🚩 ⚜ المغول في العصر الإيلخاني 1
✴ أولا خانية مغول فارس جواهر
( الإيل خان) هو مصغر خان للدلالة على تبعيته للخان الأعظم فى العاصمة قراقورم ؛ أو الإمبراطور المغولى لإمبراطورية المغول الأم التي أسسها جنكيز خان ..
و تعود تسمية الدولة الإيلخانية بهذا الإسم إلى هولاكو خان الذى لُقِّب بإيلخان، وهى كلمة مكونة من مقطعين «إيل» بمعنى تابع، و «خان» بمعنى ملك أو حاكم، . ويعد «هولاكو» المؤسس الأول لسلسلة سلاطين المغول فى «إيران» و «العراق»و أجزاء من آسيا الصغرى (الأناضول) التي سميت إيلخانية مغول فارس التي أسسها خلال القرن الثالث عشر الميلاديّ ..
وقد شكَّلت إيران المُعاصرة لُبَّ هذه الدولة، التي ضمَّت أيضًا أجزاءً واسعة من البلاد المُجاورة لِإيران، كالعراق وأذربيجان وأرمينيا وأواسط تُركيَّا وشرقها، إضافةً إلى أفغانستان وبعض پاكستان وتُركمانستان ؛ وظل المغول يحكمون هذه البلاد من سنة (654هـ – 1256م ) حتى سنة(756هـ – 1356م) تقريبا. (*1)
وقد تنقلت عاصمتها من مراغة (1256–1265م)
إلى تبريز (1265–1306م) ثم سُلطانيَّة (1306–1335م)
بعد انكسار التتار في عين جالوت (658 هـ – 1260م)؛ ثم وفاة «هولاكو» سنة ( 663 هـ- 1265م)، و في عهد خلفه (إبنه) «آباقا خان» ، جنحت الدولة الإيلخانية إلى الاستقلال عن العاصمة المغولية، فى أمور السياسة والحكم – وكأن حكامها مستقلون تمامًا عن العاصمة قراقورم.
وقد ساعد على ذلك تفتت الإمبراطوريَّة المغوليَّة الذي كان قد بدأ سنة (1259م) قبل وفاة هولاكو و كان ذلك سببا لعدم حضوره عين جالوت ؛ فقد أصبحت الدولة الإيلخانيَّة دولةً مُستقلَّةً بِنفسها بِحُكم الأمر الواقع.على أنَّ حُكَّامها استمرُّوا يُقدمون فُرُوض الولاء والطاعة إلى الخاقان الأكبر *إحتراما لجنسهم .
اشتهر مغول فارس في عهودهم الأولى قبل تحولهم للإسلام اشتهروا بقساوتهم الشديدة مع جيرانهم المُسلمين، .و قد تحالف المماليك مع مغول القبيلة الذهبيَّة المُسلمين لِقتال الإيلخانيين، ممَّا أدَّى إلى اندلاع حُروبِ عديدة بين الإيلخان وأنسبائهم المغول .
تعاقب على عرش إيلخانيَّة فارس بعد وفاة هولاكو أبناؤه وأحفاده وغيرهم من غير سُلالته، لكنَّ أفراد هذه الأُسرة عجزوا عن مد نُفُوذهم إلى المناطق الجنوبيَّة الغربيَّة، إذ تعرَّضوا لِهزائم مُتكررة على يد المُسلمين تحت راية المماليك، هذا في الوقت الذي تعرَّضت فيه الأُسرة الإيلخانيَّة لانشقاقاتٍ داخليَّةٍ صدَّعت كيانها.
وكان من أهم آثار الحُروب التي قامت بين المماليك وإيلخان فارس أن ظهرت فجوة قامت سدًا منيعًا بين العالمين الإسلامي والمغولي، وأخذ التأثير العربي يخف ويتراجع في بلاد فارس، ويحل مكانه تأثيرٌ فارسيٌّ ممزوج بِالصبغة المغوليَّة، ممَّا مهَّد الطريق أمام إيران لِتتغيَّر وتتميَّز عن جيرانها بعد بضعة قُرُون، خلال العصر الصفوي.
وقد بدأ المغول مُنذُ أواخر القرن السابع الهجري المُوافق لِلقرن الثالث عشر الميلادي، يعتنقون الإسلام بِتأثير النسبة العالية لِلسُكَّان المُسلمين الذين خضعوا لهم، وبِفضل التُرك الذين تمازجوا معهم ، وقد برهن الإيلخانيون عن تساهُلٍ كبيرٍ أمام جميع الأديان والمُعتقدات من دون أن يُفرِّقوا عند اعتناقهم الإسلام بين المذاهب الإسلاميَّة، (*2)
وكان الإيلخان محمود غازان أوَّل حُكَّام المغول الذي أعلن الإسلام دينًا رسميًّا لِدولته. (*3)
وشهدت الدولة الإيلخانيَّة حركة تجاريَّة نشطة على الطُرق التجاريَّة القديمة، إلَّا أنها عجزت عن إعادتها إلى نشاطها السابق قبل الغزو و الدمار المغولى ، وذلك بعد أن أخذت الدولة المملوكيَّة تُسيطر عليها تدريجيًّا.
وكغيرها من الدُول المغوليَّة الأُخرى، باستثناء القبيلة الذهبيَّة وسلطنة مغول الهند، لم يتجاوز عمر الدولة الإيلخانيَّة القرن الثامن الهجري المُوافق لِلقرن الرابع عشر الميلادي.. يعني مائة عام فقط ..
فإلى جانب الإنقسامات الداخليَّة التي وقعت في قلب هذه الدولة ، برزت المطالب القوميَّة في الولايات وسُرعان ما تجزَّأت ولاياتها إلى دُويلات وإمارات وتوزَّعت بين أبناء البلاد وأُمراءٌ أتراك ومغول.
فقد سيطر التُرك على الولايات الغربيَّة، وأضحى شماليّ العراق وأذربيجان وأرمينية، طوال أكثر من قرن، مسرحًا لِنزاعاتٍ بين إمارتين تُركمانيتين مُتخاصمتين :
▪︎ القره قويونلويَّة الشيعيَّة
▪︎والآق قويونلويَّة السُنيَّة
واحتدمت المُنافسة بينهما واستطالت، فأسهمت لحد ما في تهيئة الظروف لتكون الدولة العُثمانيَّة و إنشاء إيران الصفويَّة.
(*2)
وقد أدَّى احتكاك المغول الإيلخانيين بِالحضارة والثقافة الإسلاميَّة إلى اقتباسهم الكثير من عادات وتقاليد المُسلمين، بالإضافة لِغيرهم من الشُعُوب التي أخضعوها كالأرمن والكرج .
ولكنَّهم، وبِفعل بداوتهم، لم يُسخِّروها لِرفع مُستواهم الحضاري وإنما اندفعوا نحو استنزاف خيراتها الماديَّة، في حين تركوا ما فيها من تُراثٍ علميٍّ وقيمٍ روحيَّةٍ بِأيدي أبنائها،..
ونشأ نتيجة ذلك، أن ارتفع المُستوى المادي لِلمغول بِصفة عامَّة بينما بقي تكوينهم الحضاري على ضعفه، ..
فلم ينبغ من بينهم عالمٌ واحد في أي علمٍ من العُلُوم سوى الحرب، واقتصر اقتباسهم من الحضارات التي استوعبوها على أسباب المُتعة فقط، مما كان له دورٌ بارزٌ في إضعافهم وانهيار دولتهم بسُرعة.
كذلك، ممَّا قصَّر عُمر هذه الدولة أنَّ الحُكَّام المغول لم يستطيعوا كسب ثقة المحكومين المُسلمين، فالمُسلمون لم ينصاعوا لِلحُكم المغولي بِسُهُولة ولم يرضوا عنه بسبب وثنيَّة المغول (في البداية) ، فضلًا عن التفاوت الحضاري بين الطرفين ..
وأمَّا المغول، من جهتهم، فقد اتصفوا بِالعنجهيَّة والغُرُور بعد انتصاراتهم الساحقة على جميع الشُعُوب مما جعلهم يعتقدون بأنَّهم يملكون من المزايا ما يرفعهم فوق مُستوى هؤلاء ، فكانت النتيجة أن بقي المغول يُمثلون طبقة عسكريَّة حاكمة مُنعزلة عن المحكومين ؛ لا يهُمها منهم سوى الطاعة ودفع الضريبة،
ولم يُؤدِّ اعتناق المغول الدين الإسلامي إلى إزالة هذه النظرة وإذابة الفوارق بين الحكام والمحكومين .. (*4)
———————————————————-‐———
🔹️ التسلسل الزمني لخانية فارس
تُوفى «هولاكو» سنة (663هـ – 1265م)، وخلفه ابنه «آباقاخان» فى حكم خانية فارس ..إلى سنة(681هـ – 1283م)
كان «آباقا خان» يريد أن يخلفه على العرش ابنه «أرغون» لكنه لم يستطع لأن هذا الإجراء كان يعد مخالفة كبيرة لأحكام الدستور المغولى الذى وضعه جنكيز الذى يسمى «الياسا»،
فقد كان يتعين إذا مات الخان أن يخلفه على العرش أكبر الأمراء الأحياء، ولقد كان أكبرهم هو «تكودار» وليس «أرغون»، ولذلك أجمع الأمراء المغول الذين اجتمعوا فى
المجلس العام الذى يسمى «قوريلتاى» وقرروا انتخاب «تكودار» إيلخانًا فى سنة (681هـ – 1283م) .
اعتنق تكودار المسيحية فى صغره، لكنه مال إلى الإسلام شيئًا فشيئًا؛ لكثرة اتصاله بالمسلمين، وتوطيد علاقته بعظماء المسلمين وكبار أئمتهم، فأعلن إسلامه، وسُمى بالسلطان «أحمد تكودار»، فكان أول مَن اعتنق الإسلام من الإيلخانيين.
وبعد مقتل الخان السلطان«أحمد تكودار » اجتمع الأمراء المغول ونصبوا الأمير «أرغون ابن آباقا» إيلخانًا عليهم فى سنة (683هـ)، فولى ابنه «غازان» حاكمًا على «خراسان» وعين الأمير «نوروز» نائبًا له عليها، وأنعم على الأمير «بوقا» بلقب «أمير الأمراء»، وأطلق يده فى تسيير شئون الدولة،
وقتل أرغون الوزير «شمس الدين الجوينى» وجميع أفراد أسرته تقريبًا فى سنة (683هـ – 1285)، وذلك لموقفهم مع السلطان «أحمد تكودار» ومساندتهم له فى المعركة التى دارت بينه وبين.أفراد المغول بقيادة الأمير «أرغون»؛ والتى انتهت بمقتل السلطان أحمد وتنصيب الأمير أرغون مكانه.
حاول «أرغون» أن يحد من نفوذ «مصر – المملوكية» فى المشرق الإسلامى، فأقام علاقات سياسية وطيدة مع قادة الدول المسيحية مثل: «البابا» و «إدوارد الأول» ملك «إنجلترا»، و «فيليب لوبل» ملك «فرنسا»، تمهيدًا لتكوين حلف للقضاء على النفوذ المصرى فى «آسيا الصغرى»، و «العراق» و «الشام»، و «فلسطين».
وشجعت هذه العلاقات (المغولية – الأوربية) عددًا من الرحالة الأوربيين على زيارة بلاد المغول، وسافر الرحالة الشهير «ماركو بولو» إلى العاصمة المغولية، وأقام فى بلاط الامبراطور المغولى «قوبيلاى» نحوعشرين عامًا، عمل فيها مستشارًا له ووزيرًا، ولم تقع حروب تذكر بين الجانبين – المصرى والمغولى – فى عهد «أرغون» لانشغال كل منهما بمشكلاته الداخلية ..
بعث الأمراء المغول عقب وفاة «أرغون» إلى أخيه «كيخاتو خان» يخبرونه بوفاته، فقدم على الفور من بلاد الروم التى كان يحكمها، وتولى عرش الإيلخانية فى سنة (690هـ- 1291م)، ثم عين «صدر الدين أحمد الزنجانى» وزيرًا له، ولقبه بلقب «صدر جهان» وأوكل إليه التصرف فى شئون الدولة كافة دون تدخل من أحد، وعين أخاه «قطب الدين الزنجانى» قاضيًا للقضاة، وأطلق عليه لقب «قطب جهان» ..
ولما كان «كيخاتو» مغرمًا بشرب الخمر، سيئ الخلق فاسقًا، كرهه الأمراء وثاروا عليه، وبخاصة بعد أن أغلظ القول – ذات ليلة – لابن عمه «بايدو» أحد كبار الأمراء، فحقد عليه، وتآمر مع الأمراء الآخرين على قتله، وعلم «كيخاتو» بالمؤامرة، فآثر
الفرار، ولكن الأمراء تتبعوه، وتمكنوا من قتله فى سنة (694هـ- 1294م).
بعد مقتل «كيخاتو» وقع اختيار الأمراء على «بايدوخان بن طرغاى بن تولوى بن جنكيزخان» ليكون إيلخانًا، فاعتلى
العرش فى سنة (694هـ- 1295م)، ثم تخلص من أتباع «كيخاتو»، وقرر إعادة الحقوق والوظائف إلى أصحابها، وأعفى الأوقاف الإسلامية من الضرائب، وعهد بأمور الجيش ورئاسة الوزراء إلى الأمير «طغاجار»، وسلك مسلك «آباقا خان» حيث جعل الإدارة لا مركزية، وجعل أميرًا من الأمراء على كل ولاية من الولايات، ونصب «جمال الدين الاستكردانى» وزيرًا له.
لم يكد «بايدو» يتولى أمور الحكم حتى بلغ «غازان خان» ما
حدث لعمه «كيخاتو»، فأقبل بجنوده ومعه الأمير «نوروز»، وأرسل رسله إلى «بايدو» ينكر عليه قتل كيخاتو، ويطالبه بإجراء تحقيق ليلقى القتلة جزاءهم، فلما لم يلقَ جوابًا دارت رحى الحرب بين الفريقين، وعرض الأمير «نوروز» الإسلام على «غازان»، وحَسَّن له اعتناق هذا الدين بتشريعاته السمحة ونظمه الدقيقة، وما ينادى به من عدل ورحمة ومساواة، فاعتنق الدين الإسلامى، ومال إليه أكثر الأمراء…
نتيجة ذلك انتصر «غازان» على «بايدو» فى الحرب، فهرب «بايدو» ولحق به الأمير «نوروز»، وألقى القبض عليه، وأرسله إلى «غازان»، فأمر بقتله فى شهر ذى الحجة عام (694ه – 1295م).
وتولى «غازان» عرش المغول عقب مقتل «بايدو» فى ذى الحجة سنة (694هـ- 1295م)، وبعد أن اعتنق الإسلام تبعه جميع الأمراء والجنود المغول، وأسلم بإسلامه أكثر من مائة ألف شخص منهم فى فترة وجيزة،…
ولقب «غازان» نفسه باسم السلطان «محمود غازان»، وأعلن
الإسلام دينًا رسميا للدولة، وأمر المغول بأن يغيروا ملابسهم التقليدية، ويلبسوا العمامة للتدليل على خضوعهم للإسلام، وأمر بهدم الكنائس والمعابد اليهودية والمزدكية والهياكل البوذية، وتحويلها إلى مساجد، وبارتداء اليهود والنصارى ثيابًا تميزهم عن غيرهم من المسلمين، كرد فعل لما لقيه المسلمون من ضروب المهانة والذلة فى عهد كل من: «هولاكو» و «آباقا» و «أرغون».
قام «غازان» بإصلاحات كثيرة ومهمة فى كثير من الميادين، وكانت أبرزها إصلاحاته العمرانية، حيث أقام شمالى غرب «تبريز» محلة عُرفت باسم «شام غازان»، وتفصلها عن مدينة «تبريز» حدائق ومتنزهات كثيرة، وأمر كبار مهندسيه بإقامة بناء عالٍ فى ذلك المكان؛ تعلوه قبة كبيرة، ليكون مدفنًا له..
وقد استمرت عمارة القبة وتوابعها نحو خمس سنوات، واشتملت على مسجد وخانقاه ومدرستين (إحداهما للشافعية
والأخرى للحنفية)، ومستشفى، ومكتبة، ومرصد، ومدرسة لتعليم الطب، وبيت لحفظ كتب القوانين التى أصدرها الإيلخان عرف باسم «بيت القانون»،
كما أنشأ مسكنًا للأطفال الطلبة ؛ وآخر للأشراف، وضمت هذه الأبنية بعض الحمامات العامة، وملجأ واسعًا لليتامى؛ به مكتب لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وملجأ آخر يتسع لنحو خمسمائة أرملة من النساء اللائى فقدن عائلهن، ..
فضلا عن ذلك أنشأ «غازان» الأجران الواسعة المملوءة بالحبوب، والمزودة بأحواض المياه لكى تتزود منها الطيورالمهاجرة من الشمال إلى الجنوب فى الفصول الباردة من السنة خلال رحلتها عبر الهضبة الإيرانية التى تغطيها الثلوج فى هذا الوقت من السنة، خاصة أن أعدادًا كثيرة من هذه الطيور كانت تلقى حتفها، لتعذر حصولها على الغذاء، فأقام لها «غازان» هذه الأجران رحمة بها،
وأصبحت هذه المؤسسات والمنشآت التى أقامها «غازان» مفخرة العالم الإسلامى والحضارةالإسلامية، حيث حول الإسلام القبائل الهمجية البربرية إلى أناس مهذبى الطباع، منظمين محبين للحضارة والعمران، وامتلأت قلوبهم رحمة وعطفًا حتى على الطيور والحيوانات.
قدم السلطان «أولجايتو» من «خراسان» التى كان حاكمًا عليها، وتولى العرش خلفًا لأخيه «غازان» فى سنة (703هـ- 1303م)، وجعل الوزارة مشاركة بين «رشيد الدين فضل الله الهمدانى» وسعد الدين الساوجى.
وقد بدأ إنشاء مدينة السلطانية فى عهد السلطان «غازان»، وهى تقع على بعد خمسة فراسخ من «زنجان»، فعمد «أولجايتو» إلى استكمال تشييدها وأمر بالتوسعة فى منشآتها العمرانية، فساهم الأمراء والوزراء فى بناء بعض أحيائها، وأنشأ الوزير «رشيد الدين فضل الله» محلة بها على نفقته الخاصة؛ اشتملت على ألف منزل، ومسجد كبير.
وأمر السلطان ببناء قبة كبيرة فوق مقبرته، ومازالت هذه القبة قائمة حتى اليوم دليلا على عظمة العمارة فى هذا العصر.
تمكن «أولجايتو» فى سنة (706هـ – 1307م) من بسط سيطرته على إقليم «جيلان»، وهو الإقليم الذى لم يتمكن المغول من السيطرة عليه حتى هذه السنة لكثرة غاباته، ووعورة مسالكه، وأعاد بناء مرصد «مراغة» الذى بناه «هولاكو» من قبل، وحين بلغ «أولجايتو» الثالثة والثلاثين من عمره اشتد عليه المرض واعتلَّت صحته، وتوفِّى فى رمضان سنة (716هـ – 1317م).
تولى «أبو سعيد» حكم البلاد بعد وفاة السلطان «أولجايتو»، وكان لايزال فى الثالثة عشرة من عمره، فاضطربت أحوال البلاد وتعددت ثورات الأمراء المغول فى مناطق متفرقة ضده، غير أن «أبا سعيد» استعان عليهم بقائد جيشه الأمير «جوبان»، فقضى عليهم، وأعاد إلى البلاد استقرارها وهدوءها.
تعرضت «الدولةالإيلخانية» -عقب وفاة السلطان «أبى سعيد بهادر» – للضعف والزوال، حيث كان السلاطين الذين اعتلوا عرش هذه الدولة بعد «أبى سعيد» ضعاف الشخصية، كما كانوا ألعوبة فى أيدى الأمراء المغول وكبار رجال الدولة، وظل هذا حال هذه الدولة حتى وفاة «أنوشيروان» آخر السلاطين الإيلخانيين فى سنة(756هـ – 1356م)، فتقاسم خمسة من كبار الأمراء المغول أملاك هذه الدولة، وكون كل منهم دولة صغيرة مستقلة، وهذه الدول هى:
▪︎ دولة آل جلائر (الجلائريون) –
▪︎دولة الجوبانيين.
▪︎دولة آل المظفر.
▪︎دولة السربداريون.
▪︎ دولة آل كرت. …. (*5)
(1) إنظر إمبراطوريَّة المغول: د.رغدة عبد الكريم أحمد النجَّار (1433هـ – 2012م).دراسة تحليليَّة عن التاريخ المُبكر لِلمغول وتكوين الإمبراطوريَّة والصراعات السياسيَّة على السُلطة .الطبعة الأولى .عمَّان .الأُردُن .دار المنهل ص 212. (2) تاريخ المغول العظام والإيلخانيين ، مُحمَّد سُهيل طقُّوش (الطبعة الأولى). بيروت – لُبنان: دار النفائس. صفحة . اطلع عليه بتاريخ 3 شُب
(3) راغب السرجاني, 9 مارس2014م. “بداية المغول المُسلمين”. طريق الإسلام. (4) طقوش المصدر السابق ص (347- 348)
(*5) كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي . مجموعة مؤلفين جزء 14ص17-23
—–‐‐–‐———————————————————-
التعليقات مغلقة.