قالوا إنَّ اللهَ وهْوَ مِلْءُ اللاهوتِ حلَّ في المسيحِ واتّحدَ بناسوتِه كاتّحادِ الماءِ باللبنِ في الكاسةِ التي بين يديّ !
- قالوا إنَّ اللهَ وهْوَ مِلْءُ اللاهوتِ حلَّ في المسيحِ واتّحدَ بناسوتِه كاتّحادِ الماءِ باللبنِ في الكاسةِ التي بين يديّ !
- قلتُ : الاتّحادُ هو صيرورةُ الشيئينِ شيئاً واحداً ؛ إمّا بِعدَمِ أحدهِما ، أو بنتاجِ نوعٍ ثالثٍ كاتّحاد الماء باللبن ، فليس هوَ ماءً محضاً ، ولا لبناً محضاً ، وإنّما هوَ مادة بينهما باستحالةِ الماءِ واللبنِ وتغيّرهما واختلاطهما ، وأمّا اتّحادٌ بغير ذلكَ فلا يكونُ .
- ثمّ إنّ المُتّحدَ فِعلُه واحدٌ ، وأثرُهُ واحدٌ ، فلو ضُرِب الخليطُ بملعقةٍ ؛ فلا يكونُ المضروبُ الماء دونَ اللّبن ، وإنّما يقعُ الضربُ على كليهما ، وذلكَ مُلزمٌ لأن يكونَ الضّربُ الذي تعرّض له المسيح قبل صلبه ( بحسبِ اعتقادهم ) واقعٌ على اللّاهوت والنّاسوت معاً ، وهم يقولونَ : ( المسيح تألَّم بناسوته ، واللّاهوت لا يتألّم ) ، وهو قولٌ ينقضُ الاتّحادَ ، ولا يُثبتُ إلا الفرقةَ والتعددَ ، أي بإثباتِ أقنومين وطبيعتينِ ، وهو قولُ نَسْطُورُس بطريرك القسطنطينية (ت 451م) ، وليس هذا دينُ النّصارى ، بل يُؤمنونَ بأقنومٍ واحدٍ ؛ بطبيعةٍ واحدةٍ أو بطبيعتينِ على خلافٍ بينهم . وبس .
التعليقات مغلقة.