تقول الأدبية الأميركية هيليين كيلر ”بكيت لأنني لا أملك حذاء، حتى اليوم الذي رأيت شخصا لا يملك قدمين”
تقول الأدبية الأميركية هيليين كيلر ”بكيت لأنني لا أملك حذاء، حتى اليوم الذي رأيت شخصا لا يملك قدمين”
كما يعلم الجميع فأحيانًا لا ندرك حجم النعمة التي بين أيدينا حتى نذوق خسارتها، هذه بلا شك حقيقة مُسَلَّمٌ بِهِا،
- عندما عُرض مسلسل #قيامة_ارطغرل مترجم على بعض مواقع الانترنت فى بداية عام 2015 كان هناك توجه عام بين معظم الشعوب العربية بمتابعة هذا المسلسل الرائع،
وكأننا كنا فى “مجاعة” ثقافية وفنية وأخلاقية وبطولية !
تابعنا وقتها المسلسل بشغف وبدون ملل ، كانت أحداثه مكررة أحياناً ومملة أحياناً أخري، لكننا لم نسخر منه أو نَستهزءُ به وهذا ما نراه للأسف فى تعليقات العرب الآن!
ومع مطلع عام 2017 انتشرت سيرت مسلسل ارطغرل بين الناس بشكل عفوي كـ “النار في الهشيم” وبدأ المسلسل يتحول من المشاهدات المليونية إلى المليارية حول العالم ، إستطاع أن يأخذ نصيب الأسد من المشاهدات على حساب مسلسلات القذارة والسَفالة والدعارة والبلطجية،
ذهب المسلسل بالمشاهد المسلم إلى عصر ذهبي من عصوره المفقودة، جعله يفتخر بدينه وإسلامه، وكأنه أصبح ملك من ملوك الدنيا يسير بكل فخر بين الناس !
وفى الوقت الذي كان الهجوم متصاعداً فى كل بقاع الدنيا على الإسلام والمسلمين بشكل وحشي وقاسي جداً ودموي، كان هذا المسلسل يعطيك جرعات مُكثفة من الصبر والإرادة والأمل والأخلاق والمروءة والقوة (وقتها أدرك الجميع ما تعنيه كلمة القوى الناعمه) - تخيلوا يا سادة بعد كل هذا، وبعد أن قدم لنا السوق التركي فى الوقت الحالي أكثر من مسلسل بطولي من أجل المنافسة الشريفة أصبحت ثقافتنا ثقافية السخرية والشتم والاستهزاء من كل شيئ، وأنا قد تابعت فى الأيام القليلة الماضية الكثير من تعليقات إخواننا التركـ والباكستان والبنغال وشعوب البلقان وغيرهم، على الحلقة السابقة تحديداً من مسلسل المؤسس عثمان، ولم أجد أي سخرية أو استهزاء إلا من العرب، نعم هناك الكثير من النقد، لكنه النقد البناء الإيجابي الذي يبني ولا يهدم، النقد الذي يطلب تعديل الأخطاء السابقة، أما عن شعوبنا العربية فحدث ولا حرج، إستهزاء وسخرية وسب وشتم وغير ذالك الكثير،
وأكثر ما أتعجب منه هو ما يحدث للمؤلف محمد بوزداغ هذه الأيام، وهو الذي كتب مسلسل قيامة ارطغرل ومن بعده المؤسس عثمان، هذا الرجل العبقري المحترم هو الذي وَضَعَ اللَّبِنَةَ الأُولَى للمسلسلات الإسلامية التاريخية فى العالم كله
التعليقات مغلقة.