مجموعة اسئلة عن سد النهضة الإثيوبي وبما ان فيها أسئلة مهمة ومتكررة من أكتر من صديق فأنا جمعت الأسئلة وهرد عليها كلها.
أكتر سؤال اتكرر هو هل مصر هتضرب سد النهضة وتمنع تشغيله؟
للأسف الإجابة بالنفى للأسباب الأتية :
- السودان فى مرحلة تحول ديمقراطي متعثرة (نتمني لها النجاح طبعاً) وتم إزالة اسمها من قائمة الأرهاب حديثاً ، وادارة بايدن بتدعم السودان وبتعتبره حامل لواء التحول الديمقراطي زي ما بتعتبر إثيوبيا شرطي منطقة القرن الأفريقي وبالتالى السودان لن يتورط فى حرب لن يتحملها اقتصادياً وقد تؤدي الحرب إلى نجاح حركات الإنفصال اللى حكومة حمدوك بتحاول احتوائها خصوصاً فى كردفان ودارفور
- مصر فى الوقت الحالى بتمر بعلاقات فاترة (مائلة للبرودة) مع الإدارة الأمريكية ومع بعض الحكومات الأوربية ، كما ان الأقتصاد المصرى قد لا يتحمل حرباً طويلة دعماً للسودان
- السد الإثيوبي مدعوم بقوة من الصين والهند وللأسف من دول الخليج وبشكل غير مباشر من إسرائيل ناهيك عن شركات أوربية (إيطالية وفرنسية)
السؤال الثاني كان خاص بإحتمالات نجاح الملئ الثاني للسد
الإجابة ان الملئ الثاني هيتم فى موعده وده مش علشان إثيوبيا عندها تخطيط دقيق وماشية على Action Plan لأ علشان سمعة الشركات الصينية والأوربية المشتركة فى إستكمال اعمال السد (أكثر من 500 فني ومهندس من 25 دولة غير إفريقية) وبالتالي للأسف إثيوبيا هتنجح فى إتمام الملئ الثاني للسد (18.5 مليار متر مكعب) رغم أن فى مشاكل فنية هتواجهها نتيجة لعيوب فى تصميم السد خاصة فيما يتعلق بالبوابات السفلية وتركيب التوربينات
السؤال الثالث هل ستتعرض مصر لضرر من الملئ الثاني
الإجابة أن مصر لن تتعرض لأي اضرار خلال الملئ الثاني لكن السودان أحتمالية تعرضها للضرر أعلى كثيراً ، فى الحقيقة مصر ستبدأ فى التعرض للضرر مع عام 2023 مع إنخفاض منسوب بحيرة ناصر إلى اقل من 165 م والوصول إلى مستوي التخزين الميت تحت مستوى التوربينات
السؤال الثالث هل مصر لديها مصادر بديلة تعوض حصتها او جزء منه
الإجابة للأسف مصر تعتمد على مياه النيل الأزرق والابيض بنسبة 97% وبالتالى مصر ستنتقل من مرحلة الفقر المائى (نصيب المواطن أقل من 500 متر مكعب سنوياً) إلى مرحلة الشح المائى وده يستوجب إجراءات غير نمطية للحفاظ على الرقعة الزراعية (كل 5 مليار متر مكعب نقص فى مياه النيل تهدد مليون فدان بالبوار وتؤدي لضياع 5 مليون فرصة عمل)
السؤال الرابع هل يمكن إعتبار مشروع نهر الكونجو بديلاً للنيل الأزرق
الإجابة للأسف مشروع نهر الكونجو ماهو إلا وهم كبير أولاً لأن التكلفة 40-50 مليار دولار ثانياً التعقيدا الجيوسياسية (القناة المقترحة طولها 1000 كم وتمر بأربع دول ختى تصل لأحد روافد النيل الأبيض) ثالثاً صعوبة إستيعاب نهر النيل لـ 1000 مليار متر مكعب (أقصي تقدير للقدرة الإستيعابية لنهر النيل لا تزيد عن 30 مليار متر مكعب كحد أقصي) رابعاً وهو الأهم هو ضرورة موافقة دول حوض نهر الكونجو على المشروع
السؤال الخامس هل ستكتفى اثيوبيا بسد النهضة ام ستقوم ببناء سدود أخرى
الإجابة إثيوبيا تخطط لإقامة 3 سدود أخرى على النيل الأزرق لزيادة قدرتها التخزينية إلى 200 مليار متر مكعب ، طبعاً إثيوبيا إنهكت مالياً من تكاليف سد النهضة حيث تجاوزت تكلفته 5 مليار دولار ولولا الدعم الإماراتي السخي (حوالى 3 مليار دولار) لأعلن البنك المركزى إفلاسه ، لكن نجاح إنشاء سد النهضة قد يدفع دول مثل الصين فى المشاركة فى إنشاء هذه السدود
السؤال السادس هل إثيوبيا دولة قابلة للتفكك مثل يوغسلافيا
الإجابة نعم ، ولعل حرب التيجراي الأخيرة توضح مدي هشاشة الدولة ولولا دعم الجيش الإرتيرى (بوساطة من الإمارات وإسرائيل) لنجح التيجراي عسكرياً فى فصل إقليم التيجراي عن الدولة ، نفس الكلام ينطبق على منطقة بني شنقول التى تم بناء السد بها حيث يتعرض سكان الإقليم (من اصل سودانى) للتهجير القصرى وهناك حركة مسلحة لتحرير الإقليم
السؤال السابع هل السد قابل للإنهيار
الإجابة فنياً السد صعب ينهار إلا لو تعرض لزلزال يزيد عن 6 ريختر ، السد يحتوي على 10 مليون طن من الأسمنت والخراسانات ، بالمناسبة رجل الأعمال السعودي محمد العمودى (القريب من ولى العهد محمد بن سلمان) أنشأ 3 مصانع لإنتاج الأسمنت وساهم فى توفير 25% من إجمالى الأسمنت والخراسانات التى احتاجها سد النهضة ، ده بالإضافة إلى أن هناك سد ركامي (سد السرج) داعم لسد النهضة ويساعد فى زيادة القدرة التخزينية لبحيرة السد
دول كانوا اكثر 7 أسئلة أتكرروا ، فى سؤال عن خيارات مصر لم أجب عليه لأنه يحتاج مقاله أخري منفرده
التعليقات مغلقة.