ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :
﴿ ﻳَﺎ ﻧَﺎﺭُ ﻛُﻮﻧِﻲ ﺑَﺮْﺩﺍً ﻭَﺳَﻠَﺎﻣﺎً ﻋَﻠَﻰ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﴾
( ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )
ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﻛﻮﻧﻲ ﺑﺮﺩﺍً ﻟﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﺒﺮﺩ ، ﻗﺎﻝ
﴿ ﻭَﺳَﻠَﺎﻣﺎً ﴾
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﻧﺎﺭ ﻛﻮﻧﻲ
ﺑﺮﺩﺍً ﻭﺳﻼﻣﺎً ﻟﺘﻌﻄﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،
﴿ ﻋَﻠَﻰ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﴾
ﺧﺼﺼﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ .
ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ
ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺛﻢ ﺗﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﻲﺀ ، ﻫﺬﻩ ﺑﻄﻮﻟﺔ ،
ﺳﻬﻞ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ، ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﺃﻥ ﺗﺆﻟﻬﻬﺎ ، ﻭﺳﻬﻞ ﺟﺪﺍً ﺑﺴﺬﺍﺟﺔ
ﻭﺟﻬﻞ ﺃﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻛﺎﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺗﺨﻠﻖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،
ﺃﻱ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺨﻠﻒ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ
ﻓﻬﻤﺎً ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ :
ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ :
)) ﺇِﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳَﻠُﻮﻡُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌَﺠْﺰ ((
[ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻦ ﻋﻮﻑ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ]
ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻤﺼﻴﺒﺔ ، ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ : ﺃﻧﺎ
ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ، ﻫﺬﺍ ﻗﺪﺭﻱ ، ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ، ﻟﻦ ﺗﻘﻮﻡ
ﻟﻨﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻻﻧﻬﺰﺍﻣﻲ ،
ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ، ﺍﻟﺘﻄﺎﻣﻦ ، ﺍﻟﻴﺄﺱ ، ﺍﻟﻘﻨﻮﻁ ،
ﻫﺬﺍ ﻣﻮﻗﻒ ﻏﻴﺮ ﺇﻳﻤﺎﻧﻲ ،
)) ﺇِﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳَﻠُﻮﻡُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌَﺠْﺰ ((
ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ، ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻒ ، ﺃﻥ ﺗﻬﻮﻥ ﻓﻲ
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
)) ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚَ ﺑﺎﻟﻜَﻴْﺲ ((
[ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻦ ﻋﻮﻑ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ]
ﺍﻟﻜﻴﺲ ؛ ﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ، ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ،
ﺃﻥ ﺗﺨﻄﻂ ، ﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮ ، ﺃﻥ ﺗﻌﺪ ﺇﻋﺪﺍﺩﺍً ﻋﻠﻤﻴﺎً ،
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺳﺎﺫﺟﺎً ،
ﻣﺘﻮﺍﻛﻼً ، ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﻦ ﺷﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻊ الله
** قال العلماء : قبل إلقاء “سيدنا ابراهيم”
فى النار كان عمره 16 عام ،، وقام الفجار بإلقاؤه فى نيران أشعلوها 30 يوما لدرجة أن الطيور هجرت الأشجار خوفا من لفح النيران فقال القرآن الكريم عنها (فألقوه فى الجحيم) فنزل إليه “سيدنا حبريل” قائلا له : لو أمرتنى لأطفئت النار وأهلكتهم جميعا فرد عليه قائلا:”عالم بحالى غنى عن سؤالى ” فكان أعزلا وحيدا ،، ولكن قلبه كان يطوف حول “عرش الرحمن” فصغرت الأهوال ،، والنيران التى تذيب الجبال أمام عينيه لأن “العناية الإلهية” حينما تحيط أهل الإيمان (تجعل المستحيل ممكنا،وتحول العذاب بلسما،وتقلب المحنة إلى منحة، وتغير النقمة إلى نعمة) ….
- وأخذ الخليل يردد “حسبنا الله ونعم الوكيل” ،، وهى كلمات تخترق الحجب لتصعد تحت “عرش الرحمن” فحدثت المعجزة فمكث ابراهيم فى النيران 7 أيام ،، ولما هدأت النار وجدوا “سيدنا إبراهيم” فوق ربوة خضراء يسبح “بحمد مولاه” ،، ولم تحترق إلا القيود فقط ،، وقال سيدنا ابراهيم بأن هذه الأيام أفضل أيام حياتى لأنى كنت فى “عناية الله” لذلك وصفه القرآن العظيم بقوله ( إن ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا) ….
- وقال العلماء : إن ابراهيم أصبح “خليلا للرحمن” حينما تحمل من البلاء الألوان ،، وحين جعل قلبه معلقا بخالق الأكوان فترك أبنه ،، وزوجته فى صحراء جرداء لأنه يوقن برحمة “رب الأرض والسماء” ،، وحين أمره الله بذبح إسماعيل لم يتردد ،، وأدار السكين على رقبة أبنه ،، ولكن تدخلت عناية الله فأراد الخليل أن يذبح ،، وأراد “الجليل” ألا يذبح فأجتاز “سيدنا إبراهيم” كل أختبارات “التضحية والفداء” فحصل على درجة “خليل الرحمن” حينما أثبت فعليا أن “الله تعالى” أحب إليه من روحه ،، وولده فحصل على الرفعة فى الدنيا ،، والآخرة ،، وصارت النبوة فى ذريته من بعده ،، والتي اكتملت بمجئ مسك الختام ،، ودرة الجنس البشرى كله “حبيب الرحمن محمد” ﷺ ….
اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه أجمعين
التعليقات مغلقة.