• أما عنّي فإنّي مِنَ الْبَدْءِ ما أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ ؛ فتلكَ الأرضُ أَرضِي ، وهَذهِ وجهَتِي وسَبيلي أدعُو بِها إِلَىٰ الحقِّ بإذنِ ٱللّٰه .
• وقد أوردَ سفرُ الخرُوج وسفرُ التثنِية عدةَ نُصوصٍ علىٰ أنّ ٱللّٰهَ قد وعدَ موسىٰ بأرضِ المِيعَاد .
• ولم تتوقف الوعود بالأرضِ بوفاةِ موسىٰ في أرضِ موآب ، فقد جاءَ الوعدُ كذلك ليشوع بن نون وهو خادمُ موسىٰ وقد أورده سفرُ يشوع .
• والسؤال !! ؛ إنْ كانَ ٱللّٰهُ قد وعدَ موسىٰ بالأرضِ فلماذا لم يفي الربُّ بوعدِه لنبيِه !؟
• جاءَ في سفر التثنية : [ #لَيْسَلأَجْلِبِرِّكَ وَعَدَالَةِ قَلْبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ ، بَلْ #لأَجْلِإِثْمِأُولئِكَ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ ، وَلِكَيْ يَفِيَ بِالْكَلاَمِ الَّذِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَلَيْهِ لآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ]
• يعني أنّ ٱللّٰه سيعطي أرضَ الميعادِ لقومِ موسىٰ ليس لأنهم أبرار ولا بطيخ ، وإنما لإثم مَن سكنوا الأرض المقدسة حينها .
• فهل ضاعَ الوعدُ لعصيانِ بني إسرائيل !؟
• جاء في سفرِ الخروج ، الإصحاح 32 : [ فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ ، وَقَالَ : « لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ ؟ ………. إلى أن جاءَ في نفس السفر يقول : [ فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ ]
ومعنى هذا أنَّ الربَّ قد غفرَ لهم ، بل وندمَ على ما كان سيفعله ببني إسرائيل عقابًا لهم !
• فقلتُ : إن كانَ الربُّ قد غفرَ لهم ، أيُعقل أن يكون السبب في عدمِ تحقيق الوعد هو أنَّ ٱللّٰهَ كانَ غاضبًا من الكليم موسى -عليه ٱلسلام- !؟
• وهذا ما أكدته نصوص سفر التثنية فعلًا ، الإصحاح 35 ؛ أن الربَّ قد غضبَ علىٰ موسىٰ فعلًا حيث يقول لموسىٰ وهارون : [ أَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادَشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ ، إِذْ لَمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ]
• وبالنظر في سفر التثنية الاصحاح 28 نجد أن هذه الوعود بالارض كانت مشروطة بالاستقامة والطاعة ، وهي حقيقةٌ مسلمةٌ مع كلِّ وعدٍ إلهي لكلِّ الأمم ، وأنّ الربَّ ستتوالى لعنَاتِه عليهم إنْ لم يلزموا وصاياه ، ومن تلك النصوص يقول الربُّ في كتابِهم : [ ….. فَتُسْتَأْصَلُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا ]
• وأكد على ذلك سفر اللاويين ، الإصحاح 26 .
• وليكن سؤالي الآن ؛؛
• هل وفَّىٰ بنو إسرائيل بشرطِ الطاعة والاستقامة لنقول أنّهم أصحابُ الأرضِ !؟
• إنّ ما رواه القرآنُ الكريم عن فسقِـ ـهم وفجـ ـورِهم وكفـ ـرِهم باللّٰه نقطةٌ مِن بحرِ ما جاءَ عنهم في كتابِهم ، وسأفرد لذلك بإذنِ ٱللّٰهِ منشورًا لنرىٰ حالَهم من كتبِهم .
• يقول الدكتور [ ألفرد جلوم ] -أستاذ دراسات العهد القديم في جامعة لندن- : [ من الواضحِ أنَّ هذه الوعود الإلهيّة لهؤلاءِ الأنبياءِ قد أُلغيَّت بسببِ ردةِ الأمّة عنِ الدِّين ] .
• ومِن كَذبِهم وافترائِهم وتحريِفهم للنصوصِ مَا جاءَ في سفرِ يشوع : [ أعطىٰ الربُّ إسرائيل جميعَ ٱلأرضِ التي أقسمَ أنْ يعطيَها لأبائِهم فامتلكوها وسكنُوا فيها ] .
• وهذا النصُ يكذِّبه الواقعُ ، فالثابتُ الذِي لا خلافَ عليه أنَّ يشوعَ لم يمتلك الأرضَ أصلًا أصلًا ، وإنّما استَولىٰ علىٰ أريحا وبعضِ المدنِ الصغيرةِ جدًا المجاورةِ لهَا ، وأمّا المدن المُهمَّة مثل أورشليم ، وبيت شان ، وجزر ، لم يمتلكها ، فكيف يكذبون بهذه الوقـ ـاحة ويقولون أنّها لَهم ؛ فتدبَّروا !!
• واحفظوها عني ؛ عسىٰ القلوب بها تبصر ؛؛
التعليقات مغلقة.