علوم الآثار.
منحوتة في الصخر
قصة مقبرة جفاى حابى الأول بالجبل الغربي بأسيوط .
تمتاز مقبرة “جفاى حابى الأول” حاكم إقليم ليكوبوليس والتى تعد ، واحدة من أهم وأكبر المقابر غير الملكية فى مصر، وتم تشييدها بمقابر جبل أسيوط الغربى، بأن جدرانها مغطاة بالمناظر والنقوش والرسوم والزخارف الملونة التى تخطف النظر بمجرد رؤيتها، وترجع المقبرة إلى عصر سنوسرت الأول من حكام الأسرة الثانية عشر، وأطلق عليها “أصطبل عنتر”، و”كهف الأصطبل” والمغارة الرئيسية.
البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل منذ عام 2004، بمنطقة جبل أسيوط الغربى، وتجهيز مقبرة “جيفاى حابى الأول”، والتى تم تشييدها على طراز المعابد الفرعونية وتنتهى بقدس الأقداس ونقش على جدارها ما أوصى به الحاكم “جفاي” كهنته بإقامة الشعائر والطقوس الجنائزية له بعد وفاته؛ حيث يتم تهيئتها لتكون باكورة لفتح باقى المقابر الأثرية بجبل أسيوط للزائرين، وذلك فى إطار اهتمام وزارة الآثار بتطوير وتجهيز عدد من المناطق الأثرية بأسيوط.
مدير آثار مصر الوسطى
يقول جمال أبوبكر السمسطاوى، مدير عام منطقة آثار مصر الوسطى، إنه فى إطار خطة وزارة الآثار بقيادة الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، تجرى حاليا أعمال تطوير منطقة جبل أسيوط الغربى، ضمن خطة تطوير المناطق الأثرية والعمل على فتحها للزائرين.
اهتمام وزارة الآثار
يوضح الأثرى جمال السمسطاوى، أن وزارة الآثار تولى اهتماما كبيرا بمحافظة أسيوط من أجل تطوير وتجهيز عدد من المناطق الأثرية وفتحتها للزائرين، ومن بينها “مقبرة جيفاى حابى الأول” بجبل أسيوط الغربى، حيث تم الانتهاء من إعداد طريق وسلالم تؤدى إلى المقبرة الأثرية وتم ذلك من خلال البعثة المصرية الألمانية المشتركة والتى تجرى أعمالها بهذه المنطقة منذ عام 2004، كما سيتم إنارة المقبرة الآثرية، لتكون باكورة لفتح باقى المقابر الأثرية بجبل أسيوط الغربى للزائرين.
ويضيف السمسطاوى، أن جبل أسيوط الغربى توجد به مناطق أثرية عبارة عن مقابر صخرية لحكام الأقاليم الثالث عشر خلال عصر الدولة القديمة والوسطى، كما أن هذه المقابر تتميز بقربها من مدينة أسيوط وتبعد عنها حوالى 3 كيلومترات، كما يعد الإله “اوب ـ واوات”، المعبود الرئيسى ويمثل مرشد الموتى وقائد الروح فى رحلتها المقدسة إلى الإله “انوبيس” إله الموتى، وهو يعد فاتح الطريق وحارس الجبانة وكان يمثل بشكل الذئب ومن اسمه أطلق الإغريق اسم “ليكوبوليس” أو مدينة الذئب على مدينة أسيوط.
رئيس البعثة المصرية الألمانية
يشير الدكتور يوخيم كال، عميد معهد الآثار والحضارة بجامعة برلين الألمانية ورئيس البعثة المصرية الألمانية المشتركة للتنقيب عن الآثار فى جبل أسيوط الغربى، إلى أن البعثة الألمانية تعمل بالمنطقة منذ عام 2003 على توثيق وتسجيل الآثار الموجودة بالجبل الغربى، والمعروفة بجبانة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر العليا؛ وتعد مقبرة “جفاى حابى الأول” واحدة من أكبر المقابر غير الملكية بمصر فى عصر سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشرة، ونحت هذا الحاكم مقبرته فى المستوى الثانى بالجبل مفضلا الابتعاد عن مقابر حكام عصر الانتقال الأول وبدايات الدولة الوسطى الذين نحتوا مقابرهم بالمستويات العليا بالجبل.
وصف مقبرة “جفاى حابى الأول”
يضيف الدكتور كال، أن مقبرة “جفاى حابى الأول”، يبلغ طولها الكلى أكثر من 55 مترًا، وتحتوى على عدة حجرات منحوتة فى الصخر يبلغ ارتفاعها 11 مترا؛ مشيرا إلى أنه رغم تهدم أسقف بعض هذه الحجرات إلا أن ما تبقى منها مازال مزينا بالنقوش، وسجل حاكم الإقليم “جفاى حابى الأول” بمقبرته ما يفيد بأنها شيدت وزخرفت بأمر من الملك.
ويذكر رئيس البعثة المصرية الألمانية، أن مقبرة جفاى حابى الأول، أطلق عليها عدة مسميات منها “اصطبل عنتر”، و”كهف الأصطبل”، و”المغارة الرئيسية”، و”الحمام”، ونظرا لاتساع المقبرة وقربها من الطريق فقد كانت المحطة الرئيسية لاستراحة زائرى الجبانة قديما وحديثا، وتعد من أشهر المقابر فى أسيوط وقد غطت جدران الصالة بالمناظر والنقوش، فضلا عن عشر عقود أبرمها “جفاي” مع كهنة معبد وبواوت وكهنة معبد انوبيس وكذلك عمال وموظفى الجبانة، وذلك لضمان إقامة الشعائر والطقوس الجنائزية له بعد وفاته.
أهم المناطق الأثرية بالمحافظة
محمود السيد مهدى، مدير عام آثار أسيوط، ينوه بأن منطقة جبل أسيوط الغربى تعد من أهم المناطق الأثرية بمحافظة أسيوط، حيث تحتوى على العديد من المقابر الأثرية الهامة والتى ترجع إلى عصر الدولة الوسطى وعصر الانتقال الأول، وتسعى وزارة الآثار حاليا لإعداد مقبرة “جيفاى حابى الأول” للزيارة بمحافظة أسيوط ووضعها ضمن المزارات الخاصة بمسار العائلة المقدسة، نظرا لأن هذه المنطقة ضمن الطريق المؤدى إلى دير السيدة العذراء بجبل درنكة، ويبعد عنه ما يقارب من 5 كيلومترات، وهذا يعد أحد مزارات العائلة المقدسة.
التعليقات مغلقة.