الرد على شبهة سن زواج السيدة عائشة رضي الله عنها

الرد على شبهة سن زواج السيدة عائشة رضي الله عنها


الثابت في السنة النبوية الصحيحة ان النبي (ص) تزوج عائشة بعمر الست سنوات ودخل بها وهي بعمر التسع سنوات
يقول في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها(تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وانا بنت ست سنين فقدمنا المدينة ونزلنا في بني حارث ابن خزرج فأسلمتني اليه وانا يومئذ بنت تسع سنين )


وايضا في صحيح الإمام مسلم عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة قالت(تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين وبنا بها وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي بنت ثمان عشرا )


الآن هنا السؤال هل من الممكن ان تتزوج السيدة عائشة وهي بنت ست سنين ؟ يعني انها لم تبلغ سن الرشد وللأجابة على هذا السؤال يسبقه اجابة على سؤال ثاني وهو اساسا ماهو سن الرشد هذا ؟


سن الرشد بمفهومه العام البسيط هو الإدراك وتحمل المسؤولية لكن اي ادراك واي مسؤولية ؟ هل الإدراك والمسؤولية في وقتنا الحالي في عصر ثورة الإتصالات وثورة الأنترنت والآيفون ؟ أو شي من هذا القبيل ،

أو الإدراك في زمن العصور الوسطى أو الإدراك والمسؤولية في زمن الفراعنة وقوم عاد ؟ هل الإدراك والمسؤولية الريفية او الحضر في المجتمع الزراعي الصناعي او البدوي ؟


باختصار فالرشد هو مفهوم متغير ليس ثابت يتغير ويختلف من عصر الى عصر ومن مجتمع الى مجتمع وهذا قد عمل عليه الدكتور ستيفن روبرتسون في جامعة سيدني بأستراليا صاحب كتاب “قوانين سن الرشد عبر التاريخ “
يلاحظ فيه تغير هذا المفهوم من مجتمع لآخر في نفس الفترة الزمنية ونجد ايضا تغيره في نفس البلد مع تغير الزمن الذي ادى لتغيير المجتمع


هنا مثلا نلاحظ ان سن الرشد في روسيا و23 ولاية امريكية كان 10 سنوات فقط عام 1880 وفي نفس الفترة الزمنية سن الرشد في ولاية “ديلاوير” الأمريكية كان 7 سنوات فقط ، وبالتالي سن الرشد هو مفهوم يحدده كل مجتمع وفقا لمتطلباته ودرجة تعقيده ،

يعني ان الأمور المطلوب ادراكها والمسؤولية المطلوب تحملها في مجتمع رعوي في عصر ماقبل الأنترنت او حتى ماقبل عصر اختراع الهاتف تختلف عن الأمور المطلوب ادراكها والمسؤولية المطلوب تحملها في مدينة نيويورك الأمريكية أو مدينة طوكيو اليابانية في وقتنا الحالي .


وفي موسوعة قصة الحضارة “ويلديورنت ” يتكلم عن القانون الفرنسي الذي وضعه نابليون بونابارت عام 1804 م
الذي يقول انه قد اصبح للأب الحق بالتحكم في ممتلكات زوجته وأصبح له السلطة الكاملة على أبنائه حتى يبلغو سن الرشد ويمكن ان يطلب اذنهم فيتم ذلك بناءا على طلبه هو وحده وأصبح بإمكانه منع زواج الإبن فيما دون السادسة والعشرين عاما والإبنة فيما دون الواحدة والعشرين.


اذن الملخص هو أن سن الرشد هو مفهوم “متغير “.


السيدة عائشة قبل خطبتها للنبي صلى الله عليه وسلم كانت مخطوبة لجبير ابن مطعم إبن عدي وهذا معناه ان العرف في هذا المكان والزمان كان يسمح بزواح الفتاة في سن مبكرة جدا، والذي يؤكد ايضا ان زواج النبي عليه افضل الصلاة والسلام من السيدة عائشة رصي الله عنها لم يكن شيئا غريبا وقتها بتاتا فالمشركين ألصقو بالرسول الكريم كل الأكاذيب والإدعائات التي يقدرون عليها قائلين بأنه ساحر وشاعر ومجنون لكن لا احد فيهم قال بأنه تذوق طفلة مثلما يروج اعداء الإسلام وأتباعهم في وقتنا الحالي.


يعني من حيث العرف والمجتمع فالبنات كانو يتزوجون في مثل هذا السن ومن حيث سن الرشد فهذا السن كان مناسبا للزواج وفق متطلبات مجتمعهم ، وهذا لم يكن مقتصرا على مجتمع مكة أو زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط


فلو رجعنا لموسوعة قصة الحضارة سنجدها تقول الآتي : ولكن أعظم شخصية في الدول الحاكمة الإسكندناوية في ذلك العصر هي شخصية مارغريت ابنة فالديمار ولقد زوجت وهي في العاشرة من عمرها من هاكم السادس ملك النرويج .


اذن فإن الزواج في سن مبكرة أمر يخضع للأعراف والظروف حسب كل منطقة.
لأن مسألة سن الزواج هي أمر مختلف يختلف باختلاف المجتمعات والأصول مثلما رأينا .

فإن الإسلام لم يحدد سنا معين لتزويج المرأة ، والشرط الذي وضعه الفقهاء لإتمام هذا الزواج هو احتمال الوطئ يعني القدرة على إقامة العلاقة الزوجية .


اذن لماذا لم يشترطوا أن تبلغ الحيض ؟
باختصار فالفقهاء اشترطو احتمال الوطئ ولم يشترطو بلوغ الحيض لسببين هما ؛


السبب الأول هو ان البنت ممكن أن تبلغ الحيض لكنها ليست قادرة على إقامة العلاقة الزوجية نتيجة لضعف معين أو اي مرض ما


السبب الثاني هو انه ممكن للبنت ان تكون قد تخطت سن القدرة على اقامة هذه العلاقة لكنها لاتحيض نتيجة لحالة مرضية ،

فالبتالي فالشرط الذي وضعه الفقهاء والذي هو الوطئ هو شرط اعم وأشمل وفيه مراعاة لحال كل النساء.


سن الرشد بحسب القانون الكندي هو 18 سنة والقانون الكندي يشترط موافقة الأبوين أو القاضي لإتمام زواج الأشخاص الذين عمرهم أقل من السن الذي ذكرناه ورغم هذا قبل عام 2008 كان مسموحا للولد والبنت في سن 14 سنة الذين يعتبرهم القانون الكندي أطفال انهم يقيمو علاقات جنسية ، بعد 2008 تم رفع هذا السن الى 16 .


ليس هكذا فقط فالموضوع فيه استثنائات حسب القانون الكندي .

يعني مسموح للولد أو البنت الي عندهم 14 ، 15 سنة المعتبرين من هذا القانون انهم اطفال يأقامة علاقات جنسية بشرط ان الطرف الآخر يبقى اكبر منه سنا بخمس سنوات، يوجد ايضا استثناء وهو ان الولد أو البنت الذين في عمر الثالث عشر مسموح لهم بإقامة علاقة جنسية بشرط أن يكون الطرف الآخر اقل من 14 او 15 سنة .


بحسب موقع وزارة العدل الكندية فأنه يقول “القانون في كندا كان يقول انه لايجوز للذين اعمارهم تحت 18 سنة ان يتعرضوا لعمليات جماع شرجي حتى لو كان هذا بموافقتهم”
لكن المحاكم الكندية حكمت بأن هذا القانون ينتهك حق الشواذ في المساوات ، فوزير العدل الكندي في نوفمبر 2016 قدم مشروع قانون يساوي مابين سن الجماع الشرجي وسن السماح بأي نشاط جنسي آخر لمراعات احوال الشواذ
يعني في الغرب المتحضر غير مسموح للولد أو البنت الواصلين عمر 18 سنة أنهم يتزوجو لكن لو أرادو أن يقومو بعلاقات جنسية شاذة فذلك من عزم الأمور ولو كانت اعمارهم 12 ربيعا فقط ، ثم تأتي العاهرة لتحدثنا عن الشرف.

التعليقات مغلقة.