لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرضِ الْحجازِ تُضيءُ أعناقَ الإبلِ ببُصرى متّفقٌ علَيْهِ.

إشكالات النّموذج الكُرويّ الشرعيّة

  • نار الحجاز

روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ أنّه قال: (لا تقومُ السّاعةُ حتى تَخرُجَ نارٌ من أرضِ الْحجازِ تُضيءُ أعناقَ الإبلِ ببُصرى.) متّفقٌ علَيْهِ.

ذكر ابن كثير في البداية والنّهاية أنّ ذلك قد حدث عام 654 هـ، وأنّه قد جاء إلى دمشق في أوائل شعبان من تلك السّنة كتب من المدينة النّبوية بخروج نار عندهم في خامس جمادى الآخرة من هذه السّنة، وكُتبَت الكتُب في خامس رجب، والنّار بحالها، وأنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب، وأنّ البيوت في تلك الليالي وكأنّ في كلّ منها سراج، ولم يكن لتلك النّار حرٌّ ولفح على عِظَمِها.

وقال شمس الدّين الذّهبي في “تاريخ الإسلام”: (أمر هذه النّار مُتواتِر، …، وقد حكى غير واحد ممَّن كان ببُصرى في الليل، ورأى أعناق الإبل في ضوئها.)

  • المسافة بين بصرى والمدينة المنوّرة تزيد على 900 كيلومترا، كما يظهر في الصّورة المرفقة.
  • توجد قريب من المدينة المنوّرة جبال يصل ارتفاعها إلى قرابة 1000 متر فوق سطح البحر.
  • بصرى نفسها على ارتفاع أكثر من 850 مترا فوق سطح البحر.

باستخدام حاسبة انحناء سطح الأرض في النّموذج الكُرويّ الموجودة على الرّابط التالي:
http://dizzib.github.io/earth/curve-calc/?d0=938&h0=1000&unit=metric

نجد أنّه لكي تضيء النّار في المدينة النبويّة أعناق الإبل ببصرى، وفق نموذج الأرض الكروية، فإن ارتفاع عمود النّار ينبغي أن يقارب 53 كيلومترا.

وحتّى إذا اعتبرنا أنّ النّار كانت فوق جبل ورقان، أعلى الجبال القريبة من المدينة المنوّرة، ويبلغ ارتفاعه قرابة 2,4 كيلومترا، فإن ارتفاع النّار ينبغي أن يكون قرابة 43 كيلومترا، وهو ارتفاع شاهق جدا (لاحظ أن قفزة فيلكس الشّهيرة -إن كنت تصدقّها- كانت من ارتفاع 39 كيلومترا فقط).


إذن يحتاج نموذج الأرض الكُرويّة إلى عمود نار يمتد لارتفاع يزيد على 40 أو 50 كيلومترا لكي تُرى نار المدينة في بصرى بالرؤية المباشرة في ظروف مثاليّة.

تخيّل!

نار مرتفعة في السّماء إلى أعلى مما وصل إليه منطاد فيلكس!

لا شك أنّ الله على كل شيء قدير، لكن ألم يكن من حضروا النّار ليسجلّوا ارتفاعها الهائل جدا هذا؟

التعليقات مغلقة.