- فِي سِفر التّكوين الإصحاح الأول : [ فَخَلَق اللهُ وُحُوشَ الأرْضِ … فخَلَق اللهُ الإنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ ، عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ ، ذَكَراً وأُنْثَى خَلَقُهُم ] : فبهذا المقطع ، يظهر أنّ الله خَلَق الحيوانات أوّلاً ، ثمّ خلقَ الإنسانَ رجلاً وامرأةً في آنٍ واحدٍ .
- لكن في الإصحاحِ الثَّاني : [ ثُمَّ جَبَلَ الربُّ آدَمَ مِن تُرَابِ الْأرْضِ … ثُمَّ قَال الرَّبُّ : ” … سَأَصْنَعُ لُه مُعِيناً مُشابِهاً لَهُ ” ، وكَانَ الربُّ قَدْ جَبَلَ مِنَ التُّرَابِ كُلَّ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ … غَيْرَ أنَّهُ -أي آدم- لَمْ يَجِدْ لِنَفْسِهِ مُشَابِهًا لَهُ ، فَأوْقَعَ الرَّبُّ آدَمَ فِي نَومٍ عَمِيقٍ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ ضِلْعاً مِنْ أَضْلَاعِهِ … وَعَمِلَ مِنْ هذِهِ الضِّلْعِ امرأةً أحْضَرَها إِلَى آدَم ] : وهذا المقطع يذكرُ أنّه أنشأ الإنسان من جنسٍ واحد هو الذكر فقط ، ثمَّ خلقَ لهُ الحيوانات ، ثمّ خلَق له المرأة .
- هذا التَّناقضُ الواضحُ بين القصّتينِ قدَّم مُشكلة لعُلمَاءِ التّوراةِ والأحبَار الذينَ اعتقدوا أنَّ التّوراة هي كلمةُ اللهِ المَكتوبةِ ، وبالتَّالي لا يُمكنُ أن تتناقضَ مع نفسها ، فحمَلوا القصّة الأولى على زواجِ آدم الأوّل بامرَأةٍ غيرِ معروفةٍ ، وفي الثَّانية على زواجهِ الثّاني بحوَّاء .
- ثمّ درَجَ في التّراث اليهودي المُستمَد من المِيثولوجيَا البابِليَّةِ ؛ نشأةُ شيطانة اسمها لِيلِيث ، كان لها سُلْطة على إسقاطِ الأجنّةِ ، ومَع الوقتِ ، تمَّ إدراجُ اسمِها في فراغِ اسمِ زوجةِ آدم الأولى ، وأنَّها لم ترْضَ بالقوامَةِ لآدم ، ونادَتْ بالمُساواة والحرّيّة ، فانشقَّتْ عنه ، وتصوَّرت بشكلِ حيَّةٍ دخلتِ الجنّة وَسوستْ لآدم فأخرجتهُ منها ، ثمّ تزوّجتْ بالشيطان ، فاشتكاها آدمُ ،
- فتوعَّدها اللهُ بقتلِ أولادِها التي تلدهم من إبليس ، فتوعَّدتْ بقتلِ أولاد البشر بإسقاط الحَمل ، وهذا كلُّه علاك.
التعليقات مغلقة.