هل سألت نفسك يوما:
لماذا لا يعود إلي الخير الذي أقوم به؟
أو لماذا يعود اليك بعكس ما تريده؛ تأكيدا على المثل الشعبي المغربي “مادير خير مايطرا باس”؟
– بما معناه تجنب فعل الخير لكي لا يحدث ما لا تريد –
المختصر المفيد هو أن هذا العمل الخيِّر كان مشروطا منذ البداية. لم تكن النية خلف هذا الفعل صافية لوجه الله، و إنما أريد بها تحقيق غاية دنيوية محددة.
– انتبه جيدا هناك أفعال خير نقوم بها قصداً لنستقبل مقابلها تَحقُّق نية معينة و هذا موضوع آخر نفصل فيه لاحقا –
✅ كيف عالج الدين مفهوم العمل الخيري؟
“ثلاثة يؤتى بهم يوم القيامة: مجاهد وقارئ ومتصدق، فيقال للقارئ العالم فيم تعلمت العلم وقرأت القرآن؟ قال: قرأت فيك القرآن وتعلمت فيك العلم، فيقول الله له: كذبت، …”وتقول الملائكة: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم، وقرأت ليقال قارئ، ما تعلم لله ولا قرأ لله،
تتصدق بالمال أمام الناس طمعا في السمعة الحسنة بينهم. لكنك تتفاجئ أن الكل يغتابك بالسوء!
تساعدين والدتك في البيت لتقول أنك أفضل بناتها. مع هذا تتفاجئين حين تسألينها شيئا ترفض!
تشارك علمك مع أصدقائك ليقولوا أنك مثقف. فتتفاجئ أن ما شاركته معهم لم يلق الإقبال المتوقع!
تعطين ابنك جهدك و وقتك لكي تجديه قربك حين الحاجة. لكنك تتفاجئين بابتعاده عنك كلما كبر!
تنهي دراسة الدكتوراه لكي تصبح أفضل من ابن عمك. مع هذا تتفاجئ أنه سبقك لوظيفة الأحلام التي كنت تريدها!
تتعدد الأمثلة لكن عنصر المفاجئة واحد!
لنتفق بداية أن الخير الذي نتحدث عنه هنا قد يكون أي عمل ظاهره ايجابي: صدقة، دراسة، مساعدة، قضاء حاجة، علم، زواج، تربية…
✅ “إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰٓ” – “وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى”
كل أهدافنا؛ أعمالنا؛ رغباتنا؛ و نوايانا… لابد لها أن تبدأ من الله و تنتهي إليه، حتى يكون طريق الوصول اليها ميسرا. لأن في الأصل ما تريده هو لدى الله، و تحقيق الإرادة موصول بتحقيق مراد الله فيها أولا. فكيف ذلك؟
حين تريد أن تعطي مالا لشخص ما سواء كان صدقة أو هدية أو حتى ديْنا، لتكن نيتك فيه أنك تقدم هذا المال لله.
لأنه في الأصل هذا المال من الله، و مراد الله لك بهذا المال أن تنفقه في سبيله بطرق شتى، أن تنفقه عليك باستمتاع أو استثمار أو على أحد آخر بحب.
كلما منحت المال في سبيل الله بدل أن يكون في سبيل مدح الناس لك، كلما عاد إليك خير هذا المال.
حين ترغبين في مساعدة والدتك في أشغال البيت أو حتى في تلبية غرض لها خارج المنزل. لتكن نيتك في هذا العمل إطعام عائلتك أو إعادة استقامة بيتك.
– نسبة إلى اهدنا الصراط المستقيم؛ قد أفصل في هذا الموضوع لاحقا –
لأن في الأصل ارادة الله لنا هي أن نمشي في الصراط المستقيم في كل أمورنا و أن يكون الوسط الذي نعيش فيه مستقيما ( منزلك، غرفتك، مكتبك، مطبخك…).
كلما قدمت مساعدة ولو بسيطة في سبيل الاستقامة بدل أن تثبت أنك بطل المنزل أو المسؤول
الأول، كلما عاد إليك خير هذه المساعدة….
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا