الدولة النصريّة:
هذه خريطة سياسية للدولة النصريّة آخر الدول الإسلاميّة في الأندلس، وهي تظهر تراجع نفوذ هذه الدولة وانكماشها مع تقدم الممالك المسيحية وانتزاعها المدن واحدة تلو الأخرى في حروب الاسترداد، وتُسمّى هذه الدولة أيضاً إمارة غرناطة ومملكة غرناطة، وقد ضمت ما تبقى من الأندلس بعد سقوط الدولة الموحديّة في العام 1237م، واستمرت حتى سقوط العاصمة غرناطة بيد القشتاليين في العام 1492م، وتلى ذلك طرد المسلمين من الأندلس بعد أكثر من سبعة قرون قضوها فيها.
تُعتبر مملكة غرناطة الأطول عُمراً بين دُول المُسلمين في الأندلُس، فقد استطاعت أن تُحقِّق نجاحات وإنجازات حضاريَّة باهرة تُوازي نجاحات دُول الأندلُس التي سبقتها إن لم تتفوَّق عليها، وقد حقَّقت غرناطة الاكتفاء الذاتي وفق شهادة الرحَّالة ابن بطوطة الذي وصفها بأنها مملكة قويَّة رُغم المُناوشات المُستمرَّة مع الممالك المسيحيَّة المُجاورة، وبِالأخص مملكة قشتالة.
من أبرز المعالم الحضاريَّة في هذه المملكة قلعة ومسجد وقصر الحمراء الذي يُعد أحد أروع المعالم المعماريَّة في العالم، وقد بُني لِتلبية احتياجات مُتعدِّدة، فعلى الصعيد العسكري، كان قلعةً منيعة الأسوار، استطاع أُمراء غرناطة بفضلها الحفاظ على مملكتهم من الأطماع العسكرية طيلة قرنين ونيفٍ، ومن جهةٍ أُخرى، صُمم قصر الحمراء لِيكون دار الإمارة ومسجداً جامعاً كبيرًاً، كان في أوج ازدهار المملكة منبع العُلماء ومُلتقى الدارسين من بلاد الأندلُس والمغرب.
التاريخ بالعربية
التعليقات مغلقة.