- كان الشعراوي رحمهُ الله يشرحُ معاني الآيات وألفاظها بطريقٍةٍ عمليَّةٍ ، وأقربُ للحياةِ العامّية ، يربطُ المعاني بالواقع الذي نعيشه في أيّامنا ، ويضربُ الأمثلة والشواهد من أحداث زماننا ، فكان قد أحدث صحوةً جديدةً في هذا الدين ؛ أخرجَ فيها التفسيرَ للنّاس بعد أن كان محصوراً عند المُختصّين ، مبتعداً عن قضايا الفقهاء والمتكلّمين .
- ويعتمدُ في كلِّ ذلك على مدرسةِ التفسير المأثورِ ، وهْي المدرسة التي تُفسّرُ القرآن بالقرآن ، ثم بالسنّة ، ثم بأقوال الصحابة ، ثم بأقوال التابعين ، مُبعِداً عن الإسرائيليات ، وهنا حدثتْ شوشرةٌ ، وخرجَ صبيانُ الفيس بوك الذين لم يحتلموا إلا قبل أربع أو خمس سنوات فقط ، وطعنُوا بالإمام ، فقالوا : الرجلُ يغلبُ عليه الضعيف في الآثار والمرويات .
- فنقولُ : إمّا أن تكونَ تلك الآثار والأحاديث مرفوعةً إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، أو لا تكون .
- أمَّا الأولُ ؛ فقد جرى عملُ السّلفِ على سردِ الأحاديث الضعيفةِ في التفسير والقصص والمغازي ، ما لم يكنْ في متنها نكارة أو غرابة ؛ لاعتقادهم أنها تصلح للشواهد والاعتبار ما لا تصلح لغيرها ، فإذا تعددت الطرق عن الشيء الواحد ؛ فإن ذلك يوجب العلم بالقدر المشترك في أصل الخبر .
- وأما الثاني ؛ فتكونُ المروية نفسها نتيجة اجتهاد علمي له قيمته ، غاية الأمر أنّه لا تصح نسبتها إلى المنسوب إليه من الصّحابة أو التابعين ، فهْي له قيمتها الذاتية ، وإن لم تكن لها قيمتها الإسنادية ، فاحفظِ الفرق ، وبس .
التعليقات مغلقة.