إتحاد كرة يد الشاطئ الأوروبي يفرض غرامة بمقدار 1500 يورو على فريق النساء النرويجي و السبب ملابس غير لائقة
إتحاد كرة يد الشاطئ الأوروبي يفرض غرامة بمقدار 1500 يورو على فريق النساء النرويجي ، و السبب: “ملابس غير لائقة” !
لم تكن ثياب اللاعبات متجاوزة للحدّ المسموح بالتكشّف و إظهار الجسد كما قد يتبادر للذهن من مبرّر العقوبة ، لم تخرج عن الألوان المسموحة ، و لم تكن معيقة لهنّ عن الحركة ، لكن الصادم أن الإتحاد جعلها مخالفة أن ترتدي البنات الـshorts القصيرة جداً ، بدل ما يُفرض عليهن مما يسمى bikini bottoms التي لا تستر من العورة الفاحشة شيئاً يُذكر !
و قال اتحاد اللعبة الأوروبي: “إن الفتيات لعبن بثيابٍ لا تتوافق مع معايير الإتحاد العالمية المفروضة لقواعد كرة يد الشاطئ النسائية” ، بينما قال لاعبون بأن فرض هذه الألبسة مهينٌ و غير عمليّ.
صورة جديدة صارخة من تشييء الأنثى الممنهج في مجتمعاتٍ تزعم إحترامها و تقديرها والدفاع عن حقوقها..
فهذه ليست ممارساتٍ فردية و لا مخالفات مرفوضة ، إنما هي “قوانين” حقيقيّة مكتوبة و موافقٌ عليها في إطار “رياضاتٍ” رسمية تظهر على المحطّات و يتابعها الكبير و الصغير تمنع النّساء فعلياً من ستر جسدهنّ أو التحلّي بحيائهنّ الفطري لكي يكنّ جزءاً منها ، ليتحوّلن بكل بساطةٍ إلى أداةٍ ترفيهية تقفز أمام الجمهور لتسلّيهم و تحصد بعض محتوى جيوبهم ، تأخذ اليسير منه ، و يذهب الباقي لأشخاصٍ ببذلٍ أنيقة يتحدّثون عن تعـ.ـرية الإناث كقضية ماديّة مجرّدة لا أبعاد أخلاقية لها و لا قيمة وراءها إلا اتباع المعايير و التقيّد بالقوانين و إلتزام التقليد العريق !
لنستمع بعدها لخطب المساواة و التمكين من قاداتهم ، و ليرجع تلميذهم منا فارغاً فاه من إنفتاحهم و تحررهم ، و هم حتى الآن و في هذا العام يفرضون على هؤلاء الفتيات ملابس يستحي المرء من تسميتها في “لعبة” مقبولةٍ و شعبية ، بينما المعايير ذاتها تمنح الذكور ستراً بـ shorts و قميص عاديين !
و على الهامش.. أتأمّل في المناقشة الهادئة و البسيطة لمعايير لباس الإناث هنا ، و هي معايير من هيئاتٍ بشرية و بذريعة الإنتماء لرياضة و المشاركة فيها ، بينما يتم الهجوم المباشر على الإسلام إذا عُلم أنه يأمر بملابس ذات صفة ما ، فيكون إتباع أوامر الرياضة إلتزاماً و أخلاقاً ، و التقيّد بأمر الله جهلاً و تخلّفاً ، و تسنّ القوانين لمنع حكم الله و لو كان إلتزامه خيار البشر ، و تشرع غيرها لفرض إختيار البشر على غيرهم إجباراً لا نقاش فيه.
التعليقات مغلقة.