هل من دعاء أو أحاديث صحيحة معينة على تسديد الدين وعلى السعة في العيش وفي حال الوفاة هل علي إثم في المتبقي من الدين؟ مع نية العزم على إرجاع الحقوق لأهلها

قضاء الدين وسعة الرزق
رقم الفتوى: 278299

السؤال
هل من دعاء أو أحاديث صحيحة معينة على تسديد الدين وعلى السعة في العيش وفي حال الوفاة هل علي إثم في المتبقي من الدين؟ مع نية العزم على إرجاع الحقوق لأهلها؟.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

في الحديث القدسي: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له. متفق عليه.
وقد جاءت بعض الأدعية النبوية في قضاء الدين منها ما رواه الترمذي في سننه عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: أن مكاتباً جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثَبير ديناً أداه الله عنك، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الحاكم وحسنه الأرناؤوط والألباني.
وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين، وأغننا من الفقر.
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك. رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد كما قال المنذري، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب.
وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني.
وأما سعة العيش فقد روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي مُوسَى ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي، وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي. قال شعيب الأرناؤوط: حديث حسن لغيره.
ووردت بعض الأدعية النبوية بسؤال الله الرزق مطلقا، كقوله صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا. رواه أحمد وابن ماجه. وقوله صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه النسائي وابن ماجه.
ولمعرفة أسباب اتساع الرزق راجع الفتوى رقم: 7768، والفتوى رقم: 152093.
وإذا وافتك المنية ولم توفّ كل ما عليك من الديون أداها الله عنك، بشرط أن تكون ناويا وساعيا في أدائها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله .رواه البخاري. لكن عليك بالاجتهاد والصدق، بالنيات الصادقة يكون معها العمل الصادق، فإذا نويت أن تقضيه فعليه بالجد والنشاط والأخذ بالأسباب حتى يقضي هذا الدين الذي تحمله، أما أن يأخذ الدين ويقول: أنا أريد القضاء، وهو يلعب ولا يبالي ما هو صادق في نيته.
وراجع هذه الفتوى: 203311.

والله أعلم.

التعليقات مغلقة.