ستبحثين كثيراً عن فُستان زفافك.. أو رُبّما اخترته بالفعل.. وربّما فعلتِ ذلك مُذ كُنتِ صغيرة ويبقى فقط أن تجدي خياطاً ماهراً.. وأنتَ ستكون سعيداً عندما تقيس طقمكَ الأسود مع الكرافة الأنيقة والقميص الأبيض.
ستختارين باقة الوردِ بعناية.. وستتشاوران سويّةً لاختيار المكانٍ الفاخر المناسب لحفلة العُرس إن كان ذلك مُمكناً.
ستتشاجران كثيراً وأنتما تقرران من سيُعزَم ومن لا.. هذا الصديق قريب.. هذه الصديقة لي أكثرُ من عامٍ لم أتحدث معها.. وهذا لا يُجلس مع ذاك.. ولا داعي لدعوةَ أبناء أبناء عمّتي.. يكفي عمّتي وزوجها.
سيأتي قالبٌ كبير لتقطعاه وسط حشدٍ عظيم من أصدقائكم وأهلكم.. وستنطلق أغاني العُرس والاحتفال.. وستُحملان على الأكتاف.. وسترقصان الرقصة الأولى معلنان أنكم الآن رسمياً أصبحتم زوجاً وزوجة.
ستعتقدون أن الآن الحكاية انتهت ووصلتم إلى المكان الحُلم.. ستعتقدون أنّه لا مجال للوحدة بعد الآن.. لقد تخلصتم منها إلى الأبد.
رُبّما.. في الأشهر الأولى سيكون ظنّكم صحيحاً.. فها هي زيارات الأهل لا تنتهي.. مشاريع الأصدقاء لا تنتهي.. دون أن ننسى ما اٌصطلح على تسميته “شهر العسل”.
ستمضي الأيام سريعاً.. بعد سنواتٍ قليلة.. وربّما قليلة جداً.. ستضعون رأسكم على الوسادة.. رُبّما من دون حتى جُملة “تصبح على خير”.. وستكتشفون أن الوحدة عادت لتزوركم مجدداً.. في الحقيقة هي لم تغادر أبداً.. كُلَّ ما حصل كان اجازةً لها فقط..
ستكتشفان أن كُلَّ ما كُتبَ أعلاه كان لا أكثر من تمهيدٍ.. أما الآن وفقط الآن.. فقد بدأت الحكاية الحقيقيّة.. وقد بدأ الزواج.
وستسألون أنفسكم قبل النوم.. أينَ هو الحُب إذاً؟.. وما هو الحُب أصلاً؟
الحُب هو ما يبقى بعد انتهاء ما نعتقد أنّه حُبْ.
التعليقات مغلقة.