ذكرى قيام هارون الرشيد بنكبة البرامكة.
يوم إضطهد رجال الدولة قبل أن يسيطروا على الحكم لنعرف سبب حقد الفرس على العباسيين
حيث في مثل هذا اليوم.
وقع حدث جلل أدى لسقوط أسرة من قمة الهرم إلى أسفل القاع.
وكان ذلك في 1 صفر 187هجري
الموافق في تاريخ 803/01/29 م.
وقد أطلق على هذا الحدث التاريخي إسم “نكبة البرامكة” وهو مصطلح يشير إلى ما وقع لأسرة البرامكة على يد الخليفة العباسي هارون الرشيد من قتل وتشريد، ومصادرة أموال بعدما كانوا وزراء وكبار الدولة العباسية.
–
البرامكة
–
أسرة فارسية يعود أصلُها إلى مدينة بلخ، كانوا في الأصل مَجوسًا ثم دخلوا الإسلام، وهُم ينتسبون إلى جدهم الأكبر برمك، وأما علاقتهم بالعباسيين فبدأت من قبل أن يأخذ العباسيين الحكم، حيث عندما سجن أبو جعفر المنصور وكان زميله في السجن خالد بن برمك، وتنبأ له خالد بن برمك بأن المنصور سيأخذ الخلافة، وعندما أصبح المنصور خليفة عين خالد بن برمك كأحد وزرائه، وزاد نفوذ البرامكة في زمن الرشيد فكان كان يحيى بن خالد البرمكي من أقرب الناس له
–
زعماء البرامكة
–
كان كبار البرامكة يحيى بن خالد البرمكي وزوجته وأبنائه الأربعة (جعفر والفضل وموسى ومحمد).
- يحيى بن خالد البرمكي كان مسؤولًا عن تربية الرشيد ووزيره.
- أم الفضل زوجة يحيى البرمكي كانت مرضعة الرشيد.
- الفضل البرمكي كان أخا الرشيد في الرضاعة والمسؤول عن تربية الأمين بن هارون الرشيد، وقائدا عسكريا.
- جعفر البرمكي فهو نديم الرشيد وخليله في المجالس، ووالي له.
- موسى البرمكي، فكان قائدًا عسكريًا كبيرًا.
* محمد البرمكي فكان متفرغا لأعمال ومشاريع أسرة البرامكة.
–
أسباب قيام هارون الرشيد بنكبة البرامكة.
–
1- رفض الخليفة هارون الرشيد لأن يكون في الدولة قوة ذات نفوذ غيره.
2- سعي البرامكة للتحكم في اختيار ولي العهد بعد خوفهم من تولي ولي العهد محمد الأمين.
3- إستغلال البرامكة لكثرة جهاد هارون الرشيد فقاموا بالتحكم في مفاصل الدولة لدرجة كان منهم 25 مسؤول في قصر الخلافة.
4- قيام البرامكة بتأسيس جيش خاص وهذا يعتبر تهديد عسكري ضد الرشيد.
5- تنبؤ الرشيد بأن البرامكة يسعون لبناء دولتهم في داخل الدولة ثم ستقوم دولتهم بإنهاء الدولة العباسية.
6- إكتشاف الرشيد للفساد المالي الذي إرتكبه البرامكة.
7- قيام البرامكة بإطلاق سراح يحيى الطالبي من السجن ثم دعموه بالمال، فاعتبر الرشيد أن هذه بطاقة بيد البرامكة قد يستخدموها مستقبلا.
–
أحداث يوم النكبة
–
في ليلة السبت (أول صفر 187 هـ = 29 من يناير 803م)، أمر هارون الرشيد رجاله بالقبض على البرامكة جميعًا، وأعلن ألا أمان لمن آواهم، وأخذ أموالهم وصادر دورهم وضياعهم. وفي ساعات قليلة انتهت أسطورة البرامكة وزال نفوذهم، وتبددت سطوة تلك الأسرة التي انتهت إليها مقاليد الحكم وأمور الخلافة لفترة طويلة من الزمان، تلك النهاية المأساوية التي اصطُلح على تسميتها في التاريخ بـ”نكبة البرامكة”.
وأما كبار البرامكة فتم سجن يحيى البرمكي في سجن الرقة مع ثلاثة من أبنائه وهم موسى والفضل ومحمد، وتم قتل جعفر البرمكي، وأما زوجة يحيى البرمكي فتم توفير مسكن لها وللنساء البرامكة، وقد توفي يحيى البرمكي وإبنه الفضل في السجن في زمن هارون الرشيد.
–
تاثيرها
–
كان لتلك النكبة أكبر الأثر في إثارة شجون القومية الفارسية، فعمدت إلى تشويه صورة الرشيد ووصفه بأبشع الصفات، وتصويره في صورة الحاكم الماجن المستهتر الذي لا همّ له إلا شرب الخمر ومجالسة الجواري، والإغراق في مجالس اللهو والمجون؛ حتى طغت تلك الصورة الظالمة على ما عُرف عنه من شدة تقواه وحرصه على الجهاد والحج عامًا بعد عام، وأنه كان يحج ماشيًا ويصلي في كل يوم مائة ركعة.
–
إطلاق سراحهم
–
تم الإفراج عن البرامكة في عهد الخليفة العباسي محمد الأمين، وهو الخليفة الذي خاف البرامكة من توليه للخلافة،
وكان قد تبقى من كبارهم محمد وموسى أبناء يحيى البرمكي، وقد خرجا من السجن بعفو الأمين.
وحينما حدثت الحرب بين الأمين والمأمون التحق محمد البرمكي بالمأمون، وبقي موسى البرمكي يقاتل في صفوف الأمين حتى قتل، وبعد عصر المأمون إختفت أخبار البرامكة.
–
الدرس المستفاد
–
لقد قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بنكبة البرامكة من قبل أن يتمرد البرامكة وهذه الخطوة كانت صحيحة، حيث من الواجب وأد الفتنة قبل حدوثها، وهذا أيضا ما قام به الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور عندما قضى على أبو مسلم الخرساني، وهذا ما قام به الخليفة العباسي عبد الله المأمون حينما قضى على آل سهل، وهذا ما كان واجبا على عدد من الخلفاء العباسيين اللاحقين القيام به حينما تنامى قوة العسكر التركي، ولهذا وجدنا أن الخلافة العباسية إستردت كامل مجدها حينما قام ولي العهد العباسي الموفق طلحة بإنهاء نفوذ العسكر التركي، وعندما قام الخليفة العباسي محمد المقتفي بإنهاء وجود السلاجقة في العراق.
*** المراجع:
1) تاريخ الخلفاء، السيوطي.
2) اعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس، إتليدي
3) البرامكة في ظلال الخلفاء، محمد أحمد برانق
4) هارون الرشيد، أحمد أمين
التعليقات مغلقة.