الوحش المستذئب..
المستذئب أو “لوسيان”، هو شخصية أسطورة تحوّل الرجل إلى “ذئب”، عند اكتمال القمر في كل شهر، فيمشي في أي مكان ليجوب الغابات بحثا عن ضحايا، وعند شروق الشمس يعود إلى حالته الطبيعية البشرية كإنسان.
أشهر قصص “المستذئبين” التي خلفت ضحايا بشرية
للاسف لقد دفع عدد من البشر حياتهم ثمنا لتلك الأسطورة، التي تحدث عن أبشع قصصها كتيب من 16 صفحة، تم نشره في لندن عام 1590، وهو ترجمة لمطبوعة ألمانية، لم تنج منها أية نسخ، لكن لحسن الحظ أعيد نشره، باللغة الإنجليزية، والآن توجد من نسختين، واحدة في المتحف البريطاني، وأخرى في مكتبة “لامبث”.
بيتر ستوب
خلال القرن الـ16، عاش رجل يعرف باسم “بيتر ستوب”، وهو مزارع ألماني، خارج مدينة “بيدبورغ”، وكل ما عُرف عنه أنه كان رجلا ثريا، وأرمل ولديه فتاة وصبي، وظل على مدار 25 عاما، يتسبب في قتل الأغنام والحيوانات الأليفة والشرسة، على حد سواء، جنبا إلى جنب مع الرجال والنساء وحتى الأطفال، وبلا هوادة.
وفي البداية حين بدأت عمليات قتل المواطنين، انتشرت الشائعات حول مخلوق يشبه الذئب، يتجول في المدينة ليلا، وتم وصفه كما تحدث عنه المواطنون، بأنه جشع، وقوي، وله عينين كبيرتين، تتلألآن ليلا مثل: النار، وله فم كبير وواسع، مع أسنان حادة وقاسية، وجسد ضخم، ومع هذا الوصف، عاش الناس في خوف على مدار سنوات، لا يسافرون إلا في مجموعات مدججة بالسلاح.
وفي عام 1589 تم القبض على المخلوق، ولكن حينما فتح الصيادون عليه بعد تطويقه، وجدوه رجلا عاديا وليس مستذئبا، كما يقال عنه، وبعد تعذيبه، ادعى “ستوب” أنه عقد اتفاقا مع مخلوق غير بشري، أعطاه حزاما حين يرتديه، يتحول إلى مخلوق يشبه الذئب، قوي البنيان، أكثر من الذئب الطبيعي بعشرات المرات، وحين يخلعه يرجع إلى هيئته الإنسانية، إلا أنه لم يتم العثور على هذا الحزام.
واعترف “ستوب” بقتل رجل وامرتين من الحوامل، وانتزع جنينيهما، وأكلهما مع قلبيهما، بالإضافة إلى قتل وأكل 14 طفلا آخرين، وكان ابنه من بينهم، ذاكرا أنه أكل دماغه.
وفي أكتوبر العام نفسه تم إعدام “ستوب”، وابنته بطريقة بشعة، حيث تم تثبيت جسده على عجلة، وتمزيق لحمه بآلة حادة ساخنة، من 10 أماكن متفرقة بالجسد، ثم قُطعت أطرافه وهو على قيد الحياة، وبعدها قُطعت رأسه، وحرقت جثته مع جثمان ابنته، التي ماتت خنقا.
حقيقة “المستذئب”.. أو “بورفيريا”
وتحدث علماء لهم ثقلهم، عن تلك الأسطورة، بشكل مثير للدهشة، من أمثال الطبيب اليوناني “مارسيليوس السايدي”، وكل من “ابن سينا” و”الزهراوي”، و”أحمد بن فضلان”، من العلماء والرحالة العرب، إلا أنهم تحدثوا عن مرض يعرف بـ”بورفيريا”، أو مرض “الرجل الذئب”.
ومن أعراض المرض فعليا اسوداد البول، والمغص، وكثافة الشعر، وتفضيل اللحم النيء، وهو عبارة عن اختلال في تمثيل الحديد بجسم الإنسان، وفي حالات نادرة تستطيل الأظافر، وتبرز الأنياب، ويتجعد الجلد، فتصير الحواجب كثيفة، والشفاه متشققة، والعينان حمراوين، ويتجنب المريض الشمس لأنه لا يتحملها، وباختصار يتحول إلى ذئب بشري، ومن المرجح أن هذا المرض هو أصل الأسطورة.
التعليقات مغلقة.