النهاية المأساوية لسلالة رومانوف
نيقولا الثاني (1868-1918م) قيصر روسيا وآخر قياصرة روسيا قبل الثورة البلشفية، حكم من عام 1894م حتى عام 1917م . ولد نيقولا الثاني في سان بطرسبرج ، وخلف أباه القيصر ألكسندر الثالث ، طرد اليهود من كبرى المدن الروسية في 1 أكتوبر 1898. وقد بدأ حكمه في فترة نمو صناعي وثقافي ، فقد تطورت صناعات الفحم الحجري والنفط والنسيج والحديد بسرعة. وازدهر الأدب والعلوم وغيرهما من فروع المعرفة. واجهت نيقولا الثاني مشكلات مزمنة لم يستطع حلها و احتدمت التناقضات السياسية والاجتماعية التي أدت الى قيام ثورة 1905 – 1907 وثورة 1917 ، ففي عام 1914 قام القيصر بإدخال روسيا في الحرب العالمية الأولى رغم أن البلاد لم تكن مهيأة لها،
فتعرض للكثير من الهزائم ، وقضى عدد ضخم من الشعب الروسيٍ نحبه في تلك الحرب ، فقامت الطبقات الوسطى على الفور غاضبة بلا حدود
تدعمها مجموعات عديدة تدعو للإصلاح بالمطالبة بتغيير الحكم ، فتنازل نيقولا الثاني عن العرش بعد قيام ثورة فبراير 1917 ووُضع وأسرته تحت الإقامة الجبرية في قصر تسارسكوي سيلو .
و في صيف عام 1917، تم نقل نيقولا الثاني مع عائلته إلى المنفى في توبولسك بموجب قرار من الحكومة المؤقتة وفي 30 ابريل عام 1918 نقله البلاشفة إلى مدينة ييكاتيرينبرغ . وفي 17 يوليو من عام 1918 و قبيل الفجر ، قام ياركوف
يورفسكى على رأس فرقة من الجنود الهنغاريين باقتحام قصر القيصر الروسى نيقولا الثانى وتوزعوا على غرف نوم القصر وأيقظوا القيصر وزوجته وأبناءه وحاشيته والعاملين فى القصر من الخدم وغيرهم وأمروهم بارتداء ثيابهم، قبل أن يقتادوهم إلى أحد أقبية المنزل . كان القبو خاليا من الأثاث حتى إن الإمبراطورة طلبت مقعدين لها ولابنها . لكن لم تمض سوى لحظات حتى لحقت بهم فرقة الجنود الهنغاريين وأوقفوا القيصر وأسرته وكل من فى القصر فى صفوف واتخذ الجنود وضع إطلاق النار وقال ياركوف للقيصر بأن الثوار السوفيت أصدروا عليه حكما بالإعدام . وصاح القيصر فى عجب : «ماذا؟ماذا؟» . لكن الجنود فى هذه الحظة كانوا قد بدأوا إطلاق الرصاص على القيصر نيقولا الثانى وعلى زوجته وأطفاله . سقط القيصر أولاّ وإحدى بناته وعندما انتهى الوابل الأول من الرصاص كان بقية البنات وولى العهد لا يزالون أحياء لكنهم كانوا متجمدين من الرعب والخوف فقام ياركوف وجنوده بطعنهم بسونكى بنادقهم فى صدورهم غير أن بعضهم ظل على قيد الحياة
وعلى شفير الموت فأطلقوا النار على رؤوسهم من مسافة قريبة ثم شقوا صدر القيصر وزوجته وحملوا الجثث إلى خارج المنزل .
دفن القتلة جثامين ضحاياهم من أسرة رومانوف القيصرية بعد تعرضها للتقطيع والحرق والتذويب في حمض النتريك لإخفاء هوياتها . وبعد مرور 73 عاما على مقتل القيصر الروسي نيقولا الثاني وأفراد أسرته قبل اكتشاف بقايا رفاتهم في عام 1991، وتم استخراج تسع مجموعات من رفات الضحايا من أصل 11 جثة مفترضة وتم التوثق منها باستخدام تحليل الحمض النووي. ثم وجد رفات اليكسي واحدى شقيقاته في مكان مختلف عن مكان دفن الجثث التسعة الأخرى بغرض تضليل من يبحث عن الرفات . وفي عام 2000 أعلنت
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن تقديس القيصر وأسرته بصفتهم من المضطهدين، وتم إنشاء كنيسة “معبد على الدم” في عام 2003 والتي بنيت مكان البيت الذي شهد آخر الأيام من حياة القيصر وجميع أفراد أسرته وطبيبهم الشخصي وثلاثة من خدمه في يكاتيرينبورغ .
التعليقات مغلقة.