العراق ومصر
أعدائنا لا يشعرون بالأمان إلا بكسرهما فهما قطبي قوة أمتنا
العراق كسر عام ٢٠٠٣م ومصر كسرت عام ١٩٦٧م
العراق ومصر
أعدائنا لا يشعرون بالأمان إلا بكسرهما فهما قطبي قوة أمتنا
العراق كسر عام ٢٠٠٣م ومصر كسرت عام ١٩٦٧م.
هنالك إجماع بأن العراق ومصر هما أكثر البلاد التي تمتلك إرث حضاري وتاريخي وثقافي، وأنهما كانا على الساحة السياسية العالمية منذ آلاف السنين، وهذا نظرا لما يمتلكانه من مميزات كانت هبة من الله عز وجل.
فالأنهار العظيمة كانت بداية القصة، حيث خلق نهر النيل ودجلة والفرات أرضا خصبة ليس فقط للزراعة بل أيضا للتقدم والإبتكار ولصنع أعظم الحضارات، والتي لسنوات كثيرة تفوقت على ما حولها ولعهود كثيرة تفوقت على العالم أجمع.
وأصبح لكل منهما مجال سياسي خارج حدود أرضه، فمصر تاريخيا تُعتبر حدودها ممتدة حتى منبع نهر النيل جنوبا، والعراق تاريخيا يُعتبر حدوده ممتدة حتى منبع الرافدين شمالا، فكانا هذين البلدين مصدر فخر لأمتنا منذ ما قبل الميلاد لما قدمانه للإرث الإنساني.
ومع ذلك لم تكن علاقتهما دائما علاقة تحالف، بل مر بهما الكثير من الأزمنة والتي كان التنافس أساس العلاقة بينهما، إما بسبب الزعامة القومية أو الأممية أو الدينية، وإما بسبب السيطرة على أراضي بلاد الشام والتي تقع بين هذين القطبين، وفي التاريخ أمثلة كثيرة.
الآشوريين والفراعنة.
البابليين والفراعنة.
السلوقيين والبطالمة.
العباسيين والعبيديين
الجلائريين والمماليك
وحتى في القرن العشرين حدثت منافسة بين الملكيين في العراق والجمهوريين في مصر، ثم بين عبد الكريم قاسم في العراق وجمال عبد الناصر في مصر.
وإنني على قناعة تامة بأن أعداء أمتنا قاموا بدراسة بلادنا، وأدركوا بأن أمتنا لن تقوم لها قائمة إلا بنهضة هذين البلدين أو أحدهما، ولهذا قامت ببناء سلسلة من التعقيدات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في داخلهما لمنعهما من إسترداد إستقلالهما ودورهما الطبيعي في قيادة الأمة.
هذا الإستقلال والزعامة التي فقدته مصر بعد هزيمتها في عام ١٩٦٧م والتي لم تكن إسرائيل وحدها ورائه بل كان أيضا بدعم وإسناد أمريكي وبتآمر سوفييتي، وبكل تأكيد مع عدم إنكار أو تجاهل أخطاء النظام الناصري أنذاك، فكان عام ١٩٦٧م نهاية لمشروع عروبي أدى لإستقلال وتحرير العديد من البلاد العربية، وتحقيق قطب ثالث مستقل عن القطب الشرقي والغربي.
هذا الإستقلال والزعامة الذي فقده العراق بعد سقوط بغداد عام ٢٠٠٣م، والذي كان بعد أن تجمع ضد العراق ٦٤ دولة منها ٤٩ دولة بشكل علني و١٥ دولة بشكل سري، فيستحيل لأي بلد في العالم أن ينتصر على ٦٤ دولة، وهذا التجمع هو أكبر دليل على علو وعظمة وقيادة العراق العظيم أنذاك، وبأنه خطر عالمي عليهم وجب القضاء عليه.
وفي النهاية نحن اليوم نعيش غياب النفوذ العراقي والذي أدى لكسر البوابة الشرقية، فأصبحت البلاد العربية مستباحة من الأعاجم،
ولا نشعر بأي قوة ردع، ونعيش غياب النفوذ المصري والذي أدى لأن تكون قوة العرب السياسية معدومة،
ولا نشعر بأي روابط وحدة، والنتيجة المشتركة بينهما بسبب هذا الضعف هو أننا نرى سدودا تبنى تهدد أنهارهما والتي منها كانت بداية قصتهما.
التعليقات مغلقة.