أطالب بتسجيل مرض جديد اكتشفه العبد لله وأطلق عليه اسم (فيلوفوبيا)، ومعناه كما هو واضح (النفور من العلم) أو (كراهية العلم).. هذا الداء متوطن في العالم العربي بالذات؛ إذ يبدو أن العقل العربي بينه وبين المنطق العلمي علاقة من الكراهية المتبادلة.
وأوضح نموذج لذلك هو ذلك الفتى الذي يقف جوار كل مسجد تقريبًا، وقد نثر على الأرض ملاءة عليها عدة أكياس تحوي أشياء لا تعرف هل هي عيون مقلوعة أم صراصير مجذومة، وقد كتب بخط واضح بطاقة تحت كل كيس (للبواسير).. (لارتفاع الضغط).. (للعجز الجنسي).. أما لماذا يقف جوار المسجد فإجابته سهلة .. ليوحي بأن نشاطه ذو طابع ديني، وأن من يعترض عليه علماني عدم المؤاخذة. أما كيف يعالج كل هذه الأمراض فهي دعوى قديمة قدم شربة الحاج (بيومي)..
أتذكر مشهدًا كوميديًا في فيلم لسمير غانم، إذ دخل إلى حانة فطلب من الساقي كأس كونياك .. صب له الساقي من برميل على المنضدة كأسًا .. طيب كاس نبيت .. فتح الساقي نفس الصنبور وصب له كأسًا .. هنا يدخل الحانة صبي يحمل (وابور جاز) ويقول للساقي: أمي بتقولك املا لنا الوابور ده .. هكذا يمد الساقي يده ليفتح الصنبور ويملأ الوابور أمام نظرات سمير غانم المذهولة !..
أحمد خالد توفيق
عن طب الأعشاب الذى خرب بيتنا
دماغي كده
التعليقات مغلقة.