لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقرًا ..

لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقرًا ..
و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعًا و إلحاحًا و تنوعًا ..

حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعًا و حرصًا .. و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشًا و تطلعًا إلى التلوين و التغيير .. و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأ على ظمأ ..

و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعًا للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطًا إلى درك الالية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها .. كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف ..

و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء ..

إلهي لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا مرادي و لا بضاعتي …
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار …

كتاب ” اناشيد الاثم والبراءة “

التعليقات مغلقة.