الرد على الشبهات حول جهاد الطلب في الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنتحدث اليوم عن أمر غايةً في الأهمية وهو بابٌ اتكأ عليه الكثير من الملاحدة والمستشرقين طمعاً في النيل من الدين الإسلامي..وحاول وما يزال يحاول الغرب استخدامه لتشويه سمعة الإسلام عن طريق خلطه بالمغالطات.. سنتحدث اليوم عن الجهاد في الإسلام
ولكن ما هو الجهاد؟ وهل يوجد جهاد في الإسلام؟
بالطبع يوجد جهاد في الإسلام وتم ذكره والحث عليه مراراً في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة والجهاد في سبيل الله من أفضل وأحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى وهو المقياس الأدق والأقوى لإختبار الإيمان بالله واليقين به .
حسنا وما هو الجهاد؟جميع الأفعال أو الأقوال التي تتم لنشر الإسلام، أو لصد عدو يستهدف المسلمين، أو لتحرير أرض مسلمة، أو لمساعدة مسلم ما أوالمسلمين.
وهنا يجب التنبه لنقطة في غاية الأهمية وهي أن الجهاد ليس مقابل الكفر ولكن الجهاد مقابل المحاربة . بمعني أن الإسلام لم يفرض قتال الكفار وجهادهم . ولكن فرض قتال من يحارب الإسلام أو من يمنع دون تعرفة الناس عن الإسلام وشتان الفارق بين الأمرين
غاية الجهاد الإسلامي إيصال رسالة الإسلام إلى الناس وبصورته الصحيحة وليست صورته المشوهة ومن ثم لا إجبار في اعتناق الإسلام فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة الكهف “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ”
وقال أيضاً في سورة البقرة “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ”
وقال أيضاً في سورة يونس “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ “
والأمثلة على ذلك كثيرة جداً
والقتال يكون في أحد حالتين : إما أن ترفع ظلماً عن طائفة مضطهدة كما ذكر القرآن الكريم في سورة النساء “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا “
ونصرة فئة مقهورة هو مطلب شرعي وأيضاً مطلب عقلي
والحالة الثانية هي قتال من يقاتلنا من أجل أن يمنع أن تصل هذة الرسالة إلى الناس .
وهاتان الحالتان هما جهاد الطلب في الإسلام
وكلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (لا يكون القتال إلا لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله للناس ) أ هـ
وهذا حق الناس علينا أن لا نحجب عنهم دعوة الحق وألا ندعهم في ضلال وأن ننقذهم من النار
فلما تصل هذه الرسالة التوحيدية الفطرية للناس ويروا منارات هذا الدين الصحيحة ,هذا فيه مظنة هدايتهم ..ولو لم يسلموا تمتعوا بعدل الإسلام وعدم ظلم الإسلام لهم..ولهم تطبيق شعائرهم كما يحبون ويصبح اسمهم (المعاهدون) ولا يستطيع مسلم يعرف دينه أن يمس معاهداً بأذي حتي وهو على كفره كما قال النبي صلي الله عليه وسلم ((ألا من ظلم معَاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة))
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم والحديث في صحيح البخاري ((من قتل معَاهداً لم يَرح رائحة الجنة))
هل أدركت الآن؟إنها كبيرة من الكبائر أن تقتل معَاهداً .
هذا هو الجهاد الذي تم خلطه عمداً بالتطرف
وفي أرض الجهاد إذا جرى قتال لا يجوز إيذاء من أتى لقتالنا مالم تكن له قدرة على القتال .
فستجد في الفقه الإسلامي أنه لا يجوز حتى إيذاء (ناهيك عن القتل) من أتى للقتال وهو في غير قدرة علي القتال واحتمال مشقة الحرب والقتال مثل المرأة والصبي والشيخ الكبير والأجير والمشلول . كل هؤلاء لا يجوز أن يٌقاتَلوا في أرض المعركة.
فقد قال الكاساني (أما حال القتال فلا يحل فيها قتل امرأة ولا صبي ولا شيخ فان ولا مقعد ولا يابس الشق أي مشلول ولا أعمى ولا مقطوع اليد اليمني ولا معتوه إلى آخره..لأن هؤلاء ليسوا من أهل القتال فلا يٌقَاتلون) أهـ
كما أنه عندنا إجماع بعدم جواز قتل الصبى أو المرأة في ساحة المعركة ومن يفعل ذلك فهو يتحمل ذنباً عظيماً.. وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن الوليد الذي هو قائد جيوش المسلمين لا يقتلن إمرأة ولا عسيفاً والعسيف هو الأجير ..
واعلم يا أخى أن هذا في حال الكافر الذي أتى لكي يقاتلنا
أما الكافر الذى لم يرغب في قتالنا فهو يسمى عندنا مُعَاهَداً كما فصلنا من قبل
بل إنه لما جاء بعض الأنصار في فتح مكة يقولون اليوم يوم الملحمة قال النبي صلى الله عليه وسلم لا بل اليوم يوم المرحمة
ولما أتى الطفيل بن عمرو إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال إن دوس قد هلكت فادعو عليهم قال اللهم اهد دوساً وأتِ بهم
ولما جاء أعرابي ليقتل النبي صلي الله عليه وسلم فسقط السيف من يده والتقطه النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتله بل دعاه إلى الإسلام ولما أبى الأعرابى تركه الرسول صلى الله عليه وسلم ينطلق إلى حاله
أخيراً أخى الكريم يحق لك أن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أرحم الناس بالناس وكان جٌل همه صلى الله عليه وسلم أن يخرج الناس من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان .. وكان حريصاً على أرواح الكافرين لأنه كان يخشي أن يموت الكافر على كفره فيخسر آخرته ويصبح في أصحاب النار .. لذلك كان يحرص على حياته ليتيح له فرصة التعرف على الإسلام دين الله الحق واعتناقه ومن ثم إنقاذ نفسه من النار .
التعليقات مغلقة.