ولا تَحْسَبَنَّ الله غَافِلاً عمَّا يَعْمَلُ الظَّالمونَ إِنَّمَا يُأخِّرَهُم ِليَومٍ تَشْخَص فيه الأبصار
(ولا تَحْسَبَنَّ الله غَافِلاً عمَّا يَعْمَلُ الظَّالمونَ إِنَّمَا يُأخِّرَهُم ِليَومٍ تَشْخَص فيه الأبصار
وصايا من الرسول ﷺ كل واحدة منها تمثل قانون من قوانين السعادة والنجاح والإنسانية والتسامح :
اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ،
وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ،
وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ،
وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ”
“اعْفُ عمَّن ظَلَمَكَ”، أي: اعْفُ عن كلِّ مَن أَوْقَعَ الظُّلْمَ عليكَ وأنت قادِرٌ على القصاصِ منه وإنْفاذِه عليه.
“وصِلْ مَن قَطَعَكَ”، بأنْ تُحسِنَ إلى مَن هَجَروكَ، وتَرفُقَ بهم، وتُداوِمَ على الاتِّصالِ بهم، بأنْ تَفْعَلَ معَهم ما تُعَدُّ به واصِلًا، فإنِ انْتَهَوْا فذاكَ، وإلَّا فالإثْمُ عليْهم.
“وأَحسِنْ إلى مَن أَساءَ إليْكَ” بِالقَوْلِ أو الفِعْلِ، ومُعامَلَتِه بضِدِّ ما عامَلَكَ به، وتَرْكِ مُؤاخَذَتِه معَ السَّماحةِ عن المُسيءِ؛ وهذا إنَّما يَكونُ ممَّن تَحَلَّى بالأخْلاقِ الجَميلةِ، وتَخَلَّى عن الأخْلاقِ الرَّذيلةِ، وهذا مِن أجَلِّ أنْواعِ الإحْسانِ
“وقُلِ الحقَّ ولَوْ على نَفْسِكَ” كما قالَ تَعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} الآيةَ [النساء: 135]. وتَقْييدُه بالنَّفْسِ؛ لأنَّ الحقَّ قد يَصْعُبُ إجْراؤُه على النَّفْسِ؛ فإنَّه إنْ فَعَلَ ذلك كان في أَسْمى مَراتِبِ الخُلُقِ الحَسَنِ، وهذا كلُّه مِن التَّربِيةِ على الإحْسانِ، وحُسْنِ الخُلُقِ، وعدَمِ مُقابَلةِ السَّيِّئةِ بالسَّيِّئةِ.
التعليقات مغلقة.