا المؤمن لن يتغير مهما إشتدت وعصفت به الفتن، لأنه صدق الله وصدق الرسل، ولم يشاقق الرسول بعدما تبين له الهدى، ولأنه يرجو لقاء الله ويعرف بأن أجله آت، سواء عدوى أم لا، ولم يجعل الأسباب أولى من الايمان، فهو على الفطرة والايمان بقضاءه وقدره، سواءََا إتخذ بالاسباب أم لا، ((قُل لَّاۤ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِی ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَاۤءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَاۤءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا یَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا یَسۡتَقۡدِمُونَ))

أما الذي اغواه الشيطان فزاده رهقاََ واتبع الظن، فتراه حيران، متخذاََ الفلسفة إيمان، كالذي استوقد ناراََ فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون، واصبح من المكذبين، واتبع الذين يعملون السيئات (عن قصد أو عن غير قصد) وهم يحسبون انهم للحق ظاهرون، ولأحوال الناس مصلحون،،،

ومن قرأ سورة الكهف سيتبين له انواع الفتن، فهناك: فتنة الدين، وفتنة المال، وفتنة العلم، وفتنة العمل (والإخلاص فيه) وتجاوزك لهذه الفتن سينجيك من فتنة الدجال التي نحن فيها، لأنك إذا بعت دينك ستبيع كل شيء، وموضوع العدوى خير دليل، أغلقت المساجد، وافترقت الجماعة، والكل نفسي نفسي لعله ينجو بجلده، وأما الفار بدينه، فسيفر منه كل شيء متلعق بالدنيا وزخرفها،،، فجنة الدجال اعمت الكثيرين، وهم في غفلة معرضون، وفي غطاءٍ عن ذكر الله،،،

_ الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا
_ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا
_ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا، ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا
_ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا، قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا، قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا

هناك فريقان: المنافقين من المسلمين ومن صفاتهم: أن عيونهم معطلة ولا تبصر بمعني أن بصيرتهم لاتعمل (( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ))

وأتخذوا الإنس والجن أربابا من دون الله ويظنون أنهم يحسنون صنعا،،،

والفريق الآخر هو فريق المؤمنين والصورة عندهم واضحة وجلية فهم لايتخبطون من المس ولاينعقون مع كل ناعق ولم يتخذوا غير الله رباََ، بصائرهم مفتوحة دون حاجة إلى النظر، سواءََا النظر في العلوم ولا التفلسف في النصوص، فأي دجال وأي فتنة وأي شيطان يمكنه العبث ببصيرتهم؟ بعدما هداهم الله وفتح قلوبهم للحق؟ ابداََ والله،

إن لله عبــادا فـطنا

طلقوا الدنيا وخافـوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا
أنها ليـست للـحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا

بالنسبة لموضوع العدوى، نقول كما قال عليه الصلاة والسلام، لا عدوى، سمعنا وأطعنا، فهو لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى،،، لما جاءه رجل فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسقه عسلا، فسقاه، ثم جاءه، فقال: إني سقيته عسلا، فلم يزده إلا استطلاقا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة، فقال: اسقه عسلا، فقال: لقد سقيته، فلم يزده إلا استطلاقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق الله، وكذب بطن أخيك فسقاه فبرأ”

فصدق رسول الله، لا عدوى وكذب كل عقل تفلسف فيها واعرض عن الحق، ومن أعرض عن الوحي وكلامه صلى الله عليه وسلم سنتأسف عليه، متذكرين قوله سبحانه: فَلَعَلَّكَ بَـٰخِعࣱ نَّفۡسَكَ عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ یُؤۡمِنُوا۟ بِهَـٰذَا ٱلۡحَدِیثِ أَسَفًا (٦) إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِینَةࣰ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَیُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰا (٧)….ونقول للآخذ منهم بالأسباب وتصريف معنى الحديث إلى ضده: قال صلى الله عليه وسلم: إن أصابك شيء فلا تقل: (( لو )) أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ (( لو )) تفتح عمل الشيطان.

ويقول الله سبحانه : وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا ،،، فاستعمال لو غير منهيٌ عنه، (لــو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) و (لولا إذا دخلت جنتك) و (لـو أنزلنا هذا القرآن على جبل) و (لو كان البحر مداداً لكلمات ربي)، ولكن نهى الرسول الكريم عنها في الاعتراض على مشيئة الله، فهي باب فلسفي للشيطان يفتحه لك من حيث لا تدري، لتذهب وتتبع الأسباب وتتفقدها، متمنياََ ومتفلسفاََ، قائلاََ لو فعلت كذا لما صار كذا، ولو حجرت نفسي لما اصبت بالمرض،،، الخ،

وفي حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له: ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا، قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه ، فأين نحن من هذا؟ حالنا اليوم فيه الصبر نفذ، والنفس ضعفت، ومجرد فيروس وهمي، صد الكثيرين عن دينهم وعن الوحي، فلا تتعجب من عدم نصر الله لهم،،، فكل إناءٍ بما فيه ينضح،،،…

لنعد لموضوع الجراثيم والعدوى،، وهل الإنسان له دخل في أحداث خلل في التوازن الطبيعي الخاص بهذه الأمم من جراثيم، وهل يمكن القول بأن افسادها هو مما كسبته ايدينا، وأن الله يذيقنا بعض الذي عملناه لعلنا نرجع له، ونسلم له قدرنا وانه هو الفعال لما يريد إن أراد بنا سوءاََ او خيراََ، هل فيه فتنة لنا، خاصة وأن الاغلبية سلمت أمرها للطب العصري وللمضادات الحيوية، وانها هي الشافي لا الله سبحانه وتعالى..؟

__ أسئلة كثيرة، يمكن طرحها بخصوص العدوى، ومن أجل تصحيح الافهام، والقول بأن هذه الميكروبات، انتقالها منا وإلينا، لا يعني المرض أو يعني أنتقاله إلينا، ومحاربتها، وتصنيفها كعدو، ليس هو الحل، وموضوع العدوى بخصوصها، موضوع معقد وله شروط كثيرة، فهناك من تمرضه والآخر لا، وجعلها السبب الأساسي للمرض خطأ وغلط، تماماََ مثل الذي صار له حادث مرور، فالعيب منه وفي قيادته وليس عيب السيارة، مع ان عيب السيارة احياناََ له دخل في الحادث،، ولربما العيب ليس فيهما بل في السيارة التي اصطدمت بهما، ومع ذلك لا نرى حجرا ولا منعاََ لبيع السيارات، وهكذا وبنفس النهج والمعيار، تحدث الامراض، ولنعتبر الجرثومة مثل السيارة، فليس ذنبها، لو انت افسدت جسدك بالملوثات والأغذية الكيميائية، وليس ذنبها ان لا تتطهر، وليس ذنبها أن تبتعد عن طيبات ما رزقك الله، وليس ذنبها أن تحاربها بشتى المضادات الحيوية معتقداََ انك من المصلحين، ليس ذنبها انك ركنت لوسوسة الشيطان، وركنت للخوف، مما جعل مناعتك ضعيفة وكئيبة، ليس ذنبها أنك جزعت حتى اصابك الذهل والحزن، دون ذكر الله سبحانه، بل الذنب وكل اللوم على عاتقك، وما كسبته يدك، والرسول صلى الله عليه وسلم حين قال : لا عدوى هو محق في ذلك وصدق، وكذب علم الأوبئة، فالخوف من إنتقال الجراثيم هو مثل خوفنا من حوادث المرور، هو مثل خوفنا من انفسنا أمام المرآة، هو خوفٌ أصلا من الذات، خلقنا من تراب ولا مفر منه، ولا مجال ان تحجر نفسك هرباََ منه،،،

ما هي الجراثيم وما هي الأمراض المعدية او الوبائية؟

الجراثيم: كائنات حية مجهرية، موجودة في جميع أنواع البيئة الطبيعية: التربة والمياه العذبة والمياه البحرية والهواء والاماكن الجليدية والصحاري و قاع المحيطات إلخ… بالمختصر هي في كل مكان معنا. وهذه الجراثيم مرتبطة بالحياة ارتباط وثيق ولا يمكن الاستغناء عنها والا فسدت الأرض لأنها ضرورية للنبات والحيوان والانسان. وغياب هذه الميكروبات يؤدي الى انخفاض هائل في الوظائف الفسيولوجية الأساسية التي تضمن نمو وبقاء هذه الكائنات الحية.

_ هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن طِینࣲ ثُمَّ قَضَىٰۤ أَجَلࣰاۖ وَأَجَلࣱ مُّسَمًّى عِندَهُۥۖ ثُمَّ أَنتُمۡ تَمۡتَرُونَ
_ وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ إِذَاۤ أَنتُم بَشَرࣱ تَنتَشِرُونَ
_ وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةࣲ ثُمَّ جَعَلَكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰاۚ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا یُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرࣲ وَلَا یُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦۤ إِلَّا فِی كِتَـٰبٍۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ
_ ((فَلَمۡ تَجِدُوا۟ مَاۤءࣰ)) فَتَیَمَّمُوا۟صَعِیدࣰا طَیِّبࣰا فَٱمۡسَحُوا۟ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَیۡدِیكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا

لو اخذنا مثلاََ 1غ من التربة، سنجد به الملايير من البكتيريا، والتي ربما فيها الملايين من الانواع المختلفة، وعشرات الالاف من الفطريات،… الخ، فلو أخذنا المعيار البشري وقلنا بأن الجراثيم هي مرادفة للقذارة وعدم النظافة، فلم نتيمم بها؟ وأنت لما تُقبل مثلاََ زوجتك، سيكون هناك تبادل لعشرات الملايين من البكتيريا أو اكثر،،، فلو اخذنا المعيار البشري وقلنا هذا سيسبب لنا امراض معدية، لما قبّلنا بعضنا ولما تزوجنا أصلاََ، لأن الجراثيم التناسلية ما أكثرها، ومع ذلك لا تمرضك إلا في حالات، وسنعود لهذا إن شاء الله،،، ثم بعيدا عن هذا التنوع الميكروبي هناك أيضا تنوع في طريقة عيش هذه الجراثيم، فهناك من تعيش على أكسدة الحديد، وهناك من تُحول الأزوت الى بروتينات،.. الخ، وهكذا كل نوع له دوره الخاص على هذه الارض المسطحة،،، ونجد بأن هذه الانواع هي معنا ومتعايشة في نظام سمبيوز symbiose معنا، كل واحد منا ينتفع من الآخر، عمليات خذ وهات حميمية،،، وللعلم 90٪ منها لا يمكننا اختبارها في المختبرات، لأننا لا نملك الوسط الملائم الذي يسمح لنا بزراعتها،

باختصار هذه الأرض التي خلقنا منها، هي مكونة خاصةََ من هذه الميكروبات، ولو قمنا مثلا بشفط وتنظيف الارض من كل هذه الميكروبات، فكل شيء سيفسد، وما على الارض سيفسد بالطبع من نبات وحيوان، (( وَإِنَّا لَجَـٰعِلُونَ مَا عَلَیۡهَا صَعِیدࣰا جُرُزًا )) لا شيء فيها، لا نبات ولا منفعة، وبالتالي حتى تسمية الجراثيم هذه لا تليق بها وهي نوع من الانتقاص في خلق الله وفي دورها الكبير جداََ والذي تقوم به في مختلف السلاسل البيولوجية المهمة للحياة.

لنذهب الى دورها في صحة الانسان، وقد تم فهم هذا الدور خاصة على اثر تجارب على الفئران، من خلال مقارنة فئران تعيش طبيعيا مع فئران معرضة لبيئة تنقصها الكثير من هذه الميكروبات، ومن اهم ادوار هذه الجراثيم هو دورها في الهضم، فهي تساعدنا على هضم الغذاء وانتاج الفيتامينات، وتقوم ايضا بتعديل استعمال الاغذية في الاعضاء، اذََا لها دور هظمي، اما الدور الثاني فهو دور وقائي، وفيه إثنان من الآليات، آلية مباشرة أو حماية مباشرة: وهي الجراثيم التي على جلدنا أو في امعائنا حيث هي من تسيطر على المكان، وعلى المواد الغذائية، فتقوم بإنتاج مضادات حيوية تمنع انتشار ميكروبات اخرى في هذا الوسط، هذا الدور في الحماية يتمثل مثلا في تواجد عند 20٪ من الناس الستافيلوكوك الذهبية، وهي من أحد مسببات التعفن الدموي مثلاََ، ومع ذلك نحن نحملها ولا نتضرر بها، لماذا؟ لان هناك ستافيلوك اخرى تدعى ليون والتي تفرز اللوكدونين وهو مضاد حيوي ضد ستافيلوكوك الذهبية، وبالتالي هذه الاخيرة تجد نفسها غير قادرة على إحداث اضرار لنا، وهذا من خلال زملائها في المحيط، سواء على الجلد مثلا او في الانف،…وهكذا هي البيئة من المخلوقات المرئية إلى المجهرية، كلها متوازنة: وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَیۡنَا فِیهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ شَیۡءࣲ مَّوۡزُونࣲ

بالمناسبة، هذه الجراثيم هي تقريبا أمم أمثالنا، تتصل ببعض عن طريق جزيئات كيميائية، وتستقر مع بعض، وتحارب بعضها بعضاََ، وكلٌ لها طريقتها في التعامل مع الجراثيم الاخرى المجاورة لها، فهناك تعايش، وهناك صراع، وهناك منافسة،…الخ.

تتفاعل هذه البكتيريا مع الخلايا والأعضاء بطريقة حميمية للغاية بل خلقها الله سبحانه لدور وهدف في هذه الحياة وبشكل موزون، وكل تأثير أو تغير في هذه الميكروبات سيؤثر بدوره على صحة الإنسان. في المجموع المعروف هناك أكثر من 1500 نوع أي ما يقدر بحوالي 1.5 كغ من كتلة الجسم.

خلال النصف الثاني من القرن الماضي، ساعدت المواد المنظفة والمضادات الحيوية في الحد من الأمراض الجرثومية أو المسماة بالمعدية، دون ذكر اعراضها الجانبية الكثيرة (مرحباََ بك في عالم تطبيب حفرة تمهيداََ لحفرة ثانية والسلسلة طويلة). لكن، وفي الوقت نفسه، شهدت أمراض المناعة الذاتية و التهاب الأمعاء والحساسية وأمراض التمثيل الغذائي مثل السمنة ومرض السكري النوع الثاني زيادة كبيرة في المجتمعات. في الواقع، أدى تطور نمط التغذية التي تعتمد في الغالب على الاغذية الجاهزة والمصنعة إلى انخفاض في استهلاك الألياف والتي مرت في غضون بضعة عقود من 50 غرام يومياََ إلى أقل من 20غ يومياََ، بينما التوصيات 25 غرام (والتوصيات في الغالب هي الحد الادنى). علماََ بأن الألياف هي وقود الكائنات الحية الدقيقة والتي فقدت تنوعها في البيئة الجسمية لهذا السبب. زد على ذلك البيئة المحيطة بالولادة حالياََ والتي تغيرت أيضًا: فهناك المزيد من الأطفال الذين يولدون قبل الأوان – وبالتالي مع جراثيم مبسطة – والمزيد ايضاََ من العمليات القيصرية أي نقص تعرض الاطفال لبكتيريا الام، ونتيجة لذلك، زيادة في تعرضهم الى أمراض مناعية مثل الحساسية..

في مجال الوقاية، يبدو من الضروري فهم دور التغذية بشكل أفضل في تعديل الكائنات الحية الدقيقة، والتي يمكن أن يكون لها تأثير على تطور بعض الأمراض. فتنوع الألياف يغذي ويطور التنوع الميكروبي، وهو تنوع يؤدي بشكل خاص إلى تقليل الالتهاب ونمط أيضي أكثر ملاءمة للجسم. وإلى جانب التغذية، تم التعرف أيضًا على أهمية البكتيريا السائدة في الأمعاء – التي تكون ناقصة عند المصابين بالأمراض المزمنة – ولها تأثيرات مثيرة للاهتمام على الالتهاب أو نفاذية الأمعاء. وقد تم تحديد بعض البكتيريا من هذا النوع على أنها وقائية. وهناك دراسات حالية حول الميكروبيوت أو البيئة الميكروبية، وهل البكتيريا الموجودة في أمعائنا تسبب السرطان أو حتى مرض الدماغ التنكسي العصبي؟ وهل تحدد هذه البكتيريا ما إذا كنت بدينًا أو نحيفًا؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكننا كبشر السيطرة على مليارات الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أجسامنا؟

وكوجه للمقارنة لهذا الاختلال البيئي الجرثومي، هناك تجربة بيئية من نوع آخر حصلت في كندا، لنوع من الذئاب…

كيف غيرت الذئاب مجرى النهر

في عام 1995، قامت مصلحة الأسماك والحياة البرية الأمريكية بالإضافة إلى علماء أحياء كنديين بالقبض على 14 ذئباََ في كندا وإعادتهم إلى متنزه يلوو ستون الوطني yellow stone، حيث تم طردهم من هناك منذ ما يقرب من 70 عامًا.

__ في السنوات التالية، لم تصبح أكثر عددًا فحسب، بل كان لإعادة إدخالها للمحمية آثار غير متوقعة على النظام البيئي، ذهبت إلى حد إعادة تحديد مجرى الأنهار.
وعلى عكس المتوقع، استفادت العديد من الأنواع من إعادة إدخال هذا المفترس للمحمية. حيث أن الغزلان والضباء إنتقلت إلى أماكن جديدة بعيداََ عن هذه الذئاب، وبدأ الغطاء النباتي في التكاثر من جديد في هذه الأماكن. و زاد حجم الأشجار خمسة أضعاف في غضون 6 سنوات فقط، سواء في الوديان او الفجاج، مما جلب الطيور إلى المكان.

ولأن الذئاب كانت تقتل انواع أخرى من الذئاب coyote، جاءت حيوانات أخرى لتستقر مثل الأرانب والثعالب وما إلى ذلك.

__ في الواقع، هذه التجربة أثبتت بأن الحيوانات سواء كانت مفترسة أم لا، فإن الذئب، مثل كل المخلوقات التي اوجدها الله سبحانه بشكل طبيعي في مكان ما، هو ضروري لتحقيق التوازن الطبيعي في الأرض.

وعليه قس ايضا هذه الجراثيم والتي أعلن الإنسان الحرب عليها، فاختل التوازن البيئي واختل توازنها في أجسامنا،

مصداقاََ لقوله تعالى:

__ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ ((بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟)) لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ

ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوا، ومعصيتهم التي عصوا ﴿لَعَلَّهُمْ يَرجِعُونَ﴾ يقول: كي ينيبوا إلى الحقّ، ويرجعوا إلى التوبة، ويتركوا معاصي الله،

__ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَیُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِی قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ. وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ لِیُفۡسِدَ فِیهَا وَیُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ. وَإِذَا قِیلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ…

و”السعي” في كلام العرب العمل، يقال منه:”فلان يسعى على أهله”، يعني به: يعمل فيما يعود عليهم نفعه

عن مجاهد:” ويهلك الحرث”، قال: نبات الأرض،” والنسل” من كل دابة تمشي من الحيوان من الناس والدواب. والجراثيم من الدواب ايضاََ.

__ وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ ((قَالُوۤا۟ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ، أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ)) وَلَـٰكِن لَّا یَشۡعُرُونَ…الى غاية…. ((أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱشۡتَرَوُا۟ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَـٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُوا۟ مُهۡتَدِینَ)) .

__ ٱلَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِیثَـٰقِهِۦ وَیَقۡطَعُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ ((وَیُفۡسِدُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ)) .

__ وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّیِّبُ یَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ ((وَٱلَّذِی خَبُثَ لَا یَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدࣰاۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَشۡكُرُونَ))، وقس عليه الاطعمة المصنعة الخبيثة، وكل ما تم تعديله جينيا، فمهما كان لونه وشكله فهو نكد على الجسم ومضر به، ومهلك له سواء على المدى القريب او البعيد،…

__ سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَ ٰ⁠جَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ (( وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا یَعۡلَمُونَ ))

إن اصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.