الهرم المقلوب…
هل الدين مظاهر…منذ متى كان زي الفارس اهم من قوته ومهارته؟!
لماذا بعض الناس يخافون الله في ذنوب غيرهم اكثر مما يخافونه في ذنوبهم هم؟!
الطبول الفارغة تصدر اصواتاً اعلى..
وكلما قلّ الاهتمام بالجوهر ازداد الاهتمام بالمظهر..
وكلما قلّ الاهتمام بمعالي الامور ازداد الانغماس في سفساها..
ليس في الدين لُبّ وقشور..
واوامر الله سبحانه على درجة واحدة من الاهمية بلا جدال.
غير ان الله اعطانا عقولاً واكرمنا برسلٍ يرشدون قولاً وفعلاً وقدوة.
القرآن به 6,348 آية.
كم يا ترى عدد الايات التي تحدث فيها عن زيّ البشر؟ آية واحدة.
وكم يا ترى عدد الايات التي تحدث عن زي المرأة؟
آية او آيتين.
والرسول صلى الله عليه وسلم ترك مئات الالاف من الاحاديث منها الاف صحيحة.
كم حديثاً يا ترى تحدث عن اللحية وتقصير الثوب وعن زي المراة؟
ربما حوالي ٥ احاديث او ما يقرب من ذلك.
نعود ونقول ان اوامر الله سبحانه وسنة رسوله الصحيحة واجبة الاتباع وعدد الايات والاحاديث لا تقلل من وجوب الاتباع ولا تزيده.
لكن عندما ينزل الله سبحانه 6,348 آية ويكون شغلك الشاغل آية واحدة او آيتين ولا تبالي بالباقي فأنت مختل التفكير وممن ينطبق عليه الايمان ببعض الكتاب وكفران البعض الاخر إما من ناحية الفهم والفقه وإنا من ناحية العمل.
المطلوب من المسلم ان تكون صلاته ونسكه ومحياه ومكانه لله رب العالمين.
يعني نموذج يحتذى في تطبيق كتاب الله وسنة رسوله.
اما من يرى اهم سنّة يتبعها شعرات تنبت في ذقنه، او ثوب قصير، والذي لا يرى فضيلة في امرأة اهم من الحجاب، فهو مختلّ الفهم.
لم يكن المسلمون في جميع العصور فسقة ، لا في عهد الرسول ولا فيما بعده، ومع ذلك لم تمتلئ الكتب بقصص عن اهتمامهم باللحية والثوب وعن مطاردتهم للنساء آمرين بزي محدد.
الله سبحانه لا ينظر للصور.
وقد تكون لحيتك تلمس بطنك وكل خلية في جسمك من حرام.
وقد تكون هناك منقبة، وعندما تراها في حياتها الخاصة على حقيقتها تشعر بالرثاء!
لا يعني ذلك مطلقاً ان الفتاة السافرة اقرب الى الطاعة من المحجبة! معاذ الله.
ولكن اذا كان اعظم ما عند الفتاة هو حجابها فهذه مصيبة للاسلام.
واذا كان اعظم ما عند الرجل لحيته وثوبه القصير فهو أسوأ رسول للاسلام.
كما يتم بناء المباني الشاهقة بدءً بأساس متين قبل الاهتمام بطلاء الحوائط.
وكما يتم تدريب الجنود على القتال طويلا قبل الاهتمام بزيهم.
فقد اهتم الاسلام اعظم اهتمام بالقلب والضمير والاخلاق المتينة والتقوى والقلب السليم قبل اهتمامه بالشكل.
ظهروا قلوبكم ..ولا تكونوا ممن يخافون الله في ذنوب غيرهم اكثر من خوفهم اياه في ذنوبهم.