يعدّ من مساجد العراق الأثرية والتاريخية وهو من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، ولقد بنى المسجد الصحابي سعد بن أبي وقاص في عام 19هـ ليكون أول مبنى في مدينة الكوفة التي تحولت فيما بعد إلى كبرى الحواضر الإسلامية ومقر خلافة الإمام علي بن أبي طالب.
بعد انتصار المسلمين على الدولة الساسانية واسقاط عاصمتها المدائن.
كتب سعد بن أبي وقاص إلى الخليفة عمر بن الخطاب يبشره بنصره، فامره عمر باتخاذ دار هجرة ومنزل للمسلمين.
فاستوطن الجنود في الأنبار لكن لم يستقم لهم الامر هناك حيث أصيبوا بالحمى فانتقلوا منها إلى مكان آخر فلم يكن أفضل من الأول. فاخذ سعد بن أبي وقاص يبحث عن مكان مناسب فاعجب بالبقعة التي صارت فيما بعد مدينة “الكوفة”.
فراسل الخليفة عمر بن الخطاب وأتفقوا على بناء مدينة في هذا الموضع. وكان أول بناء فيها هو المسجد. حيث أمر سعد برمي أربع سهام باتجاه القبلة والاتجاهات الاخرى فصارت هذه حدودا للمسجد.
*الصورة لمسجد الكوفة المُعظم عام 1915م
هُناك نوعين من القراءات التاريخية
القراءة الدينية للتاريخ “ما وصلنا من كتب سماوية وروايات عن الأمة والصحابة والحواري الخ”
والقراءة الآثارية للتاريخ “ما وجد من آثار وحقائق على الأرض يعززها الاكتشافات والتنقيبات”
بعض الأحيان تتوافق الرواية الدينية والآثارية وكثير من الاحيان تختلف
عندما نعرض رواية دينية بسندها أو رواية تاريخية آثارية بسندها لا يعني أننا مع أو ضد معتقد ديني وانما يجب علينا أن ننقل العلم كما هو وعلى المتلقي ان يختار ما يناسبه
وانا ارفض اي اساءة لأي دين أو طائفة بالتعليقات لان احترام اديان ومعتقدات الجميع ثقافة راسخة لدي ولا اقبل اي تجاوز….
مع تقديري لكل من يشارك رايه او يساهم بمعلومة بطريقة حضارية ومحترمة
يقول ابن الأثير اختطت الكوفة في سنة 17 هـ وتحول سعد إليها من المدائن. والسبب يعود على بعض الروايات إلى وصول خبر وخومة البلاد وتغيير ألوان جيوش المسلمين وحالها إلى عمر فأبعث سلمان وحذيفة رائدين فليرتادا منزلاً برياً بحرياً ليس بينه وبينهم بحر ولا جسر، فأرسلهما سعد، فخرج سلمان حتى أتى الأنبار فسار في غربي الفرات لا يقتنع بموضع حتى أتى الكوفة، كما سار حذيفة في شرقي الفرات لا يقتنع بموضع حتى أتى الكوفة، -وكل رملة وحصباء مختلطين فهو كوفة- فأتيا عليها فأعجبتهما البقعة فنزلا فصليا ودعوا الله تعالى أن يجعلهما منزل الثبات، ولما نزلها سعد كتب إلى عمر ووصف له الكوفة، واستأذن أهل الكوفة في بنيان القصب، واستأذن فيه أهل البصرة أيضا، واستقر منزلهم فيها في الشهر الذي نزل أهل الكوفة بعد ثلاث نزلات قبلها.
ويضيف ابن الأثير أن أول شيء خط فيهما وبني مسجداهما، وقام في وسطهما رجل شديد النزع فرمى في كل جهة بسهم وأمر أن يبنى ما وراء ذلك، وبنى ظلة في مقدمة مسجد الكوفة على أساطين رخام من بناء الأكاسرة في الحيرة، وجعلوا على الصحن خندقاً لئلا يقتحمه أحد ببنيان.
التعليقات مغلقة.