سورة آلعمران من الآية 130 حتى 140
بعد التحذير من الربا في الآية 130 جاء الحض على النفقة آية 134 وهو يذكرنا بسياق مر معنا في سورة البقرة لكن عكس هذا حيث جاءت آية( الذين يأكلون الربا لا يقومون ) بعد آية (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار )
.
آية (وسارعوا) ذكر عرض السماوات والأرض كمساحة لعرض الجنة كوصف مكاني
. بعد ذكر المغفرة . وذكر بعدها بآيتين الخلود كوصف زماني بعد ذكر المغفرة
. لأن ترك الربا يعين عليه تذكر سعة فضل الله وقد قال تعالى (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ) وقال تعالى (﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾
[البقرة: 261].. بينما ذكر الخلود الزماني مناسب لعدم الإصرار على المعصية لأن حقيقة التنازل عنها بعد مضيها هو التنازل عن جزء من العمر كجزء من النفس . وذكرياتها الحميمة بل وكرهها والندم عليها ونحن نشاهد بعض الناس يعتزون بماضيهم ومنجزاتهم في المعصية مع أن سنهم لا يناسب ذلك ولن
يعودوا لها . ضنا بأعمارهم الماضية على حد قول ابو نواس (اتراني يا عتاهي تاركا تلك الملاهي مفسدا بالنسك بين المرد جاهي ) والآية قبلها جمعت الانفاق وكظم الغيظ والعفو وكلها بذل من النفس كما جمع الحديث الشريف (ما نقص مال من صدقة وما زاد الله بعفوا عبدا الا عزا ومن تواضع لله رفعه ) الحديث بمعناه .
وكل ذلك يجمعه مسمى واحد هو خلق السماحة
.
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) فيه أن نشر ما يلاقيه أهل الكفر والمعاصي من نقص ونكد من أبواب الهداية وكذلك فوارق الاستمتاع بالنعمة الواحدة التي عند المؤمن وعند المنحرف
.
ليس تمكين الظالمين محبة من الله لهم ولكن امتحان للمؤمنين وصدق إيمانهم ومحبة الله لعباد يريد أن يتخذ منهم شهداء . ولفظة يتخذ فيها دفء الاصطفاء والدوام الودود . بخلاف ما لو قيل (ويجعل منكم )
.
مما ذكر في التفسير ( وجنة عرضها السماوات والأرض، لكل واحد من المؤمنين
.
وفي الآيات من صفات الصحابة حبهم للموت لما يفضي إليه من لقاء الله ورحمته إذا كان على الطاعة والجهاد
التعليقات مغلقة.