حرب المائة عام
خلال العام 1337 من القرن الرابع عشر، قرر الملك البريطاني «إدوارد الثالث» أن عرش فرنسا ملك له. وعليه قاد جيوشه الجرارة من «إنجلترا« وحتى «مملكة فرنسا»، حينها، ليعيد ما ادعى بأنه له. وكأن الملك «إدوارد» ورّث الإنجليز حرباً، استمرت خلالها هذه المعارك حتى 116 عاماً، الجد يورث سلاحه للأب الذي يورثه بدوره لابنه. ولم تنتهِ هذه الحرب إلا في العام 1453 من القرن الخامس عشر.
بداية الحرب :
بدأت الحرب بالملك إدوارد الثالث الذي ورث العرش بعد أن أطاحت أمه الفرنسية إيزابيلا بوالده إدوار الثاني وزجت به في برج محصن مات فيه تحت ظروف غامضة.
وكملك شاب كان على إدوارد أولًا أن يتخلص من سيطرة أمه المتغطرسة التي قضت السنوات الأولى من توليه الحكم تحكم من خلاله ، إلا أنه عندما تمكن من فعل ذلك باشر سريعًا في فعل ذلك مع باقي الأمة الفرنسية.
الأراضي الفرنسية المتنازع عليها:
يكمن أصل المشكلة -كما هو معتاد- في الأرض ، فمنذ ويليام الفاتح الذي كان دوق نورماندي قبل عام ١٠٦٦ امتلك الملوك الإنجليز أراضٍ في فرنسا ، وقد ورث حفيد ويليام الأكبر الذي يسمى هنري الثاني
وكانت تلك الممتلكات مصدر احتكاكات مستمرة بين الفرنسيين والإنجليز والتي عادةً ما كانت تسفر عن حرب كاملة ، حيث خسر ابن هنري الذي -يدعى چون- أنچو وأقطانيا وتقريبًا إنجلترا كلها في حربه مع فيليب الثاني ، واحتفظ الملوك الإنجليز بسيطرتهم على منطقة صغيرة حول جاسكوني.
ثم وصلت الأمور ذروتها في مايو عام ١٣٣٧ عندما قام الملك فيليب السادس بمصادرة جاسكوني من إدوارد ، فأجاب إدوارد بطريقة لم يتوقعها فيليب حيث أعلن نفسه الملك الشرعي لإنجلترا وفرنسا.
اندلاع الحرب:
قام ذلك بإحياء الخلاف القديم الذي كان قائمًا لسنوات مضت ، وليس واضحًا ما إن كان إدوارد -عندما أعلن نفسه ملكًا شرعيًا- قد اعتقد فعلًا أنه يمكن أن يصبح ملك فرنسا أو كان ذلك مجرد استراتيچية لتحفيز طبقة النبلاء المحتدمة في فرنسا أو كانت طريقة لإعطائه موضع قوي للتفاوض ، في كل الحالات أصبحت الحرب شيئًا لا مفر منه.
وفي المائة سنة التالية انخرطت إنجلترا وفرنسا في معارك مستمرة ، وقد مالت القوى لصالح إحدى البلدين في بعض الأوقات ولصالح البلد الأخرى في أوقات أخرى.
وقد خُلِّد إدوارد في التاريخ نتيجة لسلسة الانتصارات الساحقة التي حققها في معركتي كريسي وبواتييه وتم الترحيب به ملكًا مثاليًا ، وعلى الرغم من أن مكاسب إنجلترا لم تدم كلها إلا أن الحرب غيرت طبيعة العلاقة بين فرنسا وإنجلترا للأبد ، ومهدت الطريق لبروز إنجلترا الصغيرة كقوة عظمى في أوروبا.
التعليقات مغلقة.