ما هو التودد؟ وما الفــــــــرق بين التودد والتعاطف والتراحم:؟ الحث والترغيب على التودد في القرآن الكريم….
التــــــــــــــــــودد
التَّودُّدُ لُغةً: مِنَ الوُدِّ، وهو الحُبُّ يَكونُ في جميع مَداخِلِ الخَيرِ .
التَّودُّدُ اصطلاحًا: طلَبُ مَودَّةِ الأَكْفاءِ بما يوجِبُ ذلك . وقيل: التَّوادُدُ: التَّواصُلُ الجالِبُ للمَحبَّة .
الفــــــــرق بين التودد والتعاطف والتراحم:-🥀🥀
التَّراحُمُ: أنْ يَرحَمَ بعضُهم بعضًا بأُخُوَّةِ الإيمانِ لا بسبب شَيءٍ آخَرَ. #والتودد: التَّواصُلُ الجالِبُ للمَحبَّةِ، كالتَّزاوُرِ والتَّهادي. وأمَّا #التَّعاطُفُ: فهو إعانةُ بعضِهم بعضًا كما يَعطِفُ الثَّوبَ علَيهِ ليُقوِّيَه. والحُبُّ يَكونُ في ما يوجِبُه مَيلُ الطِّباعِ والحِكمةِ جميعًا، والوُدُّ مَيلُ الطِّباعِ فقطْ.
الحث والترغيب على التودد في القرآن الكريم
قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34].
- وقال تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21]، أي: جعَل بينكم بالمصاهرةِ والختونةِ مَودَّةً تتوادُّون بها، وتتواصَلُون مِن أجلِها .
- وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96]
فـــــــــوائد التودد إلى الناس:-
1- التَّودُّدُ طَريقٌ موصِلٌ للحُبِّ والأُلْفةِ؛ ممَّا يُقوِّي رَوابِطَ التَّقارُبِ بيْن الأفراد.
2- التَّودُّدُ وتقويةُ العَلاقاتِ بيْن النَّاسِ أساسٌ لبناءِ مُجتمَعٍ قويٍّ مَبْنيٍّ على الوَلاء والتَّناصُرِ والتَّعاضُدِ والتَّعاوُن.
3- التَّودُّدُ يَعكِسُ الجَمالَ الرُّوحيَّ والجانبَ الأَخلاقيَّ الفاضلَ الَّذي جاء الإسلامُ لتَكميلِه وتَعزيزِه.
4- التَّودُّدُ للنَّاسِ وكَسْبُ مَحبَّتِهم وثِقَتِهم مَدْعاةٌ لتَقبُّلِ ما عِندَك، وأنْ يَأخُذوا أفكارَك أو ما تَدْعوا إليه بجُهدٍ أقلَّ وبسُهولةٍ ويُسرٍ.
5- التَّودُّدُ سبيلٌ إلى زَوالِ الخُصوماتِ والأحقاد، ويؤدِّي إلى تَصفيةِ القُلوب.
أسالــــــــــــــيب التودد إلى الناس:-
1- حُسنُ الخُلُقِ مع البِشرِ هو مِفتاحُ قُلوبِهم، والباعثُ على مَودَّةِ صاحبِه، ومُمَهِّدٌ له في قُلوبِ النَّاسِ مكانًا.
2- التَّغافُلُ عنِ الزَّلَّاتِ، وعدَمُ التَّوقُّفِ عِندَ كلِّ خطأٍ أو كَبْوةٍ يَقَعُ فيها الرَّفيقُ.
3- الرِّفقُ ولِينُ الجانبِ، والأَخذُ باليُسرِ والسُّهولةِ في مُعامَلةِ النَّاسِ أحَدُ أهَمِّ الأساليبِ للتَّودُّدِ لهم.
4- تَفريجُ كَرْبِ الإخوانِ، والوُقوفُ إلى جانبِهم في المُلِمَّات والأحزان، ومواساتُهم والإحسانُ لهم، جالِبٌ للوُدِّ في قلوبِهم.
5- الزِّيارةُ والتواصُل، والسؤالُ عن الإخوان، وتجنُّبُ الجفاءِ بين المتودِّد وبين مَن يَطلُب ودَّه.
6- أن يوقِّرَ المَشايخَ، ويَرحَمَ الصِّبْيانَ.
نمــــــــــــــاذج من التودد في حياة الرسول صل الله عليه وسلم:-
مِن ذلك تَودُّدُه صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لِمَن حَوْلَه بتَبَسُّمِه في وُجوهِ أصحابِه ودُعائِه لهم، فعَن جَريرٍ رَضيَ اللهُ عنه، قال: ((ما حَجَبَني النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ مُنذُ أَسلَمْتُ، ولا رآني إلَّا تَبَسَّمَ في وَجْهي، ولقد شَكَوْتُ إلَيهِ أنِّي لا أَثْبُتُ على الخَيلِ، فضَرَب بيدِه في صَدْري، وقال: اللَّهمَّ ثَبِّتْهُ، واجْعَلْهُ هاديًا مَهْديًّا)) .
التعليقات مغلقة.