تمثال الملك تحتمس الثالث من متحف الأقصر , يوجد علي وسط الحزام الذي يربط اللبس الملكي الشنديت اسم الملك وينطق mn ḫpr rꜥ من خبر رع والذي يعني تبقي هيئات أو صور رع .
يُعد الملك تحتمس الثالث من أهم ملوك التاريخ المصري القديم بالتحديد الأسرة الثامنه عشر يوجد أقاويل و اراء كثيرة عن صراعه مع حتشبسوت ولكن الأهم لنا أنه وصل إلي الحكم وهو يعي جيدا الفنون الحربيه بفضل إداعه بواسطة حتشبسوت في مدرسة حربية يقول البعض لكي تنفرد بالحكم ويقول الآخر لكي يتعلم فنون القتال وتقوية ولكن الأهم أنه بفضل ذلك أصبح امبراطور مصري يفهم ويعي جيدا فنون الحروب و القتال لاسيما اشهر حروبه معركة مجدوا
ما قبل معركة مجدوا :-
في أواخر عهد حتشبسوت بدأت العديد من الولايات الاسيويه أن تتمرد علي الحكم المصري وسمح لهم ذلك عدم اهتمام الملكة حتشبسوت بالشئون الخارجية الآسيوية ولكن اهتمت بالشئون الافريقيه و توطيد العلاقات بينهما ، وكان التمرد الآسيوي علي الحكم المصري لم يكن فرديا ولكن كان مؤامره منظمة ضد السيادة المصرية في آسيا والذي قادها امير قادش الذي شحن صدور الولايات الاسيويه تجاه السيادة المصريه ، بالاضافه الي ذلك دولة ميتاني الارميه كانت تساند هذا التمرد خوفا من توغل النفوذ المصرية في آسيا خوفا علي مصالحها .
ولم يقف التحالف علي الولايات الاسيويه فقد بل كان طرف آخر ، طرف كـ النمر ينتظر فريسته لكي ينقد عليها وهو الهكسوس الذين طردهم احمس الأول والذي فر منهم البعض الي آسيا فـ بدأوا في تدبير المؤامرات واشتعال الأزمات ضد النفوذ المصري في آسيا بعدما اهملت حتشبسوت الشئون الخارجيه الاسيويه وسعوا بما أوتوا من قوه فجمع القبائل الاسيويه تحت زعيم قادش وبلغ عددهم ٣٣٠ أميرا ، وقد أسرعوا الي احتلال حصن مجدوا ، والذي يدل علي وجود الهكسوس هو نص الملك تحتمس الثالث فيقول عن نفسه ( حارب الهكسوس الذين هاجموا ) .
وسبب اختيار حصن مجدوا لأن مدينة مجدوا كانت مركزا حربياً و مانعا طبيعياً في مواجهة الجيش المصري لوقوعها بين سلسلة جبال لبنان .
احداث المعركة كما جاء في النصوص الخاصه بالملك :-
عندما تولي تحتمس الثالث الحكم كانت تظهر الشعوب الآسيوية معارضتها للملك جهرا ، ويتضح ذلك في بدأ نصوص الملك الحربية بقوله ” ابتداء من برزا ( شمال اليهودية قرب شاطئ فلسطين ) وحتي مستنقعات النهر ( الفرات ) خرجوا علي سلطاني وشقوا عصا الطاعه علي ” وذكرت أيضا النصوص المصرية أن الملك خرج من القاعده العسكرية ثارو في شرق الدلتا و زخف بجيشه و سلك طريق حورس الحربي في العام الأول من حكمه ، و كان هدفه كما جاء في النصوص ” أن يقهر العدو الخسيس ، وان يمد حدود مصر وفق أوامر أبية امون ” ووصل الي غزة في تسعة أيام ومن ثم الي يحم في عشرة أيام هكذا وصل تحتمس الثالث بجيشه الي جبل الكرمل ، كان عدد جيشه مابين ١٠ الي ١٥ الف اغلبهم من المشاة .
بعدما وصل الملك الي جبل الكرمل اجتمع بأعضاء مجلسه الحربي ليستشرهم فاي طريق افضل أن يسلكه من ثلاث طرق للوصول إلي العدو فقال لهم ” أن العدو الخسيس في قادش قد دخل الي مجدوا وهو هناك في هذه اللحظه ، وقد استطاع أن يضم إليه أمراء الاراضي الموالين لمصر حتي نهرين ، من سوريين بخيلهم و جنودهم و شعوبهم ، وأنهم يحاربون في مجدوا فماذا ترون ؟
وخيرهم بين الثلاث طرق للوصول إلي مجدو من حول صفح جبل الكرمل :-
١- طريق تاعناخ وهو يبعد ثمانية كيلو مترات الي الجنوب الشرقي من مجدوا
٢-الثاني هو طريق ناحية الشمال من بلدة جفني
٣- أما الطريق الثالث هو طريق عارونا وهو اصعب الطرق من حيث المساحه فإنه محصور بين شُعب من جبال الكرمل ولا تتسع لأكثر من عربة واحده ولكنة اقرب ويؤدي الي مجدوا مباشرة
- أما الطريقين الآخرين واسعان ولكن ينحرفة قليل عن مجدوا
فقد احس مجلس تحتمس الثالث أن الملك يريد أن يسلك الطريق الضيق فقالوا له ” كيف يستطيع إنسان أن يسير علي هذا الطريق البالغة الضيق ” وكذلك خشوا أن يكون العدو قد نصب لهم كمين واحتلوا مرتفعات الطريق الضيق فقالوا للملك أيضا “هناك أنباء تقول إن الأعداء ما يزالون في الخلاء ، يفوقون الحصر عددا ، ثم إنه لن يستطيع جواد أن يسير بجوار جواد اخر في هذا الطريق فضلا عن أن يمكن للأعداء الهجوم علي مقدمة الجيش ويحار مقدمتة وفي المقابل موخرة الجيش لا تحارب ، وإن هناك طريقين اخريين الاول ينفتح الي تاعناخ و الاخر من جفني ، وكلاهما يصل بنا الي مجدوا ، فليسلك مولانا أي طريق يشاء من هاتين الطريقتين ولا يدعنا نتابع السير في هذا الطريق الوعر ” وبذلك نري رأي القاده وهو عدم السير في طريق عارونا الضيق و تركوا للملك الاختيار ، ولكن تحتمس الثالث بحكمتة العسكرية الفاذه رأي أن يسلك طريق عارونا لمفاجأة العدوا ففي الطبيعي يسلك الجيش المصري الطريقين الواسعين لذلك نصب العدوا الكمائن في هذه الطرق الواسعه ، وبذلك أنقذ تحتمس الثالث الجيش المصري من الهلاك باتخاذه الطريق الضيق وظهرت حكمتة أيضا في تقدمه الجيش المصري أثناء السير في الطريق الوعر الضيق لكي يطمئن جنوده ويبث فيهم الثقة والتطمئنينه ، واجتاز الطريق بنجاح في يوم كامل دون أن تشعر بيهم قوات العدوا الذين نصبوا للجيش المصري الكمائن علي الطريقين الواسعين .
وباغت تحتمس الثالث جيش العدوا وهجم عليهم وهو علي رأس الجيش ثم تقهقر العدوا وساد الزعر فيهم ، و تشتت جيشهم وساد الهرج والعشوائية والخوف بسبب التنظيم الجيد وسرعة رد الفعل و مهارة القتال للجيش المصري ، وبعد الانتصار علي الجيش الآسيوي ، الجنود المصرية كانوا فارحين بسبب هروب الجنود الاسيويه وتركوا الغنائم الكثيرة خلفهم وانتصر الجيش المصري انتصار عظيم بقيادة الامبراطور تحتمس الثالث.
التعليقات مغلقة.