كنت بتفرج على مسلسل من المسلسلات بتدور أحداثه فى “سوهاج”، وبعدين لقيت الممثل وهو مستعجل بيقول معلش أصلي “كربان”!! ساعتها ضحكت من قلبي وقلت: “لأ معلش دي مش من “سوهاج”.. “كربان” دي بتاعتنا احنا ومنياوية أصيلة”.. يعني مستعجل.
اللى من برة الصعيد متخيل إن لهجة أهل الصعيد كلها لهجة واحدة، وإن كل أهل الصعيد بيتكلموا نفس الكلام، وهما مش مدركين إن الصعايدة لهجات متنوعة ومختلفة ومتعددة وأصولها ليها حكايات تراثية وتاريخية يتكتب فيها كتب ويتعمل فيها أبحاث دكتوراة.
ولهجات الصعيد بتتنوع ما بين “لهجة الصعيد الوسطاني”، واللى بتتنطق فى المنيا وبني سويف، واللى فيها مشترك كتير من لهجات أهل بحري، واللطيف كمان إن فيها كلمات من “اللغة القبطية” باقية لغاية دلوقتي بنستخدمها.
وفيه كمان لهجة “الصعيد الجواني” واللى بينطقها أهلنا فى سوهاج وقنا وأسوان، ودي بتتشارك فى كتير من كلماتها مع سكان الحجاز والجزيرة العربية، نظرا للأصول المشتركة والهجرات العربية الشهيرة، يعني مثلا أهلنا فى سوهاج لو رايحين يستحموا يقولوا “رايح اتسبح”.. وهي نفس الكلمة اللى بيتم استخدامها فى السعودية مثلا فى إشارة إلى الاستحمام !
أما أهلنا فى جنوب قنا وأسوان، فالكثير من مفردات لهجتهم بيتشاركوا فيها مع أهلنا فى السودان، فتلاقي نفسك بتسمع خليط لطيف مختلط من المصري والسوداني.
التنوع فى لهجات أهل الصعيد لطيف وثري، يعني مثلا تلاقي فى بني سويف والمنيا يقولوا على “الضفدعة”: ضوبدعة.. أما فى أسيوط وسوهاج فيتقال عليها: “ضوعدوفة”.. وفى قنا وأسوان يقولوا عليها “جعورة” أو “جعرورة”!
وتلاقي مثلا فى بني سويف والمنيا وأسيوط بيقولوا على البطة: “بيهة”.. بينما فى قنا وسوهاج وأسوان يتقال عليها “بوهة”.
فى المنيا وبني سويف وأسيوط بنقول ع البيضة “داحية”، بس فى سوهاج وقنا وأسوان بيقولوا عليها “كحروتة” أو “دحروج”.
الصعيد تنوع ثري وواسع، من الثقافة والتراث والمعرفة..
الصعيد مش شكل واحد ولا لون واحد..
ولو حد حاول يفهمك إنهم عندهم لهجة واحدة بس.. قوله: الصعايدة مش كده
التعليقات مغلقة.