في حوار مع احد السائلين :
- قالَ : ثبتَ في أحادِيثِكم الصّحيحةِ تلفُّظُ نبيِّكم بألفاظٍ نابيةٍ ، خادشةٍ ، خارجةٍ عن الحيَاء ، وذلكَ لمّا جاءَ ماعزُ بن مالكِ إلى نبيِّكم وقد وقَع في الزِّنى ( أو الزِّنَا ) ، فقال لهُ
- نبيُّكم : «لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ ، أَوْ غَمَزْتَ ، أَوْ نَظَرْتَ» ، فقال : لا يا رسولَ الله ، فقال نبيُّكم :
- «أَنِكْتَهَا؟» ، فعندَ ذلك أمرَ برجمهِ !
- قلتُ : أمَّا لفظُ ( النَّيْك ) ، فهْوَ في أصلِه الأوَّل ليسَ بلفظٍ قبيحٍ ، ولا كلمةٍ نَابيةٍ ، بل كلمةٌ عربيةٌ فصيحةٌ ، ساقهَا رُوّادُ المَعاجم العربيّة الفَصيحةِ في قوامِيسهم ، يُقال :
- ( ناكَ المطرُ الأرضَ ، وناكَ النعاسُ عينَه ؛ إذا غلبَ عليْها ) ، أورَدهُ ابنُ منظورٍ في ” لِسان العَرب ” وغيره .
- فإنْ كانت الكلمةُ تُستَخدَمُ اليوم في سياقٍ جنسي قادحٍ وفادحٍ ، وفِي مقامِ السِّبابِ والشَّتم ؛ فإنّها لم تكنْ كذلكَ فِي الأزمِنَة الأولى ، ومنهُ زَمن النبي عليه الصلاة والسلام ، بل كانتْ كلمةً عاديَّةً ، كنحو :
- ( أدْخلتَ ، أوْلجْتَ ، وَطأتَ ، وَضعتَ ) ، فانحدارُ ثقافةِ مُجتمعِنا ، وتربيتِه ، وأخلاقِه هو المشكلة ، وهذا الذي يجبُ علاجُه وإصلاحُه ،
- والمُسارعة إِلى تَدارُكِه ، لا ترك الخَشبة التي في أعيُننا والمُسارعة لإخراجِ القَذَى من أعينِ غيرِنا .
- فإنْ قيل : فلمَ استخدمَ النبيُّ هذا اللفظَ دون غيرهِ ؟ وأوَلَيسَ غيره أبعدُ عن الشُّبهةِ ؟
- فنقولُ : لأنهُ صَريحٌ في الْإِيلاجِ صراحةً لا يحتملُهَا لفظٌ غيرُه ، ويجبُ أن يفهمَ الصحابيُّ ماعز رضي الله عنه هذا ،
- لأنَّ جوابَهُ سيترتبُ عليهِ قطعُ رقبتهِ أي بقتْله رَجماً ، فالمسألةُ مسألةُ حياةٍ أوْ موتٍ ، ولا يحتملُ السِّياقُ ألفاظاً مبهمَةٍ نحو :
- ( هل ضاجعتها ، هل مارستَ معها ؟ ) ، فالمُضاجعة تشملُ الأحضانَ وتشملُ الإيلاجَ ، والمُمارسةُ تشملُ التقبيلَ وتشملُ الإدخالَ ،
- والجواب من ماعز قدْ يكون بـ ( نعم ) على شيءٍ ليس هو المقصودُ من السؤالِ ، فيُرجَم حتى الموت بسبب عدم فهمه للكلمة .
- وبس .
التعليقات مغلقة.