صواريخ عبد الناصر الصفيح
.
كلنا سمعنا عن الظافر والقاهر .. وعادة الكلام بيبقي مصحوب بسخرية وانهم كانوا نموذج للفشل والاخفاق وفشخرة ناصر الكدابة ..
.
لكن خليني انحي تماما موقفي من ناصر وانت كمان بطلب منك كدا.. ونقيم تجربة مصر في انتاج الصواريخ كتجربة مستقلة بعيدا عن حقبة ناصر وما دار فيها ..
.
هبدأ الحدوتة من الاول ..
بعد الحرب العالمية التانية العلماء الالمان مقدروش يشتغلوا في بلادهم .. فبدأت كل الدول الكبيرة تستقطبهم ..
بعد العدوان الثلاثي بسنتين .. بدأ ناصر يشم نفسه وقرر ادخال صناعة الطائرات والصواريخ مصر .. نجحنا بالفعل في تصنيع طائرة القاهرة 200 وتم تطوير القاهرة 300 لكن لم يتم تجربتها وانتهت فجأة سنة 1967 لاسباب غير واضحة .. واللي من طلابي اتدرب في مصنع الطيارات في حلوان شاف الكلام دا ..
.
اما بالنسبة للصواريخ .. فناصر شاف ان الموضوع كبير جدا وفي حاجة لخبراء ينقلولنا اخر ما توصلوا اليه .. فجاب علماء المان علي رأسهم عالم اسمه ((بينز)) كان مدير لاحد مصانع (مرسيدي بينز) وعالم محركات .. وبدأ تصميم برنامج الصواريخ المصري ..
.
كان اختيار جيد جدا ودى كانت الطريقة الامثل لخوض غمار صناعة الصواريخ وبنفس الطريقة تم تصنيع العربيات ( نصر و رمسيس ) وغيرها من الصناعات .. اما باستيراد علماء او بشراكات مع مصانع عالمية لنقل التكنولوجيا ..
.
قدرنا ننتج الظافر والقاهر .. محرك صاروخي هايل .. تصميم بيراعي ديناميكية الهواء .. متزن .. مداهم يقدر يجيب تل ابيب فعلا .. لكن كانت فيهم مشكلة كبيرة جدا .. التوجيه ..
.
مشكلة التوجيه ظهرت لانهم قرروا التحكم في الصاروخ ( الكترونيا ) بدل ميكانيزم التحكم ( الميكانيكي ) التقليدي .. في الوقت دا بينز ورفاقه مكانوش علي دراية كافية بالنظم الجديدة للتحكم وكانوا محتاجين وقت اطول.
.
قمنا بتجارب صاروخية عدة منهم حضره ناصر وقادة الجيش والحكومة و تم تصويره وبثه علي التليفزيون وقتها .. لكن زي ما قلتلك لسة عندنا مشكلة التوجيه.
.
دا اللي خلى فريق تطوير الصاروخ يشتغل علي تطوير نظم التحكم الالكتروني بالتوازي مع الاستفادة من ابحاثهم اللي وصلتهم لتصنيع الظافر والقاهر في تطوير صاروخ جديد اسمه (( الرائد )) ..
.
الرائد مش مشهور .. غالبا اول مرة تسمع اسمه .. لكن مداه كان 1000 كم وقادر على اختراق الغلاف الجوي وتوصيل اقمار صناعية لمداراتها ..
.
هنا الكيان اللقيط قرر ياخد تحرك يجهض برنامج الصواريخ المصري ومخابرات الكيان بدأوا عملية اسمها ( ديموقليس ) اللي كان هدفها باختصار تطفيش العلماء من مصر وكان عنصرها الرئيسي ضابط اسمه (( فولفجانج لوتز
)) اللي قبضنا عليه بعد كدا وبدلناه بـ 500 ضابط ومجند بعد النكسة .. بعتوا طرد مفخخ لمكتب (( بينز )) .. الطرد انفجر في السكرتيرة .. بينز خاف علي حياته هو وبعض اعضاء فريقه وطار علي الصين ..
.
بعدها مباشرة شوفناه بيطور اول صاروخ فضاء صيني .. واللى بلا ادني شك كان امتداد لابحاثه اللي اشتغل عليها سنين في مصر ضمن برنامج الصواريخ المصري ..
.
البرنامج انهار فجأة بسبب هروب بينز وعدد من العلماء الالمان والنمساويين كذلك الاغتيالات اللي طالب المهندسين المصريين .. وجت النكسة لتقسم ظهر البعير ..
.
.
دي الحدوتة باختصار ..
الظافر والقاهر مينفعوش يكونوا مادة للسخرية و التقليل من تاريخنا .. يمكن محققناش اللي كنا عايزينه لكن الطريق مكنش مفروش بالورود ولا كانوا مجرد علب صفيح بيعمل بيهم ناصر البروبجندا اللي بيحبها ..
الموضوع كان اكبر بكتير من امتلاك صواريخ محلية الصنع .. البرنامج دا كان هينقل مصر نقلة تانية لامتلاكها تكنولوجيا صناعة محركات متطورة وطنية .. مئات وآلاف الابحاث كانت كفيلة بتحويل مصر لدولة صناعية كبيرة ..
.
الصورة لخطاب من المانيا بيطلبوا نموذج من الطيارة حلوان 300 لوضعها في المتحف الالماني لانها – وفق خبراءهم – واحدة من افضل الطائرات المقاتلة في زمنها.
علشان تستوعب قد ايه برنامج الصواريخ اللي بتتريق عليه دا كان حساس جدا وكفيل انه يخلي مصر دولة عظمى ..
.
فعايز اقولك ان من بين العلماء المصريين والالمان والنمساويين والمجريين ( اظن ) .. تم اعتقال 30 عالم الماني دفعة واحدة كانوا شغالين لحساب الكيان .. ومش بس سربوا معلومات عن تقدمنا في برنامج الصواريخ المصري .. دول كمان سربوا معلومات عن صواريخ سام اللي كنا شاريينها مؤخرا ..
.
وافكرك بنقطة تانية علشان تستوعب حجم الضابط اللي قام بالعملية الاستخباراتية دي ضدنا .. بعد ما قبضنا عليه و وصينا عليه فرج .. الكيان عرض مبالغ ضخمة لافتدائه لكننا رفضها وبعد مفاوضات .. رجعنا بداله (( 500 ضابط ومجند )) مرة واحدة .. متخيل قيمته عندهم علشان يبدلوه ب 500 ؟!!
التعليقات مغلقة.