السيرة النبوية هي دراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبيان أخلاقه وصفاته، وخصائصه ودلائل نبوته، وأحوال عصره وأخبار أصحابه، وهي أيضا تجسيد حي وعملي لأحكام الإسلام وآدابه، لأنها لا تتناول سيرة رجل عادي، بل إنها دراسة لتاريخ وحياة أعظم نبي وأفضل مخلوق وُجِدَ على ظهر هذه الأرض منذ آدم وإلى يوم القيامة.
ولأهمية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة الصحابة وسلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فإنهم كانوا يتواصون بتعلمها وتعليمها لأبنائهم، فكان زين العابدين بن علي بن الحسين يقول: “كنا نُعلَّم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نُعلَّم السورة من القرآن”.
وقال محمد بن سعد بن أبي وقاص: “كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه، ويقول: يا بَنِّي هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوها”.
قال علي الطنطاوي: “يجب على كل رب أسرة أن يكون في بيته كتاب جامع من كتب السيرة النبوية، وأن يقرأ فيه دائما، وأن يتلو منه على أهله وأولاده، وأن يجعل لذلك ساعة كل يوم، لينشؤوا على معرفة سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، فإن سيرته الينبوع الصافي لطالب الفقه، والدليل الهادي لباغي الصلاح، والمثل الأعلى للأسلوب البليغ، والدستور الشامل لكل شعب الخير”.
وقال أبو الحسن الندوي: “إن السيرة النبوية وسِيَر الصحابة وتاريخهم رضي الله عنهم من أقوى مصادر القوة الإيمانية والعاطفة الدينية، التي لا تزال هذه الأمة والدعوات الدينية تقتبس منها شعلة الإيمان وتشتعل بها مجامر القلوب، التي يسرع انطفاؤها وخمودها في مهب الرياح والعواصف المادية، والتي إذا انطفأت فقدت هذ الأمة قوتها وميزتها وتأثيرها وأصبحت جثة هامدة تحملها الحياة على أكتافها”.
السابق بوست
التعليقات مغلقة.