#سمير_الاسكندراني. 1
*توفى الفنان المصري وعميل المخابرات سمير الاسكندراني وبالمناسبة دي خلونا نعرف مين سمير الاسكندراني ..
*أغلبنا يعرف إن سمير الاسكندراني – رحمه الله- في وقت كان عميل مخابرات مصرية وتجسس على إسرائيل، لكن الرجل دا يعتبر – على الأقل في حدود معرفتنا- أهم عميل مخابرات مصري على مدار تاريخ الصراع بين المخابرات العامة والموساد، المشكلة بس إن جزء كبير من المعلومات عنه غير متاح للآن لأنها تعتبر أسرار لدى المخابرات العامة المصرية…
لكن عموماً هنحاول نعرف عنه كل ما يمكن خلال السطور الجاية.
- سمير فؤاد الإسكندراني…
مصري، مسلم ، اتولد في حي الغورية في القاهرة، وقضى طفولته هناك, لكن بعد فترة عائلته نقلت لشارع عبد العزيز…
وكانت نقلة كبيرة في حياته.
الوسط الجديد دا كان مختلف تماماً عن الحي الشعبي المصري جداً اللي اتولد وعاش طفولته فيه.
هناك لقى جيرانه الجدد يونايين وطاليان وانجليز ويهود وغيرهم.
عالم غير العالم، كأنه في أوربا وبسرعة اندمج الشاب الصغير سمير في العالم دا وفهم كل ما يمكن عنه…
من عادات وتقاليد إلى لغات إلى غيره. وبدأ يتعلم انجليزي وفرنساوي وإيطالي، لكنه ركز جداً على الإيطالي علشان خاطرها هي … - يولندا
إيطالية فاتنة، سحرته بجمالها لدرجة إنه قرر يتقن اللغة الإيطالية بأقصى سرعة ممكنة علشان خاطرها وفعلاً تفوق جداً فيها لدرجة إنه حصل على منحة دراسية إلى إيطاليا خلال الصيف، وبالفعل سافر لمدينة بيروجيا. - خلال المنحة سمير بدأ فعلاً يتقن الإيطالية ويتفوق ، خلصت المنحة الصيفية ورجع لمصر وهو كله أمل وأحلام إنه يرتبط بيولندا لكن …
كان في انتظاره مفاجأة قاسية جداً…
يولندا سافرت أوربا مع صديق إيطالي علشان تتجوزه هناك… - امتص الصدمة ولم يتراجع عن إكمال دراسة الايطالي وفي الصيف اللي بعده كان في إيطاليا برضو لدراسة الأدب واللغة الإيطالية في جامعة بيروجيا.
وفي الجامعة قابل سمير شباب من مختلف أنحاء العالم ومنهم واحد فقط سمير انبهر بيه …
شاب وسيم ثري جداً كل يوم مع فاتنة شكل, شخصيته مبهرة, بيتكلم بطلاقة.. إنجليزي فرنساوي إيطالي وعربي كمان، الشاب دا قدم نفسه لسمير باسم …
سليم.
ومن أصل عربي.
سمير اندهش لكنه طبعاً رحب بصداقته جداً، سليم عرف سمير إنه بيشتغل في التجارة جنب دراسته في الجامعة بس بشكل سري ودا مبرر لغيابه وظهوره فجأة دون سابق إنذار.
سمير شاب ذكي واختلاطه بالأوربيين في مصر أكسبه خبرات رائعة وعلشان كدا ما كانش مرتاح أبداً لسليم، كان حاسس إن فيه غموض كبير حول شخصيته.
في يوم سمير سأل زميل ليه مقرب في الجامعة عن سليم دا، زميله قاله ببساطة إن سليم مش عربي ولا حاجة وإن جواز سفره أمريكي.
طبعاً دا زود شكوك سمير فيه جداً وحذره الشديد منه. - سليم كمان كان مهتم بسمير بشكل غير عادي ، وبيقرب منه.
وفي يوم قال لسمير:
شخصيتك غريبة جداً يا سمير، أنا مندهش فعلاً منك، يعني حاسك مش مصري خالص، أنت أقرب في كل حاجة للأوروبيين.
أنت مصري أصلاً فعلاً ولا إيه عرفني؟
ودا كان بالظبط اللي منتظره سمير ..
بهدوء وبطريقة طلعت منه عفوية تماماً قاله:
جدي كان يهودي وأسلم علشان يتزوج جدتي , بس ما حدش نسي الموضوع دا وعلشان كدا جدي هاجر للقاهرة هو وجدتي، بس تعرف يا سليم أنا ميال أكتر
للفرع اليهودي في عائلتي، بحبه أكتر من المصري.
طبعاً القصة كلها عفوية ومختلقة
لكن سليم بمجرد ما سمع الكلام دا قال لسمير:
وأنا كمان يا سمير يهودي . - بعد الموقف دا سليم وطد صداقته جداً مع سمير وفي يوم عرفه على واحد إسمه ” جوناثان سميث” (هيطلع ظابط في الموساد )
قال لسمير إنه صاحبه جدًا وإنه شخصية مهمة ويقدر يخدم سمير بشدة .
بعد الموقف دا سليم اختفى تماماً من حياة سمير وأصبح جوناثان موجود بدلًا منه. - لما جوناثان تقرب من سمير اكتر وبدأ يسأله اسألة كتير عن حياته وأسرته وعن مستقبله وعن مصر، سمير طبعاً كان حاسس إن الموضوع مش طبيعي أبدًا بس كان اتورط،
وكان لازم يكمل للنهاية ويعرف جوناثان عاوز منه ايه بالظبط. - وسط الثرثرة والكلام العادي سمير صدر لجوناثان شعور إنه كاره الثورة -1952- وكاره النظام المصري كله.
جوناثان التقط الكلام دا وبدأ يظهر على وجهه الحقيقي…
عرض على سمير الشغل معاه في منظمة دولية اسمها منظمة ” البحر الأبيض المتوسط لمحاربة الشيوعية والإستعمار”
وقاله إن المنظمة دي منظمة سلام عالمية هدفها مكافحة انتشار الشيوعية في الشرق الأوسط وإعادة حقوق وأملاك اليهود اللي اغتصبتها الحكومة المصرية بعد حرب 1956.
المطلوب منه إرسال معلومات محددة عن مصر حسب ما يطلب منه مقابل مرتب شهري ثابت ومكافآت متغيرة.
وفي المقابل بدأ تدريبه في إيطاليا في أماكن سرية على تمييز الرتب ورسم المواقع العسكرية وجمع المعلومات المهمة وإزاي يبعتها بالحبر السري.
وآخر حاجة طلبها منه إنه يتطوع في الجيش المصري أول ما يرجع مصر . - بعد انتهاء فترة التدريب جوناثان أعطى سمير مبلغ كبير ومعاه مجلة فيها صورة مطبوعة لسمير في ملهى ليلي في إيطاليا وقاله لما حد يسألك عن مصدر الفلوس توريهم المجلة وتقولهم إنك كنت شغال مغني في ملاهي ليلية هنا.
- سمير رجع مقر سكنه في بيروجيا وهناك استقبل أخوه سامي اللي كان مسافر النمسا لكن عدى يقضي معاه الاجازة في إيطاليا.
طول الوقت وسمير خايف ومتردد ومتوتر ومش عارف يقول لأخوه ولا لا .
لكنه في آخر يوم من اجازة سامي حكاله الموضوع كله.
سامي طبعاً حس بخوف وهلع شديد لما عرف القصة وطلب من سمير إنه ما يتكلمش كلمة واحدة قدام أي حد عن الموضوع لا في إيطاليا ولا حتى في مصر وأول ما يرجع على طول بلا تردد يتوجه لمبنى المخابرات العامة المصرية ويعرفهم كل حاجة.
ودا اللي حصل بالفعل، بمجرد وصول سمير إلى القاهرة ما اتكلمش إلا مع والده فقط … - وفي مصر راح سمير على المخابرات العامة، وبرضو كان بيتحرك بحذر شديد جداً لأن مصر في الوقت دا كانت مليانة أجانب من كل الجنسيات والشك وراد في أي حد وطبعا كان عنده حق تماماً زي ما هنعرف في باقي القصة. لكنه رفض يقول أي حاجة إلا قدام شخص واحد فقط أصر إنه يقابله شخصيًا.
التعليقات مغلقة.