العشر الأواخر من رمضان
فيها مزايا تفضلها على غيرها من ليالي العام، وذلك أنها الليالي التي كان رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ يحييها كلها بالعبادة.
لأن أحد لياليها ليلة القدر ، وهذه الليلة العظيمة : العبادة فيها أفضل من العبادة في ألف شهر، وهو عُمر إنسان مُعمَّر، أكثر من 83 سنة.
فقد كان النَّبِيُّ ﷺ يخص العشر الأواخر بعناية واجتهاد.
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ يجتَهِدُ في العشرِ الأواخرِ ، ما لا يجتَهِدُ في غيرِها.
وعَنْها أيضا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.
و”شد مئزره” كناية عن اعتزال النساء.
و”أَحْيَا لَيْلَهُ” معناه استغرقه بالسهر في العبادة.
فيستحب للمسلم أن يحقق في هذه العشر مفهوم العبودية لله عز وجل.
أعمال العشر
- تحري ليلة القدر : ليلة القدر هي أعظم ليالي العام.
ومن عظيم فضل العشر أن فيها ليلة القدر ؛
فلو قُدّر للمؤمن أن يصادف ليلة القدر متعبدا لله مخلصا له الدين لكانت وحدها خيرا له من عبادة حياته كاملة. - الدعاء : أن نكثر من الدعاء في هذه الأيام المباركة.
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قلت يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو ؛ قالَ تقولينَ : اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي.
الاعتكاف : وهو عبادة من أجل الأعمال الصالحة المستحبة في العشر الأواخر من رمضان.
فعَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ. - تلاوة القرآن : فرمضان هو شهر القرآن والإكثار من قراءته بتدبر وخشوع،فينبغي استغلال أوقاته لا سيما العشر الأخيرة في التفرغ لمدارسته ومذاكرته.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
كانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ حتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عليه رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ القُرْآنَ. - الإنفاق في سبيل الله : فيستحب الإكثار من الصدقة في رمضان عامة وفي العشر الأواخر منه خاصة.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
كانَ النبيُّ ﷺ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ.اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
التعليقات مغلقة.