سؤال علمي وديني
لماذا الارض لا تمتص الدم اليس هو سائل ؟
اجابة السؤال
لماذا لا تشرب الأرض الدم :
هناك سببين
احدهما علمي والآخر ديني
اما السبب العلمي : لان جزيئات الدم اكبر من المسام الموجوده ف الارض فيسبب هذا تجلط للدم ،وجزيئاته المقصود بها الصفائح الدموية تتخر ويصعب على مسامات الارض امتصاصها
أما السبب الديني وهذا خطأ
فهو عندما قتل قابيل اخاه هابيل ودفنه ، جاء سيدنا آدم وسأل علي ابنه هابيل فقالوا له ان اخاه قد قتله فقال اين دمه ، قال لقد شربته الارض.
فدعا قائلا لعن الله ارضا شربت من دم ابن ادم
ومنذ ذلك الحين ومحرم علي الارض ان تشرب أي دم.
سبحان الله)
الرد علي الشبهه
الرد علي شبهه ان سيدنا آدم دعا قائلا لعن الله ارضا شربت من دم ابن ادم
ومنذ ذلك الحين ومحرم علي الارض ان تشرب أي دم.
ابحثوا وتحققوا قبل ان تنشرو ما يُحكى من أن الأرض لا تشرب الدم ، منذ قتل ابن آدم أخاه ، لا نعلم له أصلا ، وإنما هو شيء يرويه بعض أهل التاريخ، ولعله مأخوذ عن أهل الكتاب، وما أكثر الأكاذيب فيما يحكونه.
روى ابن قتيبة في “غريب الحديث” (2/14)، ومن طريقه ابن عساكر في “تاريخه” (64/6) من طريق عبد الْمُنعم بن إدريس عَن أَبِيه عَن وهب بن منبه قال : ” إن الأَرْض نشفت دم ابْن آدم الْمَقْتُول، فلعن آدم الأَرْض، فَمن أجل ذَلِك لَا تنشف الأَرْض دَمًا بعد دم هابيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة “.
وهذا باطل، عبد المنعم بن إدريس متروك متهم ، قال الذهبي :
مشهور قصاص، ليس يعتمد عليه. تركه غير واحد، وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه، وقال البخاري: ذاهب الحديث.
قال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره “.
“ميزان الاعتدال” (2/ 668)
ووالده هو إدريس بن سنان اليماني ، قال الدارقطني : متروك، وقال ابن حبان: يُتقي حديثه من رواية ابنه عبد المنعم عنه.
“تهذيب التهذيب” (1/ 194)
ولو ثبت هذا ، فالظاهر أنه مما أخذه وهب بن منبه من كتب أهل الكتاب .
ومثل هذا لا يعتد به ، ولا يعول عليه ، لأن أهل الكتاب يكذبون على الله وعلى أنبياء الله ورسله، فلا نحكي عن أنبياء الله ما تفرد بذكره أهل الكتاب، وخاصة ما كانت أمارات الوضع والكذب عليه واضحة، مما تمجه العقول ، وتنبو عن سماعه الآذان .
وينظر جواب السؤال رقم : (226664).
وقد سبق في جواب السؤال رقم : (22289) أن ما دل الكتاب والسنة على كذبه ، مما يرويه أهل الكتاب: فهو مردود .
وفي هذا الخبر أن آدم عليه السلام لعن الأرض ، وليس للأرض ذنب يوجب لعنها .
وقد روى أبو داود (4908) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : ” أَنَّ رَجُلًا لَعَنَ الرِّيحَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ وصححه الألباني في “صحيح أبي داود”.
وأما كون الأرض لا تتشرب الدم ؛ فإنها متى كان الدم سائلا ، قبل أن يتجلط ، فإنها تتشربه ، كما هو الواقع .
لكن إذا تجلط الدم ، فلم يبق سائلا ، لا يمكن الأرض أن تتشربه ، وهكذا كل شيء كان في صورة الدم المتجلط ، لا تتشربه الأرض ؛ لا خصوصية للدم في ذلك .
والله أعلم.
التعليقات مغلقة.