مصرع المسيح الدجال ونهاية حياته الممتدة الطويلة الجزء الثاني
ويعتبر رفض قابيل هذا التشريع تكذيباً لنبوة أبيه أدم () فطلب منهما أدم أن يقربا قرباناً ليكون صاحب القربان الذي تأكله النار المقدسة النازلة من السماء هو الأحق بالزواج من الأخت الجميلة ،
فلما أكلت النار المقدسة قربان هابيل الذي كان كبشا سمينا، لم يستسلم لأمر الله تعالي بعد أن ثبت له بهذه الآية والحجة البالغة أن هذا أمر الله تعالي ومراده فكان رفض قابيل تزويج أخيه من توأمه كفراً بالله تعالي بعد كفره بنبوة أبيه أدم .
الدجال انجليزي عربي
وحتى يمنع أخيه من الزواج بتوأمه الجميلة فكر في قتله ، وهي جريمة مبنية علي الكفر بالله تعالي وبشرعه ، ولأننا إذا تساءلنا عن هدفه من قتل أخيه ، لكانت الإجابة : ليستمتع هو بتوأمه ، ومن ثم يصبح جرمه جرمين ، قتل أخيه الشقيق ثم الزنا بأخته الشقيقة التوأم.
قال تعالي : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } [ سورة المائدة: 27: 31] .
وتفسير قوله تعالي : { إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ } أي أثم قتلك أياي وأثم الزنا بتوأمك إذاً قابيل هو أول من سن القتل ، وهو أبشع نوع من أنواع القتل لأنه قتل الشقيق وأول من سن الزنا وهو أبشع نوع من أنواع الزنا لأنه الزنا بشقيقته التوأم المحرمة عليه
فأستحق الخلود في نار جهنم.
أما قوله تعالي : { فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } فليس معناه أنه ندم علي جريمته النابعتين من كفره بالله تعالي وبنبوة أبيه أدم ()، وإنما كان ندماً علي انه لم يعرف كيف يتخلص من جثة أخيه بعد قتله حيث ألصقه الله تعالي به فحمله علي كتفه ردحا من الزمن حتى رأي الغراب يبحث في الأرض وعلمه الله تعالي سنة دفن الموتى ، وقتلي الآدميين فهو لم يندم علي القتل بدليل ما أوردته أكثر كتب التفسير من أن قابيل أخذ بيد أخته إقليما وذهب بها إلي أرض نود شرقي عدن من أرض اليمن بعيداً عن مجتمع أبيه أدم وأمه وإخوته ، وعاش معها منبوذين وأنجب منها الذين عرفوا بعد ذلك بـ” القاباليون “، ومن هذا المجتمع القابيلي المشرك الآثم خرجت جميع الكبائر ، وأفعال الفجور ، وعقائد الشرك والضلال ، وظلمات الكفر ، وكل أفعال الفساد .
فقابيل اللعين إذاً هو أبو الشياطين في عالم الإنس في مملكة الشر الطاغوتية ، كما أن إبليس اللعين هو أبو الشياطين في عالم الجن في مملكة الشر الطاغوتية ، ومن ثم فهو أشقي الخاسرين طراً ، والدليل علي ذلك هو ما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه
الإمام / البخاري – رحمه الله – في ” صحيحه ” قال : ( عن ابن مسعود () قال أن رسول الله () قال : ( لا تقتل نفس ظلماً إلا كان علي أبن أدم الأول كفل من دمها ، لأنه أول من سن القتل ).
وبناء علي ذلك يمكن أن نعرف أن قابيل اللعين هو أشقي الآدميين علي الإطلاق ، والدليل علي ذلك هو ما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام الحافظ / جلال الدين السيوطي – رحمه الله – في ” تفسيره ” المسمي : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) قال : ( اخرج ابن جرير والبيهقي في ” شعب الإيمان ” عن عبد الله بن عمرو () قال : إنا لنجد أبن أدم القاتل يقاسم أهل النار قسمة صحيحة العذاب عليه شطر عذابهم ) ، وهذا يعني أن نصف عذاب أهل النار كله يقع علي قابيل اللعين ، والنصف الأخر موزع عليهم جميعاً ، ومصداق هذا الخبر هو ما جاء في قوله تعالي : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ } [ سورة فصلت: 29: 31] .
وقد علمنا جميعا أن الشيطان الجني الذي أضل أهل النار هو إبليس اللعين الذي رفض السجود لأبينا أدم () فمن يكون شريكة الشيطان الإنسي ورفيقه في الإضلال سوي قابيل اللعين ..!!
إن الاثنين سيكونان تحت أقدام أهل الجحيم في نار جهنم ، وهذا هو ما يتفق عليه أكثر العلماء والمفسرين فقد روي الإمام الحافظ / أبو الفداء إسماعيل ابن كثير الدمشقي – رحمه الله – في ” تفسيره ” المسمي : ( تفسير القرآن العظيم ) قال : ( عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل ، عن مالك بن الحصين الفزاري عن أبيه () عن علي بن أبي طالب () قال في تفسير قوله تعالي : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ } قال : إبليس وقابيل ابن آدم الذي قتل أخاه هابيل ).
وهذا يدل علي أن قابيل اللعين ابن آدم الأول – أي البكر – الذي قتل أخاه هابيل هو أشقي الخاسرين من الآدميين المخلدين في نار جهنم يوم القيامة .
التعليقات مغلقة.