خلاصة معضلة داروين بشكل مبسّط

خلاصة معضلة داروين بشكل مبسّط

يعتمد داروين في كتابه أصل الأنواع و الإنتخاب الطبيعي ، إلى أنّ جميع الكائنات الحيّة الموجودة حالياً ضمن العائلات و الشعب التي تنتمي لها ، تطورت عبر الزمن من أصل واحد ، و هذا الأصل عبارة عن كائن واحد تطوّر و أنتج المزيد من النسخ التي خضعت للإختبار الطبيعي و شكلّت النتائج منه عائلات و شعب و فصائل مختلفة من الكائنات الحيّة ، و يعتمد كذلك في نظريته على أنّ الاختلافات التي حصلت في هذه الأنواع تمت عبر الزمن أي أن الكائنات الحيّة الموجودة حالياً تختلف عن الأجداد في الوظائف و كذلك الهيكلية الخاصة .

لكنّ الصدمة الكبيرة و المعضلة التي ظهرت هي ، ( الإنفجار الكامبري ) :

العصر الكامبري : عبارة عن أحد العصور التي مرّت بها الكرة الأرضية زمنياً ، و بما أن الكرّة الأرضية عبارة عن طبقات فيمكن الرجوع إليها لتحديد الفترات الزمنية التي مرّت بها الأرض .

و الملاحظ في الأحافير التي تم اكتشافها في المرحلة الكامبرية أنّها كانت تحوي على كائنات حيّة كاملة الأجسام و لها أعضاء ذات وظائف محددة مثل القلب و العين و الهيكل الخارجي و الأقدام و الأطراف .

و بناءً على نظرية داروين فإنَّ ظهور مثل هذه الأعضاء الوظيفية لن يتم إلّا من خلال التطور عبر الزمن ، و بعد البحث في الطبقات الصخرية ما قبل الكامبرية ، لم يجد علماء الأحافير أي كائنات تطورت من خلالها كائنات العصر الكامبيري ، و هذا الأمر أوجد معضلة لداروين .

فظهور الكائنات في العصر الكامبري مرّة واحدى بلا أسلاف ، و بلا سجل أحفوري للتطور و الإنتخاب ، وضع نظرية التطور على المحكّ ، إذ إن عدم وجود تفسير لهذا الإنفجار في الحياة فجأة لا يمكن تفسيره من خلال الداروينية إلّا بوجود السجل التطوري و الذي لم يتم العثور عليه .

حاول بعض العلماء الذين يتبنون نظرية التطور تفسير هذا الانفجار و الظهور المفاجئ لهذه الكائنات من خلال وضع احتمالية حصول الطفرات الجينية التي أدّت بشكل أو بآخر إلى ظهور الكائنات الحيّة فجأة ، لكن مثل هذه الطفرات لن تحصل في فترة زمنية قصيرة جداً ، بل و يقولون أنّ هذه الطفرات التي حصلت حصلت بشكل نادر و تكرارها أدّى إلى ظهور مثل هذه الكائنات ، لكن نسبة الحصول على هذه الطفرات قليل جداً ، بل يكاد يكون معدوماً بالرجوع إلى نسبة حدوثه ، فإنّ أردت البحث عن طفرة ليحصل عندك التطور المفاجئ في العصر الكامبري و لتظهر عندك كائنات جديدة يعبّر عن مثل هذه القضية كمن يريد أن يبحث عن ذرّة في داخل المجرّة كلها !!!

و الأمر الآخر الذي واجه الداروينيين ، هو أن مثل هذا الظهور المفاجئ للكائنات مع التصميم المبدع والمقصود للكائنات الحيّة لا يمكن أن يظهر فجأة إذ إن المعلومات الخاصة بمواصفات الكائن الحي ضخمة جداً و لا يمكن تخزينها في الـ DNA ، لأنَّ الحمض النووي لا يمكن أن يخزّن هذه المعلومات فجأة ، فلا بُد أن يكون هذا الظهور المفاجئ للكائنات الحيّة مقصود بل هو تصميم مبدع – يُقصد به الخلق – لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يظهر فجأة أو أن يتم ظهوره من خلال الطفرات الجينية .

كما واجه الداروينيين تنوع الكائنات الحيّة في العصر الكامبري ، الأمر الذي قضى على فكرة الصدفة عندهم ، فإنّ وجود نوع واحد من الكائنات الحيّة في العصر الكامبري كفيل بأن يزعزع نظرية التطور ، فما بالكم بوجود ما يزيد عن ٢٠ نوع من الكائنات الحيّة فجأة !!

و أيضاً واجه الداروينيين نظرية ( من أعلى لأسفل ) فهذه النظرية تقوم على إثبات أن الأنواع الموجودة حالياً لا تختلف عن مثيلاتها قبل عصور مثل في عصر الـ jurassic ، و هذه النظرية تثبت عكس كلام داروين الذي يقول بأن الإختلافات الحاصلة في الكائنات الحيّة حالياً ظهرت من خلال التطور و الإنتقاء الطبيعي عبر العصور حتى ظهرت الإختلافات الموجودة حالياً فيكون أصل كل نوع يختلف عن أحفاده ، كالقول بأنَّ أصل الحصان .. سمكة !!!

لكن الذي يبثت أن الإختلافات لم تكن موجودة أصلاً ، بل إن الوظائف العضوية و الشكل العام للكائنات الحيّة هو نفسه الموجودة منذ ملايين السنين ، و مثال ذلك بشكل مبسّط أن ” السيّارة ” تتكون من محرّك و إطارات و هيكل داخلي و الذي يختلف بشكل لا يزيد عن ٢٠٪ تقريباً هو الهيكل الخارجي للسيارة ، و كذلك فإنَّ الأنواع الموجودة حالياً لا تختلف عن الأنواع الموجودة قبل ملايين السنين إلّا في أمور شكلية لا وظيفية بشكل أساسي ؛ و من ذلك وجود الرخويات و الصدفيات في العصر الكامبري و حفيداتها في العصر الحالي
.
”The fossils from the Cambrian period can cause a real headache for evolutionary biologists.Instinct tells us to expect simple organisms evolving over time to become increasingly more complex. However during the Cambrian period there was an apparent explosion of different major groups of animals, all appearing simultaneously in the fossil record. We looked at priapulid worms, which were among the first ever predators.What’s remarkable is that they had already evolved into a diverse array of forms — comparable to the morphological variety of their living cousins — when we first encounter them in the Cambrian fossil record. It’s precisely this apparent explosion of anatomical diversity that vexed Darwin and famously attracted the attention of Harvard biologist Stephen Jay Gould!”
المصدر:

_https://www.sciencedaily.com/releases/2012/10/121009092533.htm

التعليقات مغلقة.