الإفراغ
نظرية تصفير العداد
ـــــــــــــــــــــــ
ما فعلوه بكل بساطة ولكن كان مفعوله على تلك الأمة كارثياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى هو ما فعله ال_ي..هود تماماً ..
وهو إخفاء وطمس الكثير من الدين سواء بالقرآن الكريم أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
” أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ “
وقد فعلوا هذا تارة بتحريف المعاني والتفاسير وتارة بإخفاء الجانب الأخر من شخصية ﷺ وأعتمدوا فقط على جانب واحد من شخصيته ﷺ وهو جانب الرحمة والرقة واللين والسلم..
وأغفلوا -متعمدين بالطبع- جانب القوة والغلظة على الكفار والمنافقين والحسم والقتال بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم ..
وتارة بإخفاء الكثير من الآثار والأحاديث والتشكيك بها وبصحتها !
والترويج والإستشهاد بالآحاديث المُنكرة والمُوضوعة وشديدة الضعف !
المهم أن هذا كان مُخططاً له وهم مأمورون بتنفيذه من قبل سيدهم الذي يحرك العالم من خلف ستار ..
وهو نزع الدين إنتزاعاً من قلوب وعقول هؤلاء ..
وإن لم تستطيعوا نزعه فعلى الأقل إجعلوه مسخاً مُشوهاً مُحرفاً ..
وكل هذا من توطئة وتحضير للفتنة الكبيرة العظيمة ..
فيسهل حينها التحكم بالناس والتلاعب بهم وتحريكهم كيفما شاؤوا ..
الفتنة العظيمة التي يسعى الشيطان لها منذ البداية ..
فهو لن يُخلد بالنار ويعصي أمر الله من أجل أن يقول لك في أذنك قم بسب فلان أو أكذب أو أبصق على الغرباء !
فهو يريد الكبيرة !!
يريد تلك التي بعدها يقول لله هذا من خلقته وفضلته علي هو يعبد غيرك !
يُريد الذي قال عنها الله تعالى في كتابه إنه يغفر الذنوب جميعاً إلا تلك..
يُريدك أن تعبد الدجال وتسلم له عند خروجه ..وللأسف بوادر وإرهاصات هذا موجودة من الأن وحتى قبل خروجه ..
قال ﷺ : ( إنها ليست من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تتضع لفتنة الدجال )
فالأن هناك من يعبد ما يسمى (بالعلم) ..
وهناك من يعبد ما يسمى (بالإنسانية) ..
والحداثة والتنوير والنسوية والحرية ..وغيره
وكلها أصناماً الدجال هو مُحركها قبل خروجه العلني بها وبأكثر منها حتى يُعبد على الأرض بعد ما يدعي النبوة ثم الألوهية !
ذلك المخطط الشيطاني قام بكل بساطة بلعبة (تصفير العداد) ! فقد عبر الصحابة عن تربية النبي صلى الله عليه وسلم لهم بقولهم
“كان النبي ﷺ يُفرغنا ثمّ يملؤنا”
كان يفرغ عقولهم وقلوبهم من كل باطل وجاهلية حتى يملأ مكانه إيمان وهداية وحق ورُشد ..
وهؤلاء الشياطين فعلوا عكس ذلك الأمر بأجيالنا أفرغونا من كل دين وإيمان وعقيدة صحيحة وفطرة سوية وأخلاق حسنة وحتى من كل وعي ..ووضعوا مكان هذا الفساد والباطل والفطرة المُنتكسة والأخلاق السيئة..
مسح وحذف ومحو كل فطرة سوية ودين وعقيدة وأخلاق داخل عقول وقلوب البشر..
والبداية بالطبع كانت من المدرسة ثم الجامعة ثم الإعلام ثم التجنيد ثم العمل وكلها مصانع ضخمة وكبيرة للتنميط والتدجين والقولبة !
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام سيعود غريباً ..
بعد ما أستخدموا نظرية تصفير العداد !!
بعد تصفير العقول والقلوب وإفراغها تماماً !!
أصبح الإسلام غريباً وعجيباً وغير مُستساغ بالنسبة لهم ..
بالنسبة للناس الذين هم السواد الأعظم ويحملون لقب مُسلم في هويتهم وبطاقة تعريفهم فقط ! فلقد تحولوا إلى مسوخ مشوهة يسهل على الدجال ونظامه إستخدامهم وإستعبادهم والتحكم بهم تماماً..
” لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ ” , قِيلَ : وَمَا قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ ؟ قَالَ : ” حُبُّ الدُّنْيَا ، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الْأَعْرَابِ ، مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضِرَارًا ، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا “
التعليقات مغلقة.