كان عمنا عبد المنعم مدبولي بيمتلك عمارة محندقة كدة وع القد في شارع خليل بن قلاوون المتفرع من شارع عمار بن ياسر قرب الكلية الحربية في مصر الجديدة..
ماحدش كان ساكن في العمارة دي لا تأجير ولا تمليك.. غير هو ومراتة وولادة محمد واحمد وامل في شقة واحدة منها قبل ماكل واحد يستقل في شقتة من نفس العمارة..
ومنهم بنته اللي عاشت فترة في اسكندرية وساعات كتير كان يروح يزورها بالقطر.. وساعات تانية بالعربية (المرشيدس بصوتة في اغنية طيب ياصبر).
ومع ذلك كانت علاقتة كويسة بالجيران اللي حوالية في العمارات اللي جانبة..وبتطل علي جنينة كبيرة معروفة لحد دلوقتي باسم ” حديقة عبد المنعم مدبولي”
في ليلة صيف من ليالي منتصف الستينيات..يعني في زمن حكم جمال عبد الناصر وقبل مافيش كتير علي هزيمة ونكسة يونيو 67..
فوجئ واحد من الجيران بخبط وترزيع جامد ع الباب في ساعة متأخرة.. وقتها..كان الناس عارفة ان ده لو حصل يبقي مافيش غيرهم الجماعة بتوع ” زوار الفجر “
ومن غير مايعرف: في اي؟!..حصل اي؟!.. اتاخد جار مدبولي من وسط مراتة وعيالة كدة وش علي فين بقي؟!.. الله اعلم.
فين وفين..علي ما اهل الراجل عرفوا مطرحة.. اللي السجن الحربي في صحراء مدينة نصر..في نفس المكان المقام عليه في وقتنا الحالي الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي
السجن كان واخد مساحة 6 فداديين حتة واحدة..طبعا عشان يكفي اعداء البلد..اللي هما يعني اعداء النظام وكل من يقدر يفتح بوقة ويقول: لا
هناك كان بيستقبلهم مدير السجن حمزة البسيوني ويعمل معاهم احلي واجب.. حبه تعذيب بدني علي حبه تعذيب لفظي.. وكان يتباهى دايما بالقول: ” بستلم المساجين من غير وصولات.. والصحراء مليانة جثث “
فضل البسيوني مدير للسجن الحربي ورفض يروح مكان تاني حتي لو كان القرار مت عبد الناصر نفسه.. وده اللي حصل فعلا.
رفض البسيوني ينفذ قرار عبد الناصر.. وهدد باطلاق الرصاص نفسه لو ده حصل.. وبعد ماتوسط له ناس كتير من المحيطين.. فضل مكانة زي ماهو.. وكترت معاه ضحايا جرائم التعذيب..
واللي كان جار مدبولي واحد منهم
واللي بصعوبة قدرت مراتة تاخد اذن وتصريح بزيارتة في مكتب حمزة البسيوني نفسه..
اللي طلب ادخال المعتقل..راحوا جابوه من الزنزانة ودخل المكتب في وضع كلب مجرور.. انصدمت مراتة وبنته لما شفوه كدة..لا واي من جبروت البسيوني انه ساله: انت اي؟!.. قال: كلب..انا كلب ياسعادة البيه”..وطلب منه يعمل زي مالكلب بيعمل.. وفعلا راح مهوهو
مراته وبنته روحت البيت في مصر الجديدة منهارة واعصابها بايظة من اللي شافته.. ومالاقتش غير جارها مدبولي تشكي له همها وغلبها
تمر السنين..
وينطلب مدبولي لاداء دور في فيلم ” إحنا بتوع الاتوبيس “.. يقوم يفتكر اللي حصل لجارة ويقرر تجسيد اللي حصل حرفيا ع الشاشة
قد تكون صورة ٣ أشخاص، أشخاص يقفون وتحتوي على النص ‘CAFE’
التعليقات مغلقة.