قيل إن بعض الحراس وجدوا فلاحا مغمى عليه من فرط الجوع فأتوا به إلى ماري أنطوانيت ملكة فرنسا قبل الثورة وابنة الأسرة المالكة في النمسا
من أسباب المغالطات: “خارطة الشخص الإدراكية”!!
قيل إن بعض الحراس وجدوا فلاحا مغمى عليه من فرط الجوع فأتوا به إلى ماري أنطوانيت ملكة فرنسا قبل الثورة وابنة الأسرة المالكة في النمسا والتي كانت تعيش عيشة مرفهة منعزلة تماماً عن العالم الخارجي- فأشفقت عليه، وقالت: (ياسيدي، يجب ألا تتبع هذا الرجيم القاسي).
وفي رواية أخرى أنهم أخبروها أن الفلاح لم يجد خبزا ليأكله مدة أسبوع، فقالت له مستنكرة: ( لماذا لم تأكل جاتوه؟).
ظاهرة الفقر والجوع ليست جزءا من مخزونها الإدراكي، ولذا فهي لم تستطع إدراكها؛ فنزعت ظاهرة الجوع من سياقها الحقيقي “الفقر” وربطتها بالأسباب التي تعرفها “الرجيم-الجاتوه بدلا من الخبز”، أي أنها فرضت مخزونها الإدراكي على مارأته بعيونها، فخريطتها الإدراكية حددت مجال الرؤية.
وقد تم القبض على ماري أنطوانيت وإعدامها على يد الجوعى، ولاشك أن خريطتها الإدراكية تغيرت تماما عند هذه اللحظة:)
د. عبد الوهاب المسيري، في مذكراته: “رحلتي الفكرية” (350-351)، بتصرف.
التعليقات مغلقة.