السامرية أصغر طائفة دينية في العالم، تتخذ من قمة جبل جرزيم بمدينة نابلس مقرا لها، وتعني كلمة السامرية “المحافظين” وتقول الطائفة إنها تملك التوراة الحقيقية لبني إسرائيل وليست المحرفة ومنها يستقون تاريخهم. ويرفض السامريون نعتهم باليهود ويصرون على أنهم من تبقى من سلالة بني إسرائيل الحقيقية ولا يقومون بالتبشير والدعوة لدينهم.
وهناك 7000 إختلاف بين التوراة السامرية ونظيرتها اليهودية، أبرزها أن اليهود غيروا القدسية من جبل جرزيم إلى القدس ويملك السامريون طريقة مميزة في الحسابات الفلكية ويؤكدون أن قمة جبل جرزيم تتوسط العالم ومنها يقدمون حسابات دقيقة.
يبلغ عدد السامريين أقل من 800 شخص يسكن قسم منهم في جبل جرزيم، بينما يسكن القسم الآخر بمنطقة حولون داخل فلسطين ويرتبط السامريون بعلاقة وثيقة مع سكان نابلس ولهجتهم نابلسية بامتياز وتجمعهم أواصر وعادات اجتماعية متشابهة إضافة للتعاون الاقتصادي الكبير.
لا يفضل السامريون العمل السياسي وينأون بأنفسهم عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويقولون إنهم يؤمنون بالسلام ويرون أنه لا سلام دون إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية مؤكدين أن من حق الشعب الفلسطيني أن يحصل على حريته كباقي شعوب العالم ويعتبرون أنفسهم جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني وقد منحهم ياسر عرفات مقعدا بالبرلمان الفلسطيني عام 1996.
يعتبر السامريون جبل جرزيم قبلة قلوبهم وقبل أن يسكنوه نهاية ثمانينيات القرن الماضي كانوا يسكنون في البلدة القديمة وسط نابلس، وانتقلوا إلى حي مجاور لها عرف بـ”حارة السمرة” ثم انتقلوا للعيش لاحقا في الجبل الذي بني أول بيت سامري عليه عام 1961.
للسامريين صلوات يؤدونها طوال الأسبوع، لكن السبت هو اليوم المقدس لديهم، وتقام الصلاة فيه بدءا من مساء الجمعة لمساء السبت، وتؤدى الصلاة بوضوء يشابه إلى حد كبير وضوء المسلمين وبحركات فيها ركوع وسجود، ويرتدون زيا أبيض خلال الصلاة يعرف بـ”القمباز”. ويخصصون يوما كاملا في السنة يصومون فيه 24 ساعة عن كل شيء حتى عن الكلام، ويقع هذا اليوم في آخر أكتوبر من كل عام.
ويحتفلون ب7 أعياد في العام أولها عيد الفسح لأنهم يعتقدون أن الله فسح عليهم عقب خروجهم من مصر وتيههم في صحراء سيناء .كما يحتفلون بعيد العرش والفطير والحصاد وعيد رأس السنة وعيد الغفران وعيد الأسابيع، ويحجون إلى قمة الجبل ويذبحون القرابين المخصصة هناك وتشوى في أماكن مخصصة لذلك.
ويتزوج السامريون فيما بينهم فقط ويمنع زواج السامري من غير السامرية، وحين شح وجود الفتيات أجيز لهم الزواج من خارج الطائفة شريطة أن تدين بالسامرية. أما المرأة السامرية فلا يحق لها الزواج بغير سامري أبدا وإذا فعلت فإنها تخرج من الطائفة ولا يحق للسامري الزواج بأكثر من واحدة ما لم يكن هناك سبب مقنع للزواج كعقم الزوجة الأولى أو المرض.
التعليقات مغلقة.