بمقارنة بسيطة بين القرآن وما لدينا من نصوص دينية، وبين التاريخ المصري المعروف والمسجل والمكتشف على مدار سنين فاتت، مين هو فرعون موسى؟ رمسيس الثاني؟ مرنبتاح؟ ولا هكسوسي؟ ..
بإختصار، هنحط النص الديني، وقدامها النص التاريخي، ونحكم بنفسنا من غير اي شرح يذكر، وهو نقلا عن بحث جميل ضمن عملية البحث هحط لينكه في آخر البوست كان موجود في أحد المنتديات، وفي النهاية دي مش حقائق تاريخية، دي تكهنات بس. فا بصوا ..
– “ان فرعون علا فى الأرض و جعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم و يستحى نساءهم انه كان من المفسدين”.
= هل ورد عليك في التاريخ خاصة في الاسرتين “الثامنة عشر والتاسعة عشر” اللي فيها احمس ورمسيس الثاني، اي نص او رسم يذكر ان فيه ملك من الملوك المصريين عمل كدة؟ يعني الملك صاحب الارض هيغتصب البنات او هيسيب بس الستات عايشة ويقتل الرجالة ويقسم الناس طبقات؟ الاجابة لأ.
ببساطة، دي افعال جيش محتل ارض، وهو ما يتطابق مع المؤرخ المصري مانيتون “280 ق.م” لما قال “و دون أن نتوقع ذلك جاءنا غزاة من جهة الشرق من أصل مجهول، ساروا تملؤهم الثقة ف النصر على بلادنا و بعد أن تغلبوا على حكام البلاد حرقوا مدننا و هدموا معابد الآلهة و عاملوا الأهالى بعداء قاس فذبحوا البعض و أخذوا نساء و أطفال البعض ليكونوا أماءا و عبيدا لهم” .
وهو بردو ما يتطابق مع النص المنقوش على معبد الملكة حتشبسوت في بني حسن بيقول : لقد اقمت ما كان قد تداعى و ما كان قد تهدم فى الوقت الذى كان الآسيويون يحكمون فى أواريس و كانوا بجحافلهم يعيثون بين الناس فسادا محطمين ما كان قائما.
– “وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم و يستحيون نساءكم و فى ذلكم بلاء من ربكم عظيم”
= هل عمرك شفت نقش في اي معبد، فيه عامل بيشتغل تحت التعذيب او الاهانة؟ هل ورد عليك اي نقش بيتكلم عن قربان او ذبح بشر؟ هل ورد عليك ان الجيش المصري القديم دخل اي بلد ودبح اهلها او عمل مذابح؟ الاجابة لأ،
بعكس طبيعة الشعوب التانية اللي كانت بتقيم المذابح في البلاد اللي بتخشها، على سبيل المثال مذابح اريحا وعاي المذكورين في سفر يشوع فى العهد القديم.
– “ودمرنا ما كان يصنع فرعون و قومه و ما كانوا يعرشون”
= لو افترضنا ان فرعون هو رمسيس الثاني، هل فيه معبد واحد لرمسيس اتهد؟ لسة الشمس بتتعامد على تمثاله لحد امبارح، لسة معابده موجودة، تماثيله موجودة، كذلك باقي ملوك الاسرتين، احمس، كامس، كله موجود، معبد الدير البحري، معبد الكرنك، معبد الأقصر، معبد أبيدوس، مدينة هابو، كله .
الكلام ده بينطبق على اثار الهكسوس في الشرقية مثلا، هتلاقي اغلب اللي عملوه وبنوه اتهد خلاص، مفاضلش من اثارهم غير حيطة مهدومة او حجر او بير، وشكرا.
– “كم تركوا من جنات و عيون . و زروع و مقام كريم . و نعمة كانوا فيها فاكهين . كذلك و أورثناها قوما آخرين . فما بكت عليهم السماء و الأرض و ما كانوا منظرين”
= هل فيه قوم آخرين مش مصريين جم بعد رمسيس او احمس او تحتمس الثالث اخدوا المعابد والاراضي واحتلوها او ورثوها؟ فيه في التاريخ حادثة زي دي؟ الاجابة لأ.
لكنه ينطبق مع خروج الهكسوس “الغزاة الاسيويين” من مصر، اللي جم القوم الآخرين “اللي هما المصريين واحمس” واستعادوا الارض المسلوبة منهم اللي هيا الشمال المصري، من نفروسي لأطفيح لحد ما استولى على عاصمتهم أواريس وطاردهم لحصن شاروهين فى غزة، اذن فالقرآن ينطبق مع الحادثة.
– “و قال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى”
= عمرك سمعت عن ملك مصري تجاهل كل الآلهة المصرية القديمة وقال انه هو الاله الوحيد؟ رمسيس اللي هوا أى رع مس سو – بمعنى الآله رع يلد أبنا، معملش كدة، الوحيد اللي يمكن عمل حاجة مشابهة كان اخناتون، لكنه مدعاش الالوهية انما وحد الآلهة في إله واحد وهو آتون ورمز له بالشمس، اما باقي الملوك كانوا بيتشبهوا بظل الاله على الارض، يعني فيه درجة من التقديس لكن مكنش فيه ادعاء الوهية رسمي كدة.
– “قال فرعون آمنتم به قبل أن أذن لكم، ان هذا لمكر مكرتموه فى المدينة لتخرجوا منها أهلها”
= بالعقل كدة، فيه صاحب ارض او ابن ارض ابا عن جد، هيكون اول تفكير هيفكر فيه ان موسى وهارون عايزين “يخرجوهم” من الارض؟ مش ده تفكير محتل عارف ان الارض مش ارضه او عارف انه دخلها احتلال وخايف من الخروج؟
يعني لو ملك مصري وشاف مؤامرة، هيخاف من القتل، من الانقلاب، من العزل، من الاغتيال، لكن فيه واحد مش محتل هيفكر في انها مؤامرة لانه يخرج مع اهله وشعبه برة الارض؟ اظن تنطبق اكتر مع الهكسوس.
– موسى في العهد القديم اسمه “موسى بن عمرام بن قهات بن السبط لاوي بن النبى يعقوب عليه السلام” يعني حفيد السبط اللي دخل مصر في عهد سيدنا يوسف.
= طيب لما سيدنا موسى هو حفيد سيدنا يوسف واللي ناس كتير متفقين ان اخوات يوسف دخلوا في حكم الهكسوس، يبقا الخروج هو كمان كان في عهدهم، اظن 150 سنة وهو طيلة فترة حكم الهكسوس كافية للحادثتين، الجد والحفيد، اللي مش منطقي ان الدخول يبقا في الهكسوس والخروج بعد 6 او 7 ملوك يعني مئات الاعوام.
نقط مضافة بقا ..
ام موسى القت ابنها في اليم، واتجاه النيل دايما للشمال لانه بيصب في البحر المتوسط، يعني في كل الاحوال لو ام موسى حطت ابنها في اي موضع فا هو لازم هيمشي ناحية الشمال، والهكسوس كان مقر حكمهم هو الشمال، منطقي بردو .
نقاط اضافية، رمسيس مكنش عقيم لكنه خلف في حياته كتير جدا، وولاده خلفوه في الحكم، وابن رمسيس اللي هوا مرنبتاح ليه لوحة مشهورة جدا اسمها لوحة النصر، فيه ذكر لقوم موسى وانهم انهزموا على ايد مرنبتاح، لكن بعد استقرارهم في الشام، يعني مستحيل يكونوا خرجوا على ايد ابوه او ايده هوا واستقروا + 40 سنة تيه وعملوا المملكة كل ده في عهد ملك واحد او ملكين.
كمان، المصريين القدماء سجلوا كل حاجة، حتى الاحداث اللي فيها خيبات او انهزامات، على سبيل المثال بردية ليدن اللي بتوصف احوال مصر المؤسفة في الاسرة التاسعة او المعروفة بعصر الانتقال الاول، ولوحة كارنارفون اللي بتوصف اذلال الهكسوس للمصريين، واحداث تانية زي ثورة اخناتون الدينية، وزي احداث بيبي الثاني، وغيرها، فا لو كان ده حصل ايام المصريين فا ايه المانع من انهم كانوا حكوها؟
واخيرا ..
الاهرامات اتبنت قبل كل ده بمئات الاعوام، سنفرو مؤسس الاسرة الرابعة كان سنة 2575 ق.م .. والاسرة ال18 بعد خروج الهكسوس كانت سنة 1550 ق.م، فرق الف سنة على ظهور انبياء احفاد سيدنا ابراهيم، فا بالعقل كدة فيه ناس هتبني هرم قبل وجودها في الحياة بألف سنة؟
فا بالعقل والمنطق، طبقا للوصف القرآني نفسه، صعب يكون فرعون ملك مصري والوصف بيرجح كونه هكسوسي سامي، والاقرب للثقافة العربية من المصريين من حيث الالهة اللي عبدوها زي بعل مثلا، وتماشيا مع باقي الوصوفات المذكورة، وطبعا دا رأي يعني يحتمل الصواب والخطأ، الا اني حبيت اشاركه معاكم عشان الواحد بقا بيقابل آراء غريبة والله.
التعليقات مغلقة.