حكم صبغ الشعر اسود وما الحكمة منه ولماذا قصة سيدنا موسي بدأت في البقره ببعثته و لم تبدأ بمولده مثلا بل اتت آيات مولده لاحقا
اسئله تخطر في بال المسلم:
برجاء الافاده عن اخر ايه في سورة النساء .. لماذا لم تچمع مع آيات المواريث في صدر السوره
ثانيا .. سياق القران ما الحكمة منه، مثال (قصة سيدنا موسي) بدأت في البقره ببعثته و لم تبدأ بمولده مثلا بل اتت آيات مولده لاحقا
اخيرا و عذرا علي الاطاله، اجد صعوبه و مشقه و عدم راحه من كثرة التوجيهات او التفاصيل في كل النواحي الدينيه مثال ( الوضوء: المذاهب المختلفه للمسح علي الرأس هل كل الشعر ام جزء ام ماذا، الاستنشاق هل سنه ام فرض .. وهكذا)
مثال اخر (الصلاه: علي اختلاف و تعدد سننها و واجباتها .. كل فتره اسمع فيديو عن مبطلات صلاه جديده لم اكن اعلمها .. او واجبات ما كنت اتي بها .. و هكذا)
مثال اخر ( التعاملات الماديه في الاسلام .. اجدها صعبه صعوبه بالغه و كل خطوه لازم اتحرى و ادقق او اسال)
عارف ان ده ممكن يكون وساوس و لكن ارجو منكم الرد بشكل عام في سياق (فاتقو الله ما استطعتم) و ليه مش الايه دي هي الايه اللي اغلب الشيوخ و المفتيين بينتهجوها
الإجابه:
- أما الأول ؛ فقد تكلم الله في أول السورة في أحكام الأموال ، وختم آخرها بذلك ليكون الآخر مشاكلاً للأول ، ووسط السورة مشتمل على المناظرة مع الفرق المخالفين للدين ، والمشاكلة هذه كثيرة في سور القرآن ، ولو طالعتَها لوجدتَ من ذلك عجباً وإعجازاً .
- وأما الثاني ؛ فترتيب النزول ليس هو ترتيب سور القرآن الذي عليه اليوم ، وقد جاء ذكر ميلاد نبي الله موسى في سورة القصص ، وهي مكية ، والذي تتكلم عنه في سورة البقرة هي سورة مدنية ، فهي متأخرة في النزول ، فتأمل .
- وأما الثالث ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( غيّروا هذا الشيب ، وجنّبوه السواد ) ، وقوله : ( يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد ، لا يريحون رائحة الجنة ) .
- فظاهر النصين تحريمُ صبغ الشعر بالسواد مطلقاً ، بالمقابل ترى عثمان بن عفان والحسن والحسين وسعد بن أبي وقاص وغيرهم قد صبغوا بالأسود ، فكيف ذلك ؟
- فهم فهموا أنّ المنع في النص الأول على الكراهية ، أو على علّته في أنه يفضي للتدليس والكذب ، وأما من لم يقصد به تدليساً ( كتصغير السن عند التقدم للزواج ) فهو جائز ، وفهموا النص الثاني أنّ أناساً هكذا صفتهم لا يدخلون الجنة ، وليس لأنهم صبغوا بالسواد لا يدخلون الجنة ، كما تقول مثلاً : ( يأتي أقوام لهم بطون كبيرة لا يدخلون الجنة ) ؛ فأنت تصف أشكالهم فقط ، لا أن فعلهم هو نفسه المحرّم .
- فأنت ترى أن منشأ الخلاف هو من الصحابة أنفسهم ، وهم أنفسهم اختلفوا على مدارس ومذاهب عدة ، وكانوا كلهم تحت مرأى ومسمع النبي وهو يراهم ويرى خلافهم ويقرهم عليه ، إذ لو كانوا على خطأ لنزل الوحي بتصحيح مسارهم ، فلما لم يكن ذلك ؛ علمنا أن النبي أقرهم على خلافاتهم في فهم نصوصه ، سواء أجروه على ظاهره ، أو علّقوه على علّته وسببه .
- ولا يجوز طعن العلماء ببعضهم إن كان خلافهم معتبراً ومروياً عن المذاهب الأربعة ، ويجوز لمن شذّ بالفتوى وأفتى باطلاً التحذير منه علناً .
- وللمزيد ؛ راجع ( إعلام الموقّعين ) لابن قيم الجوزية الدمشقي الحنبلي ، فستجد فيه ما يصعب عليك فهمه وتستشكله .
- وأما الأخير ؛ فكل الفقهاء يعملون بهذه القاعدة فعلاً عند العجزِ ، وهو الذي نزلتْ لأجله الآية ، ولكنك لم تحط بمسائل الفقهاء ، فاستشكلتَ هذه كذلك وأشكلتها على غيرك .
- وبس .
التعليقات مغلقة.