ما تيجي اصدمك، واثبت لك قد إيه بعض العقول البشرية ساذجة وممكن تتخدع بسهولة لدرجة إن شخص يقتنع بإلوهية إنسان زيه من لحم ودم، وكمان يسجد له!
اللي في الصور دا شخص هندي اسمه ساتيا ساي بابا واعظ من الديانة البوذية، الشخص دا كان فاضل حاجة واحدة بس يعملها قبل ما يموت، إنه يقول للناس اللي بتتبعه إنه إله!
(ساتيا) كان بيتبعه ملايين من جميع دول العالم تقريبًا، يسافروا مخصوص علشان يسجدوا له ويلمسوا رجله وياخدوا بركته!
سنة 1926م اتولد (ساتيا ساي بابا)، والاسم معناه “جنة الحق”، والاسم الحقيقي (ساتيا راجو)!
زعيم ديني وفيلسوف وشاعر وواعظ وخطيب هندي بليغ اللسان.
سنة 1960م بدأ يظهر حيَّله للعالم كله، وبالأخص للدول الغربية، وبدأت الناس تتبعه، وأطلقوا عليه لقب “المعلم الروحي”.
البابا (ساتيا) “زي ما كانوا بيطلقوا عليه” كان عايش في قرية فقيرة وبيت فقير ومتركش البيت لحد ما مات، وكان دايمًا بيلبس ملابس بسيطة جدًا عبارة عن جلباب أحمر، وكان بيظهر حافي القدمين.
كان رمز لحركات ومؤسسات خيرية وإجتماعية بأعداد مهولة منتشرة في 166 دولة حول العالم!
سنة 2003م قدام آلاف من الناس وكاميرات بتصوره علشان ملايين يشوفوه، ظهر (ساتيا ساي بابا) وبدأ يشرب حوالي 20 كوباية مياه، وبعد شوية بدأ يواجه صعوبة في التنفس وكأنه بيحاول يخرج حاجة من فمه، الناس كلها واقفين حواليه مذهولين من المنظر، ومستنيين المعجزة.
بدأ يتخنق، يترعش، يعرق، أتباعه بدأوا يلفوه بالمراوح من كل اتجاه، بيمسح عرقه، بيتلوى ببطء كأنه بيطلع في الروح، وفجأة، تقيأ على الطرابيزة من فمه بيضة دهب، والناس اترعبت من المنظر ومكنتش مصدقة.
تصقيف، تعظيم، سجود، تهليل، اندهاش، معجزة حصلت قدامهم لا تُصدق.
(ساتيا) أقنع الناس إنه بيمتلك معجزات، وتم تصديقه بصورة كاملة!
في تصوير له على التليفزيون، دخل عليه واحد عجوز مشلول، بدأ يلمسه، ويؤمره بالوقوف، الراجل بدأ يتحرك، ووقف، واتحرك، ومشي!
(ساتيا) كان دايمًا لما يظهر يفضل قاعد صامت، والناس مبتنزلش عينيهم من عليه كأنهم منومين مغناطيسي!
لو عجبه شخص معين بينادي عليه، ولو الشخص سعيد الحظ بيعرف يوصل له بنفسه، يبوس إيده، يلمس رجله، يقرب منه ياخد كرامات، ويسجد!
فيبدأ (ساتيا) يحرك إيده بشكل دائري، فتظهر فيها فجأة سلسلة دهب أو خاتم دهب أو ساعة دهب، وبيلبسه للي قدامه، آلاف الناس من أنحاء العالم كانوا بياخدوا منه دهب، كرامة كبيرة منه، دا طبعًا غير إنه كان بيبيض بيضة دهب من فمه!
كان بيستمع للناس، وكانوا بيكتبوا له أمنياتهم في ورق وبياخدها، وبيحققها لناس كتير منهم!
لما كان بيقرب من الناس اللي جايين ياخدوا منه كرامة، كان بيرمي في إيديهم تراب، بيقول إنه مقدس، والناس كانت بتعامل التراب دا على إنه نازل من السما!
الراجل دا كان مشهور في العالم كله لدرجة إن الناس كانت بتروح له من كل مكان، أجانب وصينيين بيض سُمر، أغنيا وفقرا وكل الجنسيات تقريبًا علشان يسجدوا له وياخدوا كرماته!
لما كان بيدخل مكان كان بيُقام احتفال مهيب، بيشيلوه على عرش خشبي وبيتعمل قدامه عرض عسكري كبير، وأحيانًا بيحضر فيه وزراء ورتب تقيلة لتشريفه!
الناس لما كانت بتسجد كان بيديهم أحيانًا هدايا بشكل عشوائي عبارة عن دهب، وماحدش عارف كان بيجيب كمية الدهب دي كلها منين، بس بما إنه كان رمز لكل المؤسسات الخيرية دي، فهو كان بيجيب الدهب دا بفلوسهم اللي بيتبرعوا بيها من جيوبهم، ويرجعها لهم تاني على هيئة دهب!
الناس اللي كانت بتتبع (ساتيا) كانت أكبر أمنية عندهم إنهم يقفوا قدامه ويبوسوا إيده ورجله!
(فرانك بارانوفيسكي) المتخصص في تصوير الهالات فوق البنفسجية، التقط له صورة ظهر فيها حواليه هالة بنفسجية.
(فرانك) قال إنها مستحيل تكون لإنسان عادي، أو شخص بشري!
سنة 2011م توفي (ساتيا ساي بابا) عن عمر يناهز الـ85 سنة، واتعمل له مراسم دفن مهيبة حضر فيها ملايين الأشخاص من بلاد كتير، وزعماء دينيين كتير من ديانات مختلفة طلعوا واتكلموا عنه بحزن في مراسم الدفن!
الناس كانت بتبكي بحرقة، وإعلاميين كتير كانوا بيغطوا الحدث.
رئيس الوزراء الهندي ورئيس البرلمان حضروا مراسم الدفن، واتعمل له تكريم عسكري مهيب وأطلقوا الرصاص في الجو حزنًا عليه!
بدأوا في دفنه، ورغم إنه كان بوذي، والبوذيين بيحرقوا الجثث، دفنوه بطريقة مختلفة تمامًا، وغالبًا هو اللي كان طالب علشان يلفت الأنظار حتى بعد موته، دفنوه بالطريقة الإسلامية، في مقبرة تحت الأرض!
لحد ما مات، ماحدش شكك فيه نهائي، ولأن اللي بيتبعوه معظمهم كانوا هنود، ولأن الهنود من الناحية الدينية مشتتين فكريًا وعندهم سذاجة غير عادية، كانوا بيخافوا يبحثوا ورا حقيقته لا تصيبهم لعنة البابا (ساتيا).
عاش ومات بالشكل دا، وماحدش في يوم قال له إنه كاذب.
الناس كانت بتقدس (ساتيا) لدرجة إنهم كانوا على وشك ياخدوه إله، وكانوا مقتنعين إنه منزل من السما، ومش بشري!
عزيزي القارئ، بعد موت (ساتيا) الوصول لحقيقته كان صعب جدًا، ومع المحاولات الكتير، الكلام عنه بقى أكتر!
لدرجة إن فيه ناس قالت إنه ساحر ودجال باع روحه للشيطان، وبسبب كدا امتلك قدراته المخيفة.
ولكن، بعد فحوصات كتير في الفيديوهات اللي اتصورت لـ(ساتيا)، اكشفوا إنه مجرد نصاب، ونصاب فاشل كمان، بيعرف نوعًا ما يستخدم خفة إيده، واستغل عواطف الهنود وعدم إدراكهم الكاملة بماهية الإله الحقيقي “الله الواحد الأحد”، ولأنهم مشتتين دينيًا، وساذجين بدرجة كافية لتصديقه.
في فيديو ليه كانت فيه سيدة أجنبية واقفة قدامه بتنحني، وفي حركة خفيفة مسك إيد شخص من التابعين له وخد منه خاتم دهب كان مخبيه معاه، وبعدين لف إيده بشكل دائري كأنه ظهر من الهوا، وبعدين لبسها الخاتم وهي مصدومة.
في معظم الفيديوهات اللي ظهر فيها (ساتيا) وهو بيدي الناس سلاسل دهب، كان بيبقى ضامم إيد شايل جواها السلسلة، وبخفة إيد يسحبها في الإيد التانية ويلفها في دوائر ويسلمها للي قدامه.
أما بالنسبة للمصور (فرانك بارانوفيسكي) ورأيه اللي قاله، فواضح جدًا إنه تم رشوته بطريقة ما، وواضح إن (ساتيا) مكنش شخص لوحده، أكيد وراه منظمات كتير بتدعمه، ودليل المؤسسات اللي هو رمز ليها.
الموضوع اللي كان قالب العالم فعلًا هي البيضة الدهب اللي بيطلعها من فمه، ودي كانت عاوزة تدقيق كبير جدًا.
(ساتيا) لما كان بيطلع البيضة الدهب، كان في نص الوقت بيتظاهر إنه بيعرق، أو إن المياه بتدلق من فمه، فبيطلع منديل ويفضل يمسح بيه وشه، ولكن الحقيقة إن المنديل دا كان بيبقى فيه البيضة، وهو ماسكها بصوابعه، ولما بيمسح فمه بيحطها في فمه بطريقة غير ملحوظة، وبعدين بيتقيأها علشان يصيب الناس بالصدمة!
لما (فرعون) قال لقومه أنا ربكم الأعلى، كان وقتها فيه جهل ديني وعدم إدراك لدرجة كافية تخليهم يصدقوه، ومعظمهم اتبعوه خوفًا من بطشه وظلمه الجبار، ولكن لما واحد زي (ساتيا) يظهر ويقول إنه منزل من السماء وعنده كرامات ويضحك على ملايين الناس في حين إنه ضعيف وفي وقت الناس عندها إدراك ووعي كامل يعني إيه إله، تبقى كارثة، ووقت ظهور المسيح الدجال الموضوع هيبقى مرعب جدًا، لأن وقتها هتكون المعجزات فعلًا حقيقية، والناس مش مدركة بشكل كافي، تصور الأمر بس لوحده كافي يصيبني بالفزع!
ولكن اللي لازم تعرفه فعلًا إن الهند مكان مريب وغريب جدًا من الناحية الدينية، اللي يخلي ناس تقدس البقر وتعبدها أو تسجد لها وتشرب من بولها، يخليهم يعبدوا إنسان بشري لحم ودم زيهم!
ولو عاوز تتفرج على فيديوهات كتير جدًا لـ(ساتيا ساي بابا)، ممكن تبحث مثلًا على يوتيوب بالاسم: Sathya sai baba
صدقني هتتصدم، وبعدين هتلاقي ناس كتير كاشفة الحقيقة زيي كدا.
التعليقات مغلقة.