- حتى هذه اللحظة من حياتي لم أتعرض لأي إغراء .. ليس أمامي ما يسرق .. ولا يجب الحكم على حراس المرمى الذين لم يتعرضوا لكرة واحدة طيلة المباراة .. لقد تعلمت أن كل إنسان يقضي حياته في الفخر بأنه لم يقترف ذنبا، مع أن الحقيقة هي أن نطاق حياته بعيد عن أية فرصة لاقتراف الذنوب .. فإذا أتيحت له الفرصة .. حسنا .. أنتم تعرفون من أين يأتي اللصوص والمختلسون والقتلة! إنهم من بيننا .. إنهم نحن ! .. هؤلاء أشخاص وجدوا الفرصة كاملة فأدركوا أنهم أضعف مما تتصوروا .. أدركوا أنهم لم يكونوا شامخي الأخلاق كما حسبوا.
أنا لم أتعرض لأي اغراء، واعتقادي الخاص أني سأقاوم وقتها، وأن تربيتي القويمة ستصمد .. لكن من يدري؟ .. إن الإغراء لمغر بحق .. وعندنا في مصر نقول (الشيطان شاطر).
ضع عشرة رجال ممن يتشدقون بنبل الخلق والرفعة في موقف يسمح بالفساد .. ولكن أكد لهم أولا أنهم لا خطر عليهم على الإطلاق وأن ما سيفعلونه هو سر بينهم وبين ضمائرهم .. ثم راقب نتيجة التجربة .. أعتقد أن اثنين من العشرة لا أكثر سيبرهنون بحق على أنهم نبلاء.
أنا أعرف أنني (سأحاول) أن أصمد .. ومن يدري، ربما لعبت تربيتي دورا وقتها .. لكني أدعو الله صادقا ألا يضعني في موقف أتعرض فيه لإغراء. “
سافاري – الآن نرجوكم الصمت
د.أحمد خالد توفيق
التعليقات مغلقة.