الرد على شبهة الخمر في الجنة
كتبته : وسن عبد الصمد من تفريغ حلقة د-منقذ السقار
قالوا ان جنتكم فيها خمر والخمر سيئة فاغتيالها للعقول فكيف يجعلها الله تعالى جزاء للمومنين
كيف يقول تعالى(مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ )
كيف يقول تعالى بالخمر في القران
الرد :
نقول ان الله تعالى انما حرم الخمر في الدنيا لما لها من اثار على شاربها
واولها انها تغتال العقل وتحجب العقل الذي ميز الله تعالى به الانسان عن الحيوان هذا العقل الذي جعله الله عز وجل محل لمعرفة شرائعه ومحلا لاقامة دينه ومحلا للتعرف على كتبه وأنبيائه فاذا ماجاء شي يحجبه فلهذا حرمه
لذلك يقول عليه الصلاة والسلام عن الخمر ولو قلت ترى كثيره فقليله حرام
وايضا في تحريمه لعن عليها عشرة
يقول عليه الصلاة والسلام لعن في الخمر عشرة عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة اليه وساقيها وبائعها واكل ثمنها والمشتري له والمشتراة اليه
كل هؤلاء ملعونون على لسان محمد عليه الصلاة والسلام لماذا؟
لان الخمر تغتال العقل وهو مناط التكليف الذي اراد الله تعالى به ان يرينا الحق وأن يرزقنا اتباعه
وبعد كل هذا اذن ماذا عن خمر الاخرة؟
يقول أبن عباس (رضي الله عنه):(ليس في الجنةِ مما في الدنيا الا الاسماء)اذا سمعتم عن رمان في الدنيا ورمان في الجنةاو عن عسل في الدنيا وعسل في الجنة وعن خمر في الدنيا وخمر في الجنة فاعلموا ان ليس من ذلك في الجنة الا الأسماء.
فخمر الجنة تختلف عن خمر الدنيا لذلك اباحها الله تعالى وجعلها جزاء للمومنين في الجنة
اذا كانت خمر الدنيا تغتال العقول وهو مناط التكليف فخمر الجنة غير ذلك
فالدنيا و كل مافيها يختلف عما في الجنة
فإن كانت خمر الدنيا مما يستقبح طعمه فان خمر الجنة كما ذكر تعالى ( فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ) فهذه مفارقة اولى بين خمر الدنيا وخمر الجنة
فان كانت خمر الدنيا تذهب العقل وتغتاله فان خمر الجنة ليست كذلك
يقول عز وجل (يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة لشاربين لافيها غول ولا هم عنها ينزفون)اي انها لاتغتال العقول ولاتصرف عقولهم
فان كانت خمر الدنيا تصدع رؤوس شاربيها فخمر الجنة ليس كذلك
قال تعالى:(يطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب واباريق وكاس من معين لايصدعون عنها ولا ينزفون)اي لاتصدع رؤوسهم
قال الطبري رحمه الله في خمر الجنة:لافي هذه الخمرة غول اي لاتذهب خمر الاخرة عقول شاربيها كما في خمر الدنيا اذا
شربوها واكثروا منها
قال الشاعر عن كلمة غول
مازالت الكأس تغتالنا وتذهب بالاولِ الاولِ
فمعنى ذلك انها تغتال العقول في الدنيا
وقال تعالى (ولاهم عنها ينزفون ) قال الطبري في معنى كلمة ينزفون اي ذهاب العقل من السكر وهذا معناها
خلاف لما يثيره الافاقون في معنى هذه الكلمة
هولاء الذين لم يفقهو معناها اقول لهم ارجعوا الى قول الابيذد وهو يقول:لعمري لان انزفتم اي سكرتم اوصحوتم لبئس الندامة ال ابجرا
وهذا معنى كلمة ينزفون وهي من الاسكار
وهكذا يتبين لنا ان خمر الجنة يختلف عن خمر الدنيا وان ليس فيه تلك المآسي التي نجدها عند من يشربون خمر الدنيا لذلك جعلها الله تعالى جزاء لمن ترك خمر الدنيا لله عز وجل فاعطاه الله خير منها اعطاه خمراً لافيها غولًا ولافيها انزافاً ولافيها شي من خمر اهل الدنيا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السابق بوست
التعليقات مغلقة.